في أجواء الانتخابات الأسدية الهزلية أحرار غاضبون.. وعبيد خانعون.. وتصويت بالإكراه.
كلمة المحرر
لازالت الانتخابات
الرئاسية في سوريا تلقي بظلالها على المشهد الملحمي في سوريا.. فقد حضرت كل
المواقف فيها. حضر فيها التشبيح والإكراه، حضر فيها رجال الأمن وعيونهم تدور ألف
دورة في الدقيقة، حضرت فيها طقوس المذلة والهوان ومراسم العبودية والإذعان.. كما
حضر فيها غضب ثوري عارم داخل سوريا وخارجها..
لا يمكن اعتبار
الانتخابات الزائفة بأنها لحظة فارقة افتتحت حقبة جديدة في سوريا، فما قبلها يشبه
ما بعدها، فلازال نظام الأسد ضعيفاً ولن تجعله الانتخابات قوياً.. ولازال فاقداً
لأدنى مقومات الشرعية، ولن يصبح بالانتخابات شرعياً.. ولايزال سيف القرارات
الدولية معلقاً فوق رأسه.. كما لايزال «قانون قيصر» ضاغطاً على جمجمته.
عمل نظام الأسد
على إكراه السوريين على كل ما هو سيء ضار بالوطن وأبنائه.. مستخدماً أسلوبه الوحيد
بنشر الرعب في كل مكان.. واليوم ضغط بكل قوته ليجبر الناس على انتخابه والتسبيح
بحمده، وهو يعلم أن الناس له كارهون.
وفي الأخبار
• وجه شاب سوري
مقيم في النمسا رسالة جريئة لمؤيدي نظام أسد ومسرحية انتخاباته الرئاسية، وذلك من
أمام السفارة السورية في العاصمة فيينا. وفي تسجيل مصور توعد الشاب عدداً من
المشاركين بانتخابات نظام أسد في النمسا بإعادتهم إلى مناطق سيطرته.. وأوضح أنه
التقط صوراً للمشاركين بمسرحية انتخابات أسد تمهيداً للعمل على سحب صفة اللجوء
منهم، ومن ثم إعادتهم إلى مناطق سيطرة النظام لأنهم مؤيدون لبشار ولا يوجد خطر على
حياتهم.. وأكد أن كل من يدعم أو يساند المجرم ولو بالكلمة هو مجرم بالضرورة، وستتم
محاسبته في قادم الأيام عقب رحيل بشار الأسد ونظامه.
• وأمس الأول، شهد
محيط سفارة نظام أسد في فيينا تجمعاً لعشرات السوريين اللاجئين للتنديد بمسرحية
الانتخابات الرئاسية.. وسرعان ما تطور المشهد لاشتباك بالأيدي بجوار السفارة قبل
أن تتدخل قوات الأمن النمساوية وتفصل بين الجانبين وتستعيد السيطرة على زمام
الأمور.. وسجل محيط العديد من السفارات السورية أمس الأول مظاهرات ووقفات احتجاجية
بالتزامن مع إعلان سفارات نظام أسد بدء عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية
المزعومة.. وخلال الأيام الماضية، طالبت العديد من الأصوات بإعادة اللاجئين الذين
يشاركون في انتخابات بشار أسد إلى سوريا لانتفاء أي خطر على حياتهم هناك.
• يواصل نظام أسد
مسرحية «انتخاباته الرئاسية» بإجبار موظفيه على الانتخاب داخل أماكن عملهم قبل
موعدها بأيام، رغم تحديد برلمانه أن الانتخابات ستجري بمناطق سيطرة النظام في 26
أيار الجاري، بخلاف عمليات الاقتراع التي بدأت أمس في قنصلياته خارج البلاد.
وذكر «أحمد. هـ» موظف في مدينة حلب أنه ورفاقه
تم إبلاغهم بوجوب الإدلاء بأصواتهم مسبقاً لدى «الديوان» بحجة توفير العناء على
الموظفين وعدم تعطيل أعمالهم.. وقال توجهنا إلى الديوان ووجدنا هناك صندوقا، وقمنا
بالاقتراع ووضعنا الأوراق داخله وعدنا إلى مكاتبنا دون أية استفسارات أخرى، نظراً
لوجود عناصر من المخابرات عند الصندوق.. وأضاف أن العملية تمت بسرعة كبيرة وبطريقة
«عالمستعجل»، وكان كل شخص يدخل يقوم بالتصويت ويضع ورقته في الصندوق بعد تسليم
هويته للمسؤول، ومن ثم يستعيدها عند الخروج ويعود إلى مكتبه.
ويضيف المصدر
ذاته، أنه تم تهديد الموظفين بفصل أي واحد منهم لا ينتخب أو يمتنع عن الانتخاب،
وأنه سيجري تقييم للموظفين على هذا الأساس، وبالتالي أي موظف ثبت عدم التحاقه
بصندوق الاقتراع في مؤسسته التي يعمل بها سيواجه عقوبات مسلكية تصل لدرجة التسريح
تحت مسمى (الامتناع عن أداء واجب وطني وسيادي)، مشيراً إلى أن التوصيف تم شرحه من
قبل أحد الأشخاص «المخابرات» الموجودين عند الصندوق، وأن هذا الأمر يعادل «الامتناع
عن أداء الواجب الوظيفي» والذي يؤدي في جميع الأحوال لذات العقوبات.
