زكي لبابيدي: أمريكا تريد إسقاط نظام الأسد ولكنها لا تعلن
رأي المحرر
في البداية لا
بد من تصويب الخطأ الشائع بأن الولايات المتحدة الأمريكية غير مهتمة بالشأن السوري
وليس من أولوياتها تكريس جهد ما من أجل سوريا!.
هذا خطأ كبير
يتم تداوله وكأنه البديهة المطلقة التي لا تناقش، مع أن إسقاطها أمر سهل كذلك،
فكيف نتصور أن أمريكا تعرض عن الشأن السوري المتصل بإسرائيل اتصالا وثيقا؟.
وكيف تتقبل «عقولنا
السياسية» فكرة إعراض أمريكا عن الأحداث الجارية في سوريا وقد اجتمعت في سوريا قوى
دولية متعددة لدرجة التزاحم، بما فيها أمريكا نفسها؟.
لكن الحقيقة
تقول: إن أمريكا لا تظهر كثرا في الشأن السوري لأنها وضعت محددات للقوى المتدخلة
في سوريا بما فيها «روسيا» نفسها، وغالبا وضعت «القفلة» لما ينبغي أن تؤول إليه
الأحداث الملتهبة في تلك البقعة الجغرافية من العالم. بحيث تنتهي الأمور بانتقال
سياسي فعلي وحقيقي للحكم مع عدم خروج طرف من الأطراف منتصر بالمطلق أو منهزم
بالمطلق.
وعليه فإن
الأمريكان لم يعلنوها منذ البداية بأنهم سيسقطون نظام الأسد بسبب البنية الداخلية
للبيت الأمريكي، من جهة، وبسبب تفاهمات مبكرة بين أمريكا وروسيا تجعل الأمريكان
يتخذون موقف «عدم إسقاط الحكومات من الخارج».
الموقف
الأمريكي من سوريا أعقد من أن يختزل بكلمات لكن الخبر التالي سيكشف حقيقة تفيد
السياسيين في التقاط إشارة معينة.
وفي الخبر
حدد رئيس «المجلس
السوري الأمريكي» السبب الذي يمـنع إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» وقبلها إدارة
الرئيس السابق «دونالد ترامب» من إعلان هدفها الذي تريده في سوريا.
جاء ذلك خلال
حديث لرئيس المجلس «زكي لبابيدي» لموقع “السورية نت”، حيث اعتبر أن القانون
الأمريكي يمـنع الإدارة الأمريكية من إعلان أن هدفها تغيير النظام في سوريا.
وقال الموقع: إن
إدارة «جو بايدن» تقترب من إتمام عامها الأول، ولم تقدم أي استراتيجية واضحة حيال
الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق بموقفها من نظام الأسد، الذي قالت مراراً إنها تريد
«تغيير سلوكه».
وعلى مدى
الأشهر الماضية خرج مسؤولون أمريكيون على رأسهم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني
بلينكن، موضحين أنهم يؤكدون على قرار مجلس الأمـن 2254 بشأن سوريا، ويولون أهمية
لملف المساعدات الإنسانية.
في المقابل
قال بلينكن في تشرين الأول الماضي، إن ما لم نفعله ولا ننوي فعله هو التعبير عن أي
دعم للجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الأسد، بدون أن يطلق على الأخير لقب
الرئيس.
وأشار في مؤتمر
صحفي إلى أن الولايات المتحدة لم ترفع أي عقـوبة مفـروضة على النظام، ولم تغير
موقفها المعـارض لإعادة إعمار سوريا ما لم يُحرز تقدماً لا رجوع عنه نحو حل سياسي
نعتقد أنه ضروري وحيوي.
في المقابل، حـذرت
وسائل إعلام أمريكية خلال الأسابيع الماضية خلال تغطياتها عن سوريا، من التقاعس
الذي تبديه إدارة بايدن حيال الأطراف التي تنوي إعادة التطبـيع مع النظام.
