رسالة مفتوحة إلى «نهلة عثمان»..
قتلوك يا نهلة بأسوأ ما يقتل أطفال
الشوارع قطة صغيرة... يمر الناس بهم صامتين.. وربما متبسمين...
قتلوك يا زهرة البلد لكنهم أرادوا لك
أن تموتي بصمت يشبه صمت الورد حين الذبول...
وصمت النجم عند الأفول.
أراد الأوغاد أن تكون قضيتك عابرة..
كمن يدوس على نملة فلا يراجع نفسه لأنها نملة.. لكن نملتنا اليوم هي (نهلة)...
قتلوك يا صغيرتي الذكية ايتها الجميلة
البهية ثم قالوا عنك غبية.. مصابة بأمراض عقلية.. فقط ليبرئوا القاتل الشرير.
قتلوك بعد ان ربطوك بالجنزير ثم أصبحوا
يقولون عنك انك تلعبين به.. فمتى كانت الفراشات يلعبن بالجنازير؟...
قتلوا براءتك ولم يرحموا بهاءك..
قتلوك ولم يكتفوا بقتلك بل أصروا أن
تكوني أنت المتهمة.. قتلوك ثم برأوا قاتلك ليستمر ربما بقتل غيرك.. ففي وطني مزيد
من الورود.. وفيه مزيد من الأشرار.
من الصعب أن نتصور جريمة ببشاعة قتل «نهلة
عثمان».. لكن الأوغاد أصروا أن يجرموا أكثر حين قال قائلهم: "صرعتونا بنهلة..
خلص طفلة وماتت".
من الصعب تصور حجم ذلك الشر الذي ينطوي
عليه أولئك الأوباش حين قال قائلهم: في كل العالم تحدث حوادث مشابهة فلماذا كل هذا
الضجيج؟.. لكنه تناسى أنه حين يحدث في العالم حوادث مشابهة لقصة نهلة (وربما لا
يحدث).. فإن الخبر سيكون في صدارة الصحف وتتنافس الأقلام على نشره ويتنافس
الفنانون على رسمه.. لكن الفاسدين أرادوا أن تطوى صفحة نهلة دون ضجيج ولا تصوير
ولا إعلام.. فيبدوا أن هناك «نهلات أخريات» على الطريق والقوم الفاسدون الفاسقون
لا يريدون «الفضايح»..
سيدتي «نهلة».. أود أن أخبرك بأن
الصحافة الفاسدة المتخدرة برائحة الدماء طالعتنا بمعلومات عن والدك القاتل بأنه
رجل خلوق مسكين أراد بك وبالناس خيراً.. فلا تقلقي سيدتي.. فقد قلنا لهم: دعوا لنا
«نهلة» كحصة للأحرار.. أما والدها فهو من حصتكم.. نحن نتبنى قضيتك وهم يتبنون
الدفاع عن والدك.. وعند الله تجتمع الخصوم.
صغيرتي نهلة.. هل ستخبرين الله بكل
شيء.. فقد سبقك طفل سوري ليدلي بشهادته هناك حيث العدالة المطلقة التي لا يظلم عندها
أحد؟.
هل شكوى ذلك الطفل المظلوم هي التي
تسببت للبشرية الجائرة بكورونا والجراد والجفاف؟.
وماذا سيصيب الناس بعد أن ترفعي
مظلوميتك إلى الله؟.
حبيبتي نهلة اعذريني فأنا في حيرة من
أمري هل أكتب عن رحيلك أكثر فأنا أخشى أن يتهموك بالسرقة والإرهاب، ويحمِّلوك
مسؤولية كل الفساد.. لانهم بدأوا فعليا
باتهامك بأذية الأطفال.. ومدِّ يدك إلى المال.. أنت وإخوتك كذلك.. قالوا عنكم
بأنكم لا تتحكمون بتصرفاتكم وقد تؤذون أنفسكم فجنزروك وحبسوك.. كم هم رحماء لأنهم
اعتقلوك رأفة بك وهذا يذكرني بما يقوله جند النظام لمن يخلون سبيه وهو هيكل عظمي..
يقولون: اعتقلناك خوفاً عليك من الإرهابيين..
لو أطلقوا سراحك من القفص اللئيم.. وفكوا معصميك من الجنزير الأثيم.. فقد تعتدين
يا نهلتي على ممتلكات الناس وعلى أطفالهم... كم هم أمناء على مصالح الناس التي
كانت مهددة منك ومن إخوتك فأنتم جميعاً لا تتحكمون بأفعالكم..
يا للهول.. هذا يعني أن هناك من هم
مجنزرون ومحبوسون مثلك ويراد لهم أن يموتوا بصمت كذلك.. الآن فهمت لماذا أراد
الأوباش إسكات الأقلام الحرة.. يبدو أن هناك مزيدا من «نهلة»..
صغيرتي نهلة.. ربما كنت محظوظة بانقضاء
الأجل... لاني أخشى عليك ان يلفقوا عليك
تهمة الإفساد في الأرض ويطبقوا عليك «حد الحرابة».. فالجماعة من دعاة «تطبيق
الشريعة»... و«إقامة الخلافة»...
عبدالناصرابوالمجد
ليست هناك تعليقات