آخـــر ما حـــرر

بايدن يشوش مزاج الأسد الانتخابي ويعلن تمديد حالة الطوارئ الوطنية


 

لا يبدو أن نظام الأسد سيهنأ بالانتخابات الهزلية التي يحضر لها منذ سنوات في سوريا.. حتى لو نجح في جعل مشايخ السوء يرقصون له «الديسكو».

فقد أعلن الرئيس الأمريكي «جو بايدن» «حالة الطوارئ الوطنية» فيما يتعلق بسورية، وذلك في أول موقف له منذ وصوله إلى «البيت الأبيض»..

وذكر البيت الأبيض عبر موقعه الرسمي اليوم الجمعة أن تمديد حالة «الطوارئ الوطنية» فيما يتعلق بسورية تأتي «للتعامل مع التهديد غير العادي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد للولايات المتحدة والذي تشكله تصرفات الحكومة السورية في دعم الإرهـاب».

وقال بايدن: إن وحشية النظام وقمعه للشعب السوري، الذي دعا إلى الحرية لا تعرض الشعب السوري نفسه للخطر فحسب، بل تولد أيضاً حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة... وأضاف: تشكل تصرفات النظام السوري وسياساته، بما في ذلك ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية ودعم المنظمات الإرهابية، تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة.

وأدان بايدن في بيانه «العنف الوحـشي وانتـهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام الأسد ومساعدوه الروس والإيرانيون».

ودعا نظام الأسد وداعميه إلى وقف حربه العنيفة ضد شعبه، وسن وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد. وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع السوريين المحتاجين.. كما دعاه إلى التفاوض على تسوية سياسية في سورية، بما يتماشى مع قرار الولايات المتحدة، وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأشار بيان بايدن الذي نشره البيت الأبيض: ستنظر الولايات المتحدة في التغييرات في سياسات وإجراءات الحكومة السورية لتحديد ما إذا كانت ستستمر أو تنهي حالة الطوارئ الوطنية هذه في المستقبل.

ويأتي ما سبق في الوقت الذي يتجه فيه نظام الأسد إلى تنظيم «الانتخابات الرئاسية»، والمقررة في 29 من أيار / مايو الحالي.

وكان الكونغرس الأمريكي مرّر قانون الطوارئ الوطنية عام 1976، وهو حق يمنحه للسلطة التنفيذية، وعلى رأسها الرئيس، للتعامل مع الأزمـات الطارئة بشكل حاسم.

ويحق للرئيس أن يتجنب أي قيود على قراراته المتعلقة بالتعامل مع الأزمات، بشرط تأكيد وجود تهديدات غير طبيعية وخطيرة على الأمن القومي والمصالح الأمريكية.. وبموجب القانون، يُسمح للرئيس بفرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد، قابلة للتجديد سنوياً.

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض منذ أكثر من 100 يوم لم يكشف الرئيس بايدن بوضوح عن سياسته بشأن سورية، وموقفه من نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، ليكشف عنها اليوم في بيانه.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت على مدار الأعوام السابقة من عهد دونالد ترامب، عقوبات على شخصيات من نظام الأسد عسكرية وسياسية، وأخرى من عائلة الأخرس التي تنتمي إليها زوجة بشار أسماء الأسد.

الموقف الأمريكي الجديد لم يتأت من فراغ فبعد دخول بايدن البيت الأبيض كثرت التوصيات القادمة من مراكز الأبحاث ومن شخصيات مخضرمة للرئيس بايدن تحضه على ممارسة أقصى درجات الضغوط على نظام الأسد الارهابي لإجباره على الإذعان للمقررات الدولية ومقتضيات الانتقال السياسي الحقيقي في سوريا.

فقد حذر مركز بحث أميركي إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» من ملفات تخص سوريا في أثناء إعداد استراتيجية جديدة لها... وقال معهد «دراسات الحرب» الأميركي، إن على إدارة بايدن الحذر من الضغوط الروسية للتطبيع مع نظام الأسد.

وأشارت إلى ضرورة عدم الانصياع للذرائع الروسية، بحجة انتهاء الحرب وحماية الأقليات ورفع العقوبات وإعادة اللاجئين.. وشددت على ضرورة مواجهة ضغوط روسيا على الدول العربية لإعادة نظام الأسد للجامعة العربية، بحجة أن ذلك سيحقق الاستقرار في سوريا.

وقدم تحذيرا من أن التطبيع مع نظام الأسد، يعني من مزيدا من أحكام التعذيب والإعدام والاعتقال بحق السوريين. موضحا أن ذلك بطبيعة الحال، سيخلق أزمة لجوء دائمة.

وأوصت الدراسة بعدم انسحاب الجيش الأميركي من سوريا، خوفا من وقوع موارد مناطق سيطرته الغنية بالنفط والغاز تحت سيطرة روسيا وإيران.

وختمت الدراسة، بدعوة إدارة بايدن لعدم توقع دور روسي إيجابي، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب، أو تقيد نفوذ إيران، أو تقديم تسوية دبلوماسية تنهي الحرب في سوريا.

هناك تعليق واحد: