نظام الأسد في قلب انفجار بيروت «جورج حسواني» يعود للواجهة
عاد اسم رجل الأعمال السوري «جورج حسواني» المقرب من روسيا، إلى الواجهة من جديد، عقب استهداف تعرض له نجله باسل في منطقة «يبرود» بالقلمون الغربي شمال العاصمة دمشق، ولا سيما في ظل اتهام «قناة الجديد» اللبنانية بتقرير لها، لجورج حسواني بأن شحنة «نترات الأمونيوم» التي انفجرت في «مرفأ بيروت» في آب الماضي عائدة له ولرجل أعمال سوري آخر، حيث كان من المفترض نقل الشحنة إلى سورية لخدمة نظام «بشار الأسد» بتصنيع «براميل متفجرة» لاستخدامها في قتل الشعب السوري.
ويعد حسواني الأب من أبرز رجال الأعمال في سورية وهو مقرب من روسيا بشكل كبير جداً ويحمل الجنسية الروسية أيضاً، كما أدرجت أميركا اسمه ضمن قائمة العقوبات التي تستهدف رجال أعمال مقربين من النظام السوري، بعد اتهامه بنقل مواد كيماوية إلى سورية ليستخدمها النظام ضد شعبه، بالإضافة إلى ذلك يعد جورج حسواني أبرز عرابي صفقات النفط بين تنظيم «داعش» والنظام السوري إبان سيطرة الأول على جزء منها.
يذكر أيضاً، أن «جورج حسواني» مؤسس شركة «هيسكو» للهندسة والإنشاء، المختصة بمجال استثمارات النفط والفوسفات والغاز، كما أن أحد أبرز عرابي صفقة «راهبات معلولا» التي خططت لها مخابرات النظام ونفذتها «جبهة النصرة» التابعة أمنياً للمخابرات الجوية في مارس/آذار 2014، بالإضافة لصفقات أخرى، فضلاً عن مساهمته بالإمداد العسكري للمليشيات الموالية للنظام إبان المعارك في القلمون الغربي.
والجدير ذكره أيضاً، أن «باسل جورج حسواني»، الذي تعرضت سيارته لاستهداف بالرصاص قبل يومين في يبرود، هو رجل أعمال يدير شركة ماسة للإنتاج النفطي المختصة في تجارة المشتقات النفطية وبناء المنشآت النفطية أيضاً.
تفاصيل أخرى في «ذي غارديان»
جرى الكشف مؤخراً عن معلومات حديثة تشير إلى أن السفينة التي نقلت “نترات الأمونيوم” إلى مرفأ بيروت، كانت وجهتها، بالأصل، لبنان، وليس دولة “موزنبيق” الأفريقية، بحسب صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، يوم الجمعة.
وبحسب المصادر، فإنّ المعلومات ترجِّح تورُّط رجلي أعمال قريبين من نظام الأسد، بنقل تلك الشحنة القاتلة، من أجل استخدامها، لاحقاً، في أسلحة جيش النظام الذي دمر نصف المدن السورية. هما «جورج حسواني» و«مدلّل خوري»، واللذان تربطهما علاقات قديمة مع «نظام الأسد»، وسهَّلا له إجراء عمليات مالية معقدة، لتمكينه من التهرب من أثر العقوبات الدولية.
ويبرز اسم خوري، بصفته مديرا لشبكة مالية تقدم دعماً حيويا لنظام الأسد، بحسب وصف “غلوبال ويتنيس” في شهر تموز/يوليو عام 2020 في تقرير سابق للمنظمة غير الربحية والمعنية بالعدالة الحقوقية والبيئة، وكشف ملفات فساد حول العالم وقضايا إنسانية وأخلاقية ذات صلة، وتأسست عام 1993.
حسواني بين تنظيمي الأسد وداعش
فيما ورد اسم «جورج حسواني» عام 2015، إثر تورطه بتجارة النفط بين حكومة الأسد وتنظيم داعش، فأدرجته الإدارة الأميركية على لائحة عقوبات نظراً لدوره بالتعامل مع “داعش” لصالح نظام الأسد.
حيث كان حسواني- وقبل شهور من إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية- قد أخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، إثر اتهامه، أيضا، بالمتاجرة مع “داعش” ولحساب نظام الأسد.
ويحمل الحسواني الجنسية الروسية، كما تربطه صلات سابقة توصف بالقوية، مع شخصيات فاعلة في روسيا الاتحادية، وبرز اسمه بشكل كبير، منذ عام 2006، عندما قام بمشاريع غاز ونفط، في محافظة حمص، وسط سوريا، لصالح أكبر شركات النفط الروسية، وأسس شركة “هيسكو” العاملة بقطاع النفط ومشتقاته، وأصبحت ستاراً لمصالح مالية واقتصادية لنظام الأسد.
