آخـــر ما حـــرر

حسابات كل طرف من طرفي المصالحة «السعودية الإيرانية»




بالنسبة لإيران

1.     أراد ساسة إيران أن يتفادوا ضربة «أمريكية إسرائيلية» محتملة، مع ارتفاع منسوب الغضب الأمريكي من دعم طهران لموسكو في حرب الأخيرة على أوكرانيا، وبالمقابل دعم موسكو لطهران بنقل عتاد عسكري غربي إلى إيران كانت قد استولت عليه روسيا في معاركها مع أوكرانيا.

2.     هذا المكسب الإيراني يقابله تنازل مفترض ومهم يتعلق بالتوقف عن دعم إيران لأذرعها في المنطقة، وعدم التدخل في شؤون دول الجوار، بمعنى أن على إيران التخلي عن فكرة «تصدير الثورة» وتنكفئ إلى حدودها الطبيعية.

3.     بتصالحها مع السعودية قد تصعِّب إيران المهمة على أمريكا وإسرائيل في استهدافها، لكن لا تمنعها، وبالتالي سوف تتجه الأمور باتجاه «إيران المجردة من مشروعها الثوري وبرنامجها النووي».

4.     يتساءل البعض: إذا كانت إيران ستخسر «الثورة والنووي» معاً،  فماذا ستكسب؟. والجواب: يبدو أن إيران تختار أقل الخسائر، فالملالي لم يتبق لهم سوى الحفاظ على حكمهم مع إجراء بعض المكياجات والديكورات لتجنب مخاطر الثورة الشعبية المتجددة، لكن إيران الضعيفة مستقبلياً لن تصمد أمام «الضربة الشعبية القاضية».

أما السعودية

1.     سوف تتجنب السعودية احتمالية مرجحة بأن تعمد إيران لاستهداف المملكة فيما لو حدثت الضربة «الأمريكية الإسرائيلية» التي تلوح في الأفق، فليس من مصلحة السعودية تعطيل مشاريعها النهضوية المتعلقة بـ«رؤية 2030».

2.     لا ترغب السعودية بأن تكون أراضيها قاعدة لانطلاق الضربات الأمريكية ضد إيران، الأمر الذي سيعتبر وثيقة تاريخية ترجع إليها إيران ولو بعد أزمان مديدة.

3.     فيما لو مضت الأمور باتجاه التزام إيران بما تم الاتفاق عليه بوجود الراعي الصيني تكون السعودية قد أنهت المشروع الإيراني في المنطقة، دون أن تخوض حروباً شاملة، وتجنبت كذلك مصايد استفزازية ومنزلقات سياسية أعدت لها جهات دولية على مدى أكثر من أربعة عقود.

4.     المصالحة السعودية مع إيران كرست المملكة العربية السعودية كقائدة للمنطقة العربية، فيما لو احتسبنا كذلك التوسع الأخير في علاقات المملكة مع دول وازنة من خارج «المحور الأمريكي».

 

ليست هناك تعليقات