آخـــر ما حـــرر

جبل الزاوية مسؤولية الأحرار وأمانة في أعناق الثوار



يسأل الشعب السوري ولا جواب لسؤاله!. ما الذي يحدث في البيت الثوري؟. قليل من الناس من يجرؤ على الكلام.. حتى صار الكلام ممنوعا منعا نهائيا.. فإذا قصف الشعب السوري في أي نقطة فممنوع أن ترتفع الأصوات في تحريض الفصائل على الرد.. وممنوع انتقاد الأمراء الناطقين باسم الدين حتى لو سلَّموا الأرض والعرض.. وممنوع مهاجمة اتفاق «أستانة» و «سوتشي» كمسار تآمري لا يبقي للشعب السوري الثائر الذي دفع أثماناً باهظة لينال حريته سوى شريط حدودي يحكمه الإخوان المسلمون كملحق بالدولة التركية يحمي خاصرتها الجنوبية ويكسبها انتعاشا اقتصاديا ويشبع شهوة الإخوان في المنصب والمال.

وممنوع نشر أخبار القصف الروسي والأسدي على أهلنا لكي لا يرتب على الفصائل واجب الرد.. وهناك خشية أن يمنعوا الناس من رفع الصوت حين يقصفون أو حين ينزحون، فالمطلوب اليوم هو تمرير كل المؤامرات من «فم ساكت» وتحت «ضوء خافت».

إنه جبل الزاوية وإن شئتم قولوا: هو «حجر الزاوية» لثورة الكرامة السورية.. وما دام الأمر كذلك فحافظوا عليه يا أحرار البلد بالقلوب والمقل.

إنه جبل الزاوية الذي يعمل اليوم كبرج مراقبة يرصد الضمائر الحية والميتة على حد سواء، ليدون أصحاب الإحساس الحر والشعور المتيقظ في لوائح الشرف، ويسجل أصحاب الضمائر المتهالكة المتفسخة في قوائم العار.

يا أحرار سوريا إياكم أن تفرطوا بجبل الثورة أقصد #جبل_الزاوية فهو الذي ناصر درعا منذ اليوم الأول لحصارها.. وهو الذي حمل السلاح مبكراً ضد الطغاة والمحتلين..

وكما أصر أبناء #جبل_الزاوية على الصمود والثبات في أرضهم فعلى الجميع استحقاق دعم موقفهم فالخذلان خيانة.. والمناصرة أمانة.. وأهل سوريا هم أهل الشرف والشهامة.

يا أحرار سوريا اليوم يوم الملاحم والمكارم.. وإنها لمعركة الوجود والهوية.. لا تتركوا أهلكم هدفاً سهل المنال للمحتل الروسي والإيراني.. فالأرض أرضكم والعرض عرضكم والأهل أهلكم.

جبل الزاوية ليس مجرد بلدات يسكنها أهلها.. لكنه رأس الحربة في مواجهة مشاريع الاحتلال الغاشم.. وهو قاعدة الانطلاق لاستعادة ما تم استلابه من مناطق إدلب وحماة..

جبل الزاوية كان الخزان البشري لكل ما هو ثوري في الحراك السلمي وفي المواجهات العسكرية وفي الإعلام الثوري.. وقد قدم آلاف الشهداء من خيرة أبناء الوطن.. فإياكم والتخلي عنه لأنه قلعتكم الحصينة ورمز وحدتكم الرصينة.

جبل الزاوية دوما يعطي الأفضلية للمدافع ضد المهاجم مهما كانت قوته ولا يمكن أن يسقط إلا بالتخاذل والتسليم.. وهو الأمر الذي يرفضه أحرار سوريا بكل إرادة وتصميم.

إذا سقط جبل الزاوية بيد النظام وحلفائه فسوف تخسر الثورة السورية عمقها الدفاعي عن المحرر وتخسر هامش التحرك لحماية الناس الذين سينكشفون لرمايات النظام الإرهابي.

