آخـــر ما حـــرر

واشنطن: مصلحة سوريا أن يحكمها نظام لا يستخدم الكيماوي



رأي المحرر

ظن الكثيرون أن مبادرة «دولة الإمارات العربية المتحدة» تجاه نظام «بشار الأسد» لم تخرج عن نطاق «الإرادة الأمريكية»!..

وهذا الظن نابع-عادة- من «إديلوجيا سياسية» مترسخة في الذهنية السورية تحديداً، بأن كل المتحركات لا تتحرك إلى بإشارة أمريكية، وهو اعتقاد خاطئ قطعاً فهناك كثير من الأحداث تنفلت من «العقال الأمريكي» على اعتبار أن أمريكا القادرة على لجم أعتى قوة في العالم، «لن تستطيع وضع سياسة تلجم الجميع معاً».

فبينما نرى أن خطوة الإمارات محصورة في بعض الدول العربية، يتقدم من يهوِّل من أمرها فيجعلها توجهاً دولياً، مشيرين إلى مباركة أمريكية، متحدثين عن رضا إسرائيلي، منوهين إلى قبول أوربي، ليخلصوا بنتيجة مفادها أن العالم كله مهتم بزفاف «بشار الأسد» عريساً على سوريا، والأمر مغاير تماماً، فلماذا تتطوعون أيها «المُحَلْحَلون السياسيون» لنفخ نظام الأسد، الذي من طبيعته الانتفاخ فرحاً وطرباً حتى وهو ينهزم؟.

شاهدت كثيراً من هؤلاء يتسلقون على المنابر الإعلامية يؤكدون على تضامن العالم كله مع بشار الأسد، ويتكلَّفون بذل الجهد في حشد الأدلة على نظريتهم التي لو كانت صحيحة فلا ينبغي لهم التحدث بها، لأن هذا الأمر يتعلق بإعلام النظام، ولستم أنتم- يا من تصدرتم مشهد السياسة ومنحتكم القنوات الثورية أولوية الظهور، لأسباب معروفة- من يعلن انتصار الأسد على الشعب السوري، فكم من مئات المرات أعلنتم هذا الإعلان الرديء ثم ثبت أن الأسد لم ينتصر، ولن ينتصر بإذن الله، فكفوا عن جهالتكم.

وفي الخبر

هددت الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية تعرُّض حلفائها الساعين للتطبيع مع نظام الأسد لعقوبات صارمة.

وطالبت واشنطن حلفاءها أن يشاركوها العمل بما يخدم مصلحة سوريا، ليحكمها «نظام لا يستخدم الكيماوي ضد شعبه ولا يعذب مواطنيه».

جاء ذلك في إفادة صحفية لمسؤولة رفيعة في البنتاغون، اليوم الجمعة 19 تشرين الثاني.. تعليقاً على زيارة وزير خارجية الإمارات “عبد الله بن زايد” إلى دمشق ولقائه “بشار الأسد”... لافتة إلى أنه ينبغي على شركاء واشنطن أن يعوا أن نظام الأسد تمكن من البقاء واستعـادة السيطرة على أراض بدعم إيراني وروسي.

وأوضحت المسؤولة في وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن حـازمة في موقفها الرافض للتطبيع مع نظام الأسد.. مشيرة إلى أن العقـوبات الأميركية مُصَمَّمَةٌ بطريقة تجعل الاستثمارات التي يستفيد منها النظام وداعـموه عرضة هي نفسها للعقوبات.

وشددت على أن العقـوبات المفـروضة على النظام ستبقى تشكل رادعاً قوياً لشركاء واشنطن الساعين للانخراط بعلاقات مع النظام... مطالبِة شركاء واشنطن أن يشاركوها في العمل على مصلحة سوريا المتمثلة في استقرارها وأمـنها.

كما طالبتهم بمشاركة واشنطن العمل على مصلحة سوريا التي يحكمها نظام لا يستخدم الأسلحة الكيميائية ولا يعـذب مواطنيه.. وأكدت مسؤولة البنتاغون أن بلادها مصممة على الإبقاء على قـوات عسكـرية في سوريا والعراق... معتبرة أن مهمة القـوات الأميركية في سوريا محاربة تنظيم “داعش”، أما الطريقة الوحيدة لإنهاء الصـراع هي عبر عملية سياسية.

من جانبه ذكر مسؤول في وزارة الدفاع أن إدارة الرئيس الأميركي «جو بايدن» ليس لديها خطط للتقارب مع نظام الأسد... وذلك في ظل غياب أي تغيير جوهري في طبيعة هذا النظام، الذي استطاع أن يحافظ على وجوده بمساعدة إيران وروسيا.

وأضاف المسؤول أن على الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة التفكير في الجهة المستفيدة من أي تقارب مع نظام الأسد... مشدداً على أن زيارة دمشق لن تحل المشاكل الكثيرة التي تسبب بها النظام في المنطقة كتصدير الإرهاب وترسيخ النفوذ الإيراني وأزمة اللاجئين.



مسـ.ـؤول أمريكي يبين موقف بلاده من التطبـ.ـيع مع نظام الأسد ويحدد ثلاثة أهداف تعمل عليها واشنطن في الوقت الحالي (صور)

جـدد مسؤول أمريكي موقف بلاده الرافـض للتطبـيع مع نظام الأسد، وكشف عن ثلاثة أهداف حالية تعمل عليها الولايات المتحدة في سوريا، مؤكداً دعم واشنطن القـوي للدفع بحل للنـزاع بقيادة سورية.

