آخـــر ما حـــرر

انتخابات الدم: تشبه المهازل كلها وتشبه الجرائم كلها ولا تشبه الانتخابات


 رأي المحرر

يحار الباحث في وصف انتخابات نظام «بشار الأسد» الذي بدا كل شيء من أفعاله عجيباً غريباً، حتى استحال إحصاء عجائبه، فهو الذي استدعى دولاً وكيانات لتساعده في قتل شعبه، وهو الذي انحنى لكل طواغيت الأرض لجبر الشعب السوري على الانحناء لسلطانه فانحنى هو وناخ بينما بقي الشعب السوري شامخاً في مكانه كالجبال راسخاً رسوخ القلاع.

واليوم يقوم بانتخابات العار ليستمر في حكم سوريا وقمع أهلها حتى لو كانت سوريا دماراً وأهلها مشردين، فبأي مستقبل يعد بشار شعبه، وبأي عطايا يبشرهم، وهو الذي مزق الشخصية السورية ودمر الهوية الوطنية، ولولا وجود سوريين أحرار يمثلون سوريا الحقيقية لكانت سوريا في تصور العالم كله جحيماً لئيماً.

لكن أهل سوريا الشرفاء ظلوا على العهد يقدمون سوريا للعالم بصورة مغايرة تماماً للتي قدمها نظام الجريمة والطائفية والمافيوية والإرهاب، قدموها بوصفها بلاد التحضر والعصرنة بلاد العلم والمعرفة، بلاد الفن والرياضة والمواهب والذكاء. بلاد الفضائل والإيمان والمكرمات.

انتخابات لا تشبه ما تعارفت عليه البشرية، فمن أهم مستلزماتها المرافقة لها التشبيح والبلطجة و«الزعرنة والزعبرة».. فلم يكتف نظام الأسد بفقدان البرامج التنموية والنهضوية بل إنه أصر على طرح برنامجه الإجرامي المعهود، فهو اليوم يقوم بتهجير عشرات العائلات السورية من بلدة «أم باطنة» الحرة، وإجبارهم على ترك منازلهم وترك بلدهم.

واضح أن انتخابات الأسد في نسختها الحالية جاءت باهتة شاحبة لم يسبقها مسيرات مليونية وأعراس واحتفالات صاخبة، وأن بعض الإصدارات الإعلامية أبرزت بعض المهابيل الذين هاموا بحب الحذاء العسكري المتصبغ بدماء الأبرياء، ولا يستطيع المراقبون معرفة حجم جرعة المخدرات التي تناولوها.



ومن اللافت في انتخابات الدم والعهر استنكاف أبناء الطائفي العلوية عن المشاركة إلا بحدود ضيقة من المنتفعين من الأحداث في سوريا مع حرص النظام على تسيير مسيرات التأييد والتطبيل له فإن في قلوب العلويين كلاماً لا يستطيعون البوح به لشدة القبضة الأمنية عليهم، ولو نطقوا لقالوا: قتلت أبناءنا- يا مشحر- ودمرت مستقبلنا- يا مفكفك- وأسأت إلينا في الداخل والخارج، من أجل كرسي حكمك، لنكتشف أن كرسيك بلا قوائم ولا أرض يرتكز عليها.

وتزامناً مع الصمت الذي ساد في مناطق سيطرة النظام ارتفعت أصوات سورية من جهات عدة تدعو لمقاطعة انتخابات الزور قادمة من «مهد الثورة» حوران وجارتيها السويداء والجولان لتقول للعالم: إن عصر العبودية في سريا انتهى ولا يمكن العودة إليه فالرؤوس التي تعودت على الشموخ لم تعد ترضى بالانحناء لقاتل محترف.

وفي حزمة الأخبار الواردة عن «انتخابات الدم» كما سمَّاها ناشطون ما يلي:

عمدت عصابات الأسد إلى إجبار اللاجئين السوريين في معظم المناطق اللبنانية على المشاركة في مسرحية الانتخابات الهزلية التي ينفذها من خلال شبيحته وبدعم من حلفائه اللبنانيين ، بعيدا عن كاميرات الصحافة التي يدعي فيها إقدام اللاجئين على مراكز الاقتراع.