ويرى الدكتور
زكي لبابيدي أن سياسة بايدن أو ترامب الذي سبقه تريد تغيير نظام الأسد، لكن بسبب
القانون الأمريكي لا يمكن لواشنطن أن تعلن أن هدفها هو تغيـير النظام.
ويضيف لبابيدي
أن ذلك لا يحدث إلا بسبب وجيه كما حصل في العراق، بسبب الأسلحة الكيماوية لا
يستطيعون غير ذلك.. مضيفاً: أرى السياسة الأمريكية هي إحداث تغيير سياسي في
النظام، وتغيير سلوكه، وفي الحقيقة تريد تغييره بالفعل.
أما بالنسبة
لمسار إعادة التطبـيع مع النظام فيوضح لبابيدي قد تكون سياسة بايدن ترى أنها لن
تتدخل بهذا الموضوع لأن النظام سينهار.. مبيناً أنه بالنسبة
للمجتمع الدولي لا يوجد بديل جاهز. بالتالي لا يريدون فراغاً أمنياً وسياسياً في
سوريا، الأمر الذي يخلق مشاكل أكبر...وتابع “لبابيدي” لذلك
حتى قصة الغاز العربي تأتي على نفس النمط المذكور، بمعنى أن النظام وصل لمرحلة قد
ينهار في أي لحظة.
وفي الأخبار الواردة من الكويت، وجهـت الكويت
صفعة لميليـشيا “حزب الله” اللبنانية، وداعميها إيران ونظام الأسد، من خلال الإطاحة
بخلية تابعة لها في البلاد.
وألقى الأمـن
الكويتي القبض على خلية متعاونة مع ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، تعمل على تجنيد
الشباب للعمل مع الميليشيا في مناطق الصراع، لا سيما في سوريا واليمن.
جاء ذلك بحسب
ما أفادت به صحيفة السياسة الكويتية، نقلاً عن مصادر أمنية، التي كشفت أن الخلية
المكونة من أربعة أشخاص، تم التبليغ عنها من قبل “دولة شقيقة”.
وذكرت المصادر،
أن وزارة الداخلية تلقت تقريراً أمنياً من دولة شقيقة، كشف أعضاء الخلية المذكورة،
مبينة أن أحدهم ابن نائب سابق، وآخر شقيق نائب سابق أيضاً.. أما الثالث فقد ورد
اسمه في قضايا سابقة منذ خطف طائرة الجابرية في الثمانينات، ورابع يقال إنه من
كبار رجال العمل الخيري، وفقاً للمصادر.
وأضافت
المصادر أن جهاز أمن الدولة يحقق مع الأشخاص الأربعة في عدد من التهم أيضاً، منها
تبييض أموال لميليـشيا “حزب الله” في الكويت.. وكذلك تمويل الشباب
الكويتي لتشجيعهم على الانضواء تحت عباءة “حزب الله”، والمشاركة في أعماله
الإرهابية، وتهريب المخدرات في كل من سوريا واليمن... لافتة إلى أن
المتهمين أقروا بجمع تبرعات من المساجد من غير تصريح مسبق، مشيرة إلى أنهم سيحالون
إلى النيابة العامة عقب اكتمال تحقيقات جهاز أمن الدولة معهم.
يشار إلى أن
الولايات المتحدة فرضت في أيلول الماضي، عقوبات على أعضاء في شبكة من القنوات
المالية التي تمول ميليشيا “حزب الله” بينهم كويتيون، والتي تتخذ من لبنان، ودول
في المنطقة، مقرا لها.
وحدد مكتب
مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، في ذلك الوقت، أعضاء في
شبكة دولية من الميسرين الماليين والشركات الواجهة التي تعمل لدعم “حزب الله”
و”فيلق القدس” الإيراني... وتعتبر ميليـشيا “حزب الله”، أحد أذرع إيران
حول العالم، وأعدت لتكون القـوة الضاربة في إحداث القلاقل والاضطرابات.
ليست هناك تعليقات