انتخابات العار.. إحدى عجائب الدهر
لا تزال انتخابات المهازل تقدم
لمراقبيها كل جديد مضحك مدهش!. فهي:
«انتخابات تكثيرية» بمعنى أن النظام
حرص على تكثير أعداد «حجاج صناديق العار» بضخ أعداد كبيرة من الشبيحة وعناصر الأمن
ومن فرق الطبالة والمهرجين الذين يحضرون باستمرار حول الصناديق.
«انتخابات تشبيحية» ظهر فيها الطابع
الأمني والعسكري، في الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة لإجبار الناس على انتخاب
الرئيس المفلس، رافقه إرسال رسائل هاتفية تتضمن تهديداً بالقتل أو المساءلة أو
الحرمان من الظيفة لمن يستنكف عن «أداء الواجب الوطني».. ..
«انتخابات الزعبرة» التي ظهر فيها
مشاهد مضحكة لأشخاص يتصنعون التأييد الجنوني لبشار الأسد وكأنه هو الذي بنى لسوريا
نهضة استثنائية، وهو الذي جعل من سوريا منارة للعلم والمعرفة والفن والثقافة
والإبداع، وهو الذي أرعب «إسرائيل» بجحافله النيرانية حتى كادت تهتز فَرَقَاً من
هول قوته.
ومما يثير الدهشة أن طوابير الغاز
والخبز التي غلبت على المشهد في سوريا كانت أكثر ازدحاماً وكثافة من الهالات
المحيطة بالصناديق الانتخابية التي لن تفرز نتائج مفاجئة بل إنها ستأتي وفقاً
للمألوف.
لا يتصور عاقل أن هناك أغلبية أو شبه
أغلبية ولا حتى أقلية ممن يرغبون بانتخاب «بشار الأسد»، فما من عائلة إلا ونالها
الضرر من حكم الأسد، ومعظم الأضرار لا تطاق، فكيف سيطيق واحد من هؤلاء التصويت
للمجرم لولا القبضة الأمنية والسطوة المخابراتية؟.
فهل سينتخبه اليتامى من أبناء الشهداء
أم أرامل الشهداء؟. أم الذين أُجبروا على ترك البلاد أم الذين صودرت ممتلكاتهم،
وحرموا من وظائفهم وفقدوا أغلى ما يملكون في حياتهم؟.
وفي السياسة لا بد من التأكيد أن نظام
الأسد الذي حظي بفرصة تنظيم الانتخابات الهزلية لن يحظى بفرصة استرداد أدنى شرعية
مهدورة حتى لو حاول لملمتها من الحاويات.. ولن يكون- بعد الانتخابات- أقوى مما كان
عليه قبلها، فالانتخابات ستعزز ضعفه وتكرس عزلته وتزيد من إتلافه.
لو وزعت جرائم الأسد على حكام العالم
لكانت حصة كل حاكم كافية لإسقاطه، ولو وزع فساده على موظفي الأرض لكانت حصة الموظف
من الفساد كافية لصدور رائحة تبيد من حولها من البشر والشجر.
على الرغم من كل الإمكانات التي رصدها
نظام الأسد الطائفي والضغوط التي مارسها على الشعب السوري فإن نسبة الإقبال على
الانتخابات خارج سوريا ضئيلة جداً لا تشفي غليل المجرمين.
ناصرابوالمجد
ليست هناك تعليقات