فقد دخلت مجموعة من الشبيحة اللبنانيين الموالين لميليشيا أسد (ويعتقد أنهم من ميليشيا حزب الله) على «مخيمات المنية» في لبنان صباح اليوم ليمنعوا اللاجئين من الخروج إلى أعمالهم اليومية بهدف استقدامهم قسريا للمشاركة في مسرحية الانتخابات لصالح بشار الأسد.

وحاوطوا المخيم وطلبوا من سكان المخيم عدم الخروج إلى العمل، وحصل ملاسنة بين الشبيحة وأحد الأشخاص الذي جاء ليأخذ عماله من المخيم، حيث تمكن المتعهد في الآخر من أخذ عماله غصبا عن أزلام النظام، بحسب تعبيره.

عقب ذلك عرض شبيحة الأسد دفع الإجار اليومي للشباب المتبقين في المخيم مقابل الذهاب معهم في الحافلات للمشاركة في الانتخابات المزعومة في السفارة السورية ببيروت، وعندما تم رفض اللاجئين ذلك العرض، تم تهديدهم بالسلاح الفردي من قبل أحد الشبيحة الذي قال لهم: "إما أن تطلعوا معنا ع الانتخابات أو نحرق المخيم"، لينتهي الأمر بخروج أكثر من 12 شابا من مخيم واحد مع مجموعة الشبيحة تحت أسلوب التهديد.

المثير  في الأمر أن أحد الأشخاص الذين أجبروا على المشاركة في مسرحية الانتخابات هو أحد المعارضين لنظام أسد وهو مطلوب لعدد من أفرع مخابرات أسد، لكن الخوف على حياته وحياة عائلته دفعه للمشاركة.

ولم يقتصر الموضوع على مخيم المنية، وإنما ذلك إجراء نفذته شبيحة أسد من اللبنانيين الموالين له في أكثر من 15 مخيما في المنية وعكار وغيرها من المناطق اللبنانية، تم من خلال ذلك إجبار الكثيرين من اللاجئين على المشاركة في الانتخابات تحت التهديد بحرق المخيمات، وتعريض حياتهم للخطر من قبل الشبيحة الموالين لميليشيا أسد.

ونظمت ميليشيا أسد مسرحية الاقتراع للانتخابات الرئاسية المزعومة في السفارة السورية في العاصمة بيروت عبر حافلات خاصة لنقل اللاجئين للمشاركة تحت ضغوط أمنية متعددة، وذلك ضمن تنسيق وحماية أنصار أسد من ميليشيا حزب الله والميليشيات والأحزاب الأخرى في لبنان، محاولة تزييف الحقائق عبر إعلامها المزيف.

في حين تعرض شبيحة الأسد للضرب والإهانة وتكسير السيارات على يد بعض اللبنانيين بسبب ترويجهم لبشار أسد على الأراضي اللبنانية، وصل ذلك لتكسير عدد من سياراتهم وتمزيق صور أسد ودوسها بالأقدام في مناطق عديدة من بيروت وطرابلس بحسب فيديوهات وصور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب اللبنانيون من خلال الحملات على موقع تويتر بوقف المسرحية الهزلية التي يجريها الأسد في لبنان، وكانت أبرز الأوسمة التي شاركها الناشطون (بتحب بشار روح لعندو).

يصر نظام الأسد على إثبات صفة القذارة على حكمه، فحين فشل في استدراج ملايين السوريين المحترمين لانتخابه ذهب يبحث عن «السرسرية والزعران» فأخرج مئات الحشاشين والنصابين من معتقلاته ليشاركوه فرحته في العرس النتخابي لكنهم فضحوه أكثر حينما برزوا مرددين شعارات تعتبر «الأسد هو الله» ليقول لسان حال الأسد: "فضحتونا الله يفضحكم".