إذا سقط الجبل الثائر فسوف ينكشف كامل المحرر السوري حتى الحدود التركية وسيكون شعبنا تحت رصد قناصات العدو الطائفي الإرهابي.. وعندئذ لا تنفع الشتيمة ولا يجدي الندم.

إذا سقط جبل الزاوية فلن تتحمل الثورة السورية سقوط مناطق جديدة لأن الزوايا ضاقت على الشعب السوري.. ومن هنا تتجسد أهمية الدفاع عن الجبل العنيد الثائر.. وفظاعة التهاون به والتفريط فيه.

أصبح التفريط بجبل الزاوية اليوم هو بمثابة التفريط بالهوية والوطن والثورة والكرامة.. واستهانة بدماء آلاف الشهداء وتضحيات السوريين الجمَّة.. ومن يفعل ذلك فهو خائن خائن خائن.

إذا سقط جبل الزاوية فسوف يضمن نظام الأسد الطائفي تأمين الطرق الدولية m4  و m5 والسيطرة على سهل الغاب مما يؤدي لانتعاش النظام الإرهابي وانكماش المحرر الثوري ومحاصرته.

من أضرار تسليم جبل الزاوية تعطيل جبهة الساحل نهائيا ورفع المخاطر المحتملة على قاعدة حميميم الروسية وتسهيل سقوط أريحا وجسر الشغور وانتهاء أي إمكانية للردع الثوري.

كل من شارك في أستانة فهو شريك أصيل في أي أذية تقع على أهالي جبل الزاوية الأبطال.. وكل الفصائل مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حمايته.

يريدون تسليم الجبل لإقامة كيانهم الإخونجي في الشريط الضيق من الشمال السوري.. وبعدها سيحتفلون بكل إنجاز يقدمونه هناك حتى لو كان افتتاح مخبز أو مطعم أو مدرسة.

لقد تآمر الإخوان والدول الراعية لهم على الثورة السورية ومنعوا عن السوريين أي مصلحة يمكن الاستفادة منها كل ذلك بهدف صناعة كونتون إخواني في الشمال السوري يقضون فيه شهوة السلطة.

لا يبالي الائتلاف اللاوطني بما يحدث لأهلنا في جبل الزاوية ومن خلفه الإخوان المسلمون الذين منعوا الإعلاميين من أي تغطية للأحداث ومنعوا الأصوات الغاضبة من الظهور، كل ذلك تنفيذا لمخطط تسليم المحرر للنظام ولهم في ذلك سوابق كثيرة.

ما يتساقط على رؤوس أهلنا في جبل الزاوية اليوم ليس مجرد بارود ونار.. إنما هو كيد مؤامرات طبخت في الظلام حتى اختفى كل شيء عن الشعب السوري.

لا يعلم الشعب السوري ما يحاك له من قبل أطراف أستانة بمن فيهم الإخوان المتأسلمون فقد وقعوا على تسليم الأرض وانتهاك العرض من قبل شبيحة النظام وحلفائه.

لا يخطر بالبال مستوى القذارة الذي وصلت إليه المعارضة الإخوانية «السوركية والسورانية» فمصلحة الشعب والوطن لا تعني لهم شيئا.. وكل همهم جمع الأموال وإرضاء الداعم وتحقيق مصالح تركيا وإيران.

بعد كل هذا فقد سادت «ثقافة التعقل» التي تتحدث عن العقلانية وعدم التهور في المواجهة بل والتسليم بالأمر الواقع حيث لا قبل للثوار بالجحفل الروسي ومواجهته انتحار وجنون، هؤلاء الذين يتحدثون بتلك اللغة هم أنفسهم الذين قبضوا أثمانا بخسة مقابل بيع أهلهم، فهم ملعونون أينما وجدوا وحيثما ذكروا.

ناصرابوالمجد 23/7/2021          

ليست هناك تعليقات