جيش النظام الالكتروني صاغ خطاب الثورة


من بداية ثورة الكرامة السورية سارع النظام الأسدي برعاية ايرانية ولبنانية إلى بناء «جيش الكتروني» تشبيحي، تعداده بالآلاف يقوم عليه كبار التشبيح الإعلامي من لبنان وإيران وسوريا على رأسهم الشبيح «غسان بن جدو وناصر قنديل ووئام وهاب ولونا الشبل وخالد العبود وبعض أتباع أحمد حسون». وقد أسندت لهؤلاء مهام قذرة هدفها تسويق النظام المحتل كنظام شرعي وقوي ومحمي دوليا، نظام لا يمكن الاستغناء عنه عالمياَ بوصفه نظاما علمانيا يتصدى للإرهاب نيابة عن العالم بأسره، وبالمقابل تشويه سمعة الثورة السورية وتسويقها على أنها إرهاب تخريبي إسلامي يواجه سلطة دستورية شرعية.
تخوض الثورة السورية مع النظام الأسدي والحلف الطائفي الايراني معارك متنوعة لعل أشدها ضراوة وخطورة «معركة الإعلام»، حيث قاموا باستثمار الإعلام أفضل استثمار، وسخروه في خدمة المعركتين القذرتين العسكرية والسياسية, مستخدمين وسائل متعددة  كالقنوات الفضائية وشبيحة لبنان وايران ووسائل التواصل الاجتماعي, وهذا هو محل البحث فقد جند النظام «جيشا الكترونيا عرمرما» بقي في حالة تأهب قصوى ونشاط دؤوب يراقب كل شاردة وواردة ويترصد لكل حالة ليبث الفتن ويثبط  العزائم ويشجع الأنصار ويزوِّر الحقائق ويفشل الخطط ويخلط الأوراق ويشكك بكل خبر مفرح ويفبرك أخباراً ممقتة.
ومن أبرز سمات هذا الفريق: الحضور السريع عند كل حدث مهم، والعمل الدؤوب وكأنهم خلية نحل، وامتلاكهم لتقنيات النشر والتبليغ والتهكير، بالإضافة إلى كثرة عددهم وقوة عتادهم واستخدامهم لأسماء ثورية مزيفة أو إسلامية مميزة، لترويج شائعاتهم.
وهذه أبرز النقاط التي يبثونها في الفضاء الإعلامي الالكتروني المظلم:
  1. الترويج لنظرية «المؤامرة الكونية» ضد الشعب السوري للإيهام بأن الشعب الثائر منبوذ دوليا ومعزول عربيا.
  2. ترويج فكرة «العزلة للشعب السوري» ويُتْمِ الثورة السورية والتركيز على شعار «ما النا غيرك يا الله» وأن العالم كله يريد القضاء على الشعب السوري.
  3. التغطية على «ايران» بمهاجمة