من المؤكد أن ظهور «ختيار الجن» «رفعت الأسد» وهو يدلي بصوته لمصلحة ابن أخيه لم يضف إلى الانتخابات عنصر قوة داعم بل إنه أضاف فضيحة جديدة لا يحسد الأسد عليها، فرفعت الأسد في الذاكرة السورية هو مدمر حماة فوق رؤوس ساكيها، وهو صاحب «مجزرة تدمر» التي تفيد باقتحام عناصره على قتل نزلاء في سجن تدمر داخل مهاجعهم، وهو الذي نفذت عناصره عملية «خلع الحجاب» عن نساء سوريات وسط العاصمة دمشق، رفعت الذي سرق من سوريا جزءا كبيرا من خيراتها والذي بصمت إبهامه على أكبر جرائم العصر هو اليوم يبصم بالإبهام نفسها على انتخاب بشر الأسد.

فقد أثارت صورة تم تداولها، اليوم الخميس، لـ رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري الحالي، بشار الأسد، وأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الحالية، ردود فعلٍ متباينة وتساؤلات عدّة.



وفي التفاصيل، يعود تداول الصورة للأسد “العم”، أساساً لمنشور نجله دريد الأسد، الذي أرفقه بصورة لوالده، يظهر فيها وهو يضع ورقة انتخابية داخل صندوق اقتراع كُتِبَ عليه السفارة السورية في باريس، وهو المكان الذي يقيم فيه رفعت الأسد وعائلته حالياً.

يُشار إلى أنّ رفعت شغل منصب نائب رئيس لحافظ الأسد خلال فترة حكمه، وكذلك قائداً لسرايا الدفاع، قبل أن يدخل في خلافات مع شقيقه عام 1984، ثم يغادر البلاد، ويتحول إلى معارض للأسد الابن.

ويذكر أن القضاء الفرنسي حاكم رفعت بتهمة جمع ثروة في فرنسا من خلال اختلاس أموال عامة وتبييض أموال، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، إلا أنه استأنف الحكم ومنذ الخامس من الشهر الحالي بدأ القضاء إعادة النظر بالحكم.

ولأن الأعداد القادمة إلى صناديق الدجل قلية جدا فقد أعلن النظام السوري عن تمديد مهلة الانتخابات الرئاسية في سفاراته بالخارج، حتى منتصف الليل، حسب التوقيت المحلي لكل دولة، بسبب ما وصفه بـ ”الإقبال الكثيف“ «ههههههه» من قبل الناخبين.

ولأن خزائن الأسد باتت فارغة في سوريا ولأنه أصلاً بخيل بطبعه فقد أصدر مرسوما تشريعيا مضحكاً يتعلق بمنحة مالية قيمتها 50 ألف ليرة سورية للعاملين المدنيين والعسكريين، و40 ألف ليرة سورية لأصحاب المعاشات التقاعدية من مدنيين وعسكريين.

لم يبق لنظام الأسد ما يبيعه للشعب السوري سوى أوهام المقاومة الزائفة وشعارات الممانعة الفارغة، لعل بعض البلهاء يقتنعون أنه لازال لائقاً في حكم سوريا.

وفي الخبر

استقبل بشار الأسد، مساء اليوم الخميس، وفداً يضم عدداً من قادة وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية، في العاصمة السورية دمشق.



وتمحور حديث الممانعين «لكل خير» حول آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وممارسات الاحتلال الرامية إلى تهجير «أهالي أم باطنة» (عفواً- الفلسطينيين) من أراضيهم في القدس بهدف تغيير طابع ووضع المدينة.

وقال الأسد خلال اللقاء: إسرائيل لا تفهم لغة السلام ولا الحوار، فوجودها في هذه المنطقة مبنيٌّ على إرهاب شعوبها والتعدي على حقوقها، مجدّداً موقف سوريا الثابت من كون القضية الفلسطينية هي قضيتها المركزية، (وهو بذلك يشبه كثيراً خطاب الممانعة الذي بدأ يتنامى في صفوف الكثيرين من المعارضين).

ليست هناك تعليقات