جاء ذلك خلال لقاءات عقدها المبعوث الأميركي إلى سوريا “إيثان غولدريتش” مع الائتلاف الوطني السوري وممثلين عن هيئة التفاوض والدفاع المدني السوري في إسطنبول.

وقالت السفارة الأميركية في دمشق، في سلسلة تغريدات على موقع تويتر إن «غولدريتش» خلال لقائه أعضاء من هيئة التفـاوض عن المعـارضة، شـدد على موقف الولايات المتحدة الرافـض للتطبـيع مع نظام الأسد.

كما جدد «غولدريتش» دعـم الولايات المتحدة لجهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا «غير بيدرسون» لدفـع الحـل السياسي للصـراع السوري، وفقاً للسفارة.

وأكد «غولدريتش» خلال لقائه بالائتلاف دعـم بلاده القـوي للدفـع بحل للنـزاع بقيادة سورية على النحو الوارد في قرار مجلس الأمـن الدولي 2254.

كذلك التقى «غولدريتش» بأعضاء الدفاع المدني السوري، وعبر لهم عن دعم الولايات المتحدة وامتنانها لعملهم المنقـذ للحياة في شمال غرب سوريا.

من جانبه قال رئيس الائتلاف «سالم المسلط» إنه تم التأكيد خلال اللقاء مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى «إيثان غولدريتش» على أهمية الدور الأميركي في تفعيل العملية السياسية... وأضاف في تغريدة على تويتر أنه تم التأكيد على فتح كافة مسـارات القرار الدولي 2254، وعدم الاكتـفاء بمسار اللجنة الدستورية، أو اختزال القضية السورية في القـضايا الإنسانية.

بدوره قال رئيس هيئة التفاوض «أنس العبدة» ‏في تغريدة على تويتر ناقشنا التحـديات التي تواجـهها العملية السياسية للوصول إلى تطبيق كامل للقرار الدولي 2254... موضحاً أن المبعوث أكد التـزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري واستمرار العقوبات المحددة على النظام ورفـضها للتطبيع معه.

الولايات المتحدة تعلق على زيارة “عبد الله بن زايد” لبشار الأسد وتحدد موقفها من تطبيع الدول معه

عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من الإشارة التي ترسلها زيارة وزير الخارجية الإمارتي إلى دمشق، مؤكدة أنها لن تدعـم أي جهود للتطبيع أو إعادة تأهيل الديكتاتور المتوحـش... جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية «نيد برايس» في مؤتمره الصحفي اليومي الثلاثاء، 9 تشرين الثاني... وقال «برايس» كما قلنا سابقاً إن هذه الإدارة (الأميركية) لن تعبر عن دعـمها لأي جهود للتطبيع أو لتأهـيل بشار الأسد الذي هو ديكـتاتور متوحـش... داعياً الدول في المنطقة للنظر بعناية إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد ضـد شعبه خلال العقد الأخير... كما دعاها للنظر أيضاً في جهود النظام المتواصلة لمنـع وصول المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق... وأضاف «برايس» إن هذا الموضوع نناقشه بشكل متواصل مع شركائنا القريبين في المنطقة بما في ذلك الإماراتيين وأوضحنا لهم موقفنا حيال ذلك... مؤكداً أن بلاده لن تطـبع ولن ترفع مستوى علاقاتها مع النظام، كما أن واشنطن لا تدعم تطبـيع دول أخرى أو رفع مستوى علاقاتها مع النظام... وذلك نظراً للأعمال الوحشية التي ارتكـبها هذا النظام ضـد شعبه، وفقاً للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية.

وقال «برايس» إن الإدارة الأميركية ترى أن الاستقرار في سوريا والمنطقة يمكن تحقيقه فقط من خلال العملية السياسية التي تمثل إرادة كل السوريين... وشدد على أن بلاده ملتـزمة بالعمل مع حلفائها وشركائها والأمم المتحدة من أجل تحقـيق حل سياسي دائم في سوريا.

الأهداف الأمريكية في سوريا

كما حدد «برايس» أن من أهم أهداف الولايات المتحدة في سوريا «محاسبة النظام والحفاظ على المعايير الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان» ومنع انتشار الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، والمحافظة على اتفاقات وقف النار المحلية... مبيناً أن بلاده تواصل تقييم السبل الأفضل لدفع مسار التسوية السياسية بشكل أفضل كما هو محدد في القرار الدولي 2254... وأشار «برايس» إلى أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق لم تشكل مفاجأة للولايات المتحدة.

من جهته، انتـقد كبير الجمهوريين بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي «جيمس ريتش» زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق... وقال في تغريدة: إنه لأمر مخز أن ينفتح عدد من الدول العربية على تطبـيع العلاقات مع الأسد... وطالب «ريتش» الدول التي تتجـاهل العـنف المستمر ضـد المدنيين السوريين العمل على تنفيذ القرار الأممي 2254 قبل اتخاذ أي خطوات أخرى نحو التطبـيع.

 

ليست هناك تعليقات