ورأى مراقبون أن
جوقة الفنانين السوريين ليست بمنأى عن حالة الرعب التي خضعت لها البلاد على مدى
خمسين عاماً فقد ركزت أجهزة الأمن على هذه الفئة من الناس ليضمن النظام الإرهابي
تأييدهم لما يمثلونه من دعاية له داخلياً وخارجياً.
• حيث بدأ فنانون
وممثلون سوريون بحملات تأييد لإعلان ترشح بشار الأسد لانتخابات الرئاسة..على الرغم
من كل الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها الشعب السوري.
أعلن الممثل
السوري «أيمن زيدان» تأييده لترشح الأسد لولاية رئاسية جديدة، مؤكداً أنه لن يدعم
سوى بشار الأسد.. وقال «زيدان»: أنا سأدعم من بقي 10 سنوات لم يغادر سوريا، لم
يهرب خارج سوريا.. مدعياً أن بشار الأسد بقي متمترساً طوال الحرب، رغم أن المسلحين
وصلوا على أعتاب دمشق، على حد وصفه.. وعلى الرغم من انتقاد زيدان في عدة مناسبات
الأزمات المعيشية بمناطق نظام الأسد.
المخرجة «رشا
شربتجي» صرحت لصحيفة «الوطن» الموالية بالقول: إن الانتخاب حق وواجب على كل سوري،
زاعمة أن الاستحقاق الرئاسي موعد لتجسيد إرادة السوريين في اختيار مرشحهم بكل
ديمقراطية وحرية ومسؤولية.
«روعة ياسين» زعمت
أن بشار الأسد هو صمام الأمان لسوريا والسوريين، حسب وصفها.. وأكدت أنها ستختاره
لولاية أخرى.
الفنانة «غادة
بشور» قالت: إنها ستختار بشار الأسد لولاية أخرى.. يذكر أن «بشور» كانت ضمن وفد
نظام الأسد في «سوتشي» عام 2018.
الفنانة «ميسون
أبو أسعد» دعت متابعيها لانتخاب بشار الأسد.. وزعمت أنه مرضٍ لجميع السوريين.. ميسون
أبو أسعد مدمنة مخدرات في «قصر العشاق».
الفنانة «رنا
الأبيض» قالت إن بشار الأسد هو مرشحها دائماً وأبداً.
الفنانة «سلمى المصري» قالت: الشعب السوري سيختار قائده بكل نزاهة، بعيداً
عما يحاول الأعداء بثه، بحسب وصفها.
وعلى شاكلتهم فقد اختار
كل من الفنانين «باسم ياخور» و«فادي صبيح» و«وائل رمضان» و«خالد القيش» تأييد بشار
الأسد بحملته الانتخابية هذا العام.
في لبنان ارتفعت
الأصوات المطالبة بعودة السوريين الذين شاركوا بانتخابات نظام الأسد في سفارته
بلبنان إلى بلادهم.. وطالبت الوزيرة اللبنانية السابقة «مي شدياق» فئة من السوريون
المقيمين في لبنان العودة إلى بلادهم... وحددت «شدياق» هذه الفئة التي خرجت
لانتخاب بشار الأسد، وطالبتهم بالعودة إلى مناطق سيطرته.. الوزيرة السابقة أكدت في
تغريدة لها أن من يناصر بشار الأسد ليس معارضاً ولا مهدداً.. مضيفة أن من يفعل ذلك
لا ينطبق عليه وصف النازح الأمني، مستغربة من بقاء مؤيدين للنظام في لبنان.. واعتبرت
أن من يبقى هو نازح اقتصادي في بلد لم يعد يستطيع أن يؤمن طمأنينة معيشية لشعبه!..
الوزيرة اللبنانية السابقة تابعت بالقول، إنما الأصم هو من لا يريد لا أن يسمع ولا
أن يفـهم.. ورأت أن ذهاب لاجئين سوريين في لبنان لانتخاب الأسد في سفارته مشهد هزلي
بعيد عن الديمقراطية لمنافسة صورية.
وسبق أن وصف رئيس
حزب «القوات اللبنانية» «سمير جعجع» استعداد النازحين للمشاركة في الانتخابات
الرئاسية السورية بالمهزلة... حيث قال: يظهر ان عشرات آلاف النازحين السوريين في
لبنان يتحضّرون للمشاركة غداً في المهزلة المأساة المسماة انتخابات رئاسية سورية
في مقر السفارة السورية في الحازمية.. وقال في تغريدة إن تعريف النازح واضح
ومتعارف عليه دولياً.. وهو الشخص الذي ترك بلاده لقـوة قاهـرة وأخطـار أمـنية تحول
دون بقائه فيها.
ليست هناك تعليقات