آخـــر ما حـــرر

مُنشق من سجن “حلب المركزي” يوثّق جرائم فظيعة بحق المعتقلين

 



يُعرف سجن “حلب المركزي” أحد المسالخ البشريّة التي استخدمها نظام الأسد في تعذيب السوريين، وخاصةً في الثورة السورية، إذ أنّه ارتكب فيه أفظع الجرائم والانتهاكات التي أقل ما يقال فيها إنها «جرائم ضد الإنسانية».

نشر موقع “أورينت نت” مقطعاً مصوّراً لمُساعد مُنشق يُدعى “أبو أحمد” يوثّق فيه الانتهاكات الوحشيّة التي كان يتّبعها النظام بحق المُعتقلين.

ويقول “أبو أحمد”: ”إنّ عناصر الأمن والشبيّحة كانوا يقتلون المُعتقلين بكل دمٍ بارد، حيث أنّهم كانوا يستعملون القتل والتعذيب كنوعٍ من التسليّة”. واستشهد “أبو أحمد” بحادثة رواها، أنّه في إحدى المرّات قام عناصر النظام برمي سجينين من الطابق الثالث إلى ساحة السجن.

ويقول “أبو أحمد” بعد وقوع هذه الجريمة التي وصفها بأنها “لا تُحتمل”، قام الضابط المسؤول بإعطاء أوامر للعناصر بتزوير شهادات وفاة المعتقلين الذين ألقوا من الطابق الثالث، حيث سُجل المتوفّى بأنه توفي أثناء قفزه من سور السجن وهو يُحاول الهروب. وأكّد الشاهد، أنّ عقوبة من يعصي أوامر الضابط هي التصفيّة مُباشرةٍ، وهذا ما جعل سجن “حلب المركزي”، مقرّاً لجرائم النظام.

وفي سياق حديثه، أكّد “أبو أحمد”، أنّ عناصر ومسؤولي السجن بحلب، كان لا يأخذون اعتباراً لحياة المُعتقلين، ولا يعتبرونهم بشراً، إذ أنّهم يعتبرون السجناء تسليّة فقط، وخاصةً عندما لا يكون هناك معارك.

سياسة تجويع المُعتقلين، إحدى السياسات الخبيثة التي اتّبعها نظام الأسد لقمع الإنسان بشكلٍ عام، حيث سُجل في سجن حلب المركزي أكثر من 500 حالة وفاة بسبب التجويع، والمرض، وبحسب “أبو أحمد”، فإنّه وعلى الرغم من توّفر الطعام، إلا أنّ النظام كان يحرم السُجناء منه وهذا ما أسفر عن وفاة ما يُقارب الـ 500 معتقل.

يُعرف سجن “حلب المركزي”، من بين أكثر سجون النظام قوّة من حيث الحماية، إذ أنه يُعتبر ترسانةً عسكريّة كبيرة، وحصناً لم تتمكّن الفصائل الثوريّة من اقتحامه والسيطرة عليها، على الرغم من عشرات المحاولات.

وأسفرت محاولات اقتحام السجن عن سقوط عشرات الشهداء من الثوّار، قبل أن يُسيطر نظام الأسد على معظم مدينة حلب في عام 2016، بمُساندة روسيّة وإيرانيّة.

ليست هناك تعليقات