وكان حسواني، قد عمل سابقاً لدى النظام، مديراً لشركة مصفاة “بانياس” النفطية السورية، فقام بإحداث شبكة علاقة تجارية واسعة، مع أكثر من دولة، منها روسيا، وأصبح الأكثر قربا من بشار الأسد نفسه، ومنذ عام 2000، بحسب مصادر عديدة.
فيما يعتبر «مدلّل خوري» صاحب نشاط ملحوظ هو الأكبر في هذا السياق من خلال إنشاء روابط تجارية ومالية كبرى توصف بالمشبوهة والمتورطة بغسيل الأموال ودعمت نظام الأسد بقوة منذ عام 2011، ويعد الشخصية المالية الأكثر ارتباطا بالأسد وعائلته، في روسيا التي يحمل جنسيتها منذ سنوات عديدة.
حيث اتَّهمت الإدارة الأميركية «مدلل خوري» بمحاولة شراء “نترات الأمونيوم” لصالح نظام الأسد، وذلك قبل شهور من انفجار بيروت بالشحنة التي اتهم بالوقوف خلف نقلها، هو و«جورج حسواني».
يشار إلى أنّ «مدلّل خوري» مصرفي «سوري-روسي» وانتقل للإقامة في الاتحاد الروسي، منذ الحقبة السوفيتية، وأسس هناك، شبكات كانت تقدم الدعم العلني وغير العلني لنظام الأسد وشخصياته المختلفة، منها «محمد مخلوف» خال الأسد ووالد رامي، رجل الأعمال، والذي استقبله في موسكو، عام 2012، بحسب “غلوبال وايتنس” التي أكدت بأنه أسس شركات مجهولة لدعم نظام الأسد، مكنته من شراء الوقود، وتحولت إلى واجهة، لبرنامج الأسد «الكيميائي والباليستي»، الأمر الذي يتصل مباشرة، بالاتهام الموجه إليه وحسواني، بالوقوف وراء نقل شحنة أمونيوم مطار بيروت.
وتناقلت وسائل إعلام نبأ تعرّض رجل الأعمال المقرّب من نظام الأسد، «باسل جورج حسواني» لمحاولة اغتيال في ريف دمشق، بعد أيام من ورود اسم والده في تحقيق حول المتورطين بانفجار مرفأ بيروت في آب 2020.
وحول تفاصيل الموضوع، كتب المخرج والمقدم «عماد جندلي الرفاعي» في صفحة باسل حسواني الثلاثاء 19 من كانون الثاني، أن الأخير تعرض لمحاولة اغتيال بإطلاق نار على طريق ريما بمنطقة يبرود، لكن الأضرار كانت مادية فقط.
وكان قد ورد اسم والده جورج حسواني، في تحقيق تلفزيوني أعده ونشره تلفزيون الجديد اللبناني، في 12 من كانون الثاني الحالي، يكشف تورّط رجال أعمال سوريين مقربين من نظام الأسد في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في آب 2020.
وأشار التحقيق ذاته، إلى أنّ عناوين بعض الشركات التي يديرها حسواني وعماد خوري هي نفس عنوان شركة “سافورو” التي اشترت شحنة الأمونيوم المذكورة، قبل انفجار مرفأ بيروت بقرابة أربعة أشهر.
كما كشف التحقيق أن شركة “هيسكو” للهندسة والإنشاءات، المملوكة من قبل حسواني، جرى حلُّها بعد الانفجار بنحو ثلاثة أشهر.
يشار إلى أنّ باسل جورج حسواني، هو مالك شركة “ماسة للإنتاج النفطي” ومقرها دمشق، وإلى جانب كونه رجل أعمال، ينشر باسل حسواني صورًا تظهر حمله للسلاح بلباس عسكري مع عسكريين آخرين بعدة مناطق سورية.
يقول محرر «شبكة حقيقة الإعلامية» إن المحكمة الدولية التي برَّأت نظام الأسد من تهمة قتل «رفيق الحريري» كانت ظالمة جداً لدرجة التواطؤ مع الجاني.. فالجاني نفسه هو المسؤول عن انفجار بيروت بل هو المسؤول عن تفخيخ المنطقة كلها بالتعاون مع حلفائه «إيران وحزب الله» فهل نراه قريباً خلف قضبان العدالة؟ دعونا نعمل بهذا الاتجاه.
ليست هناك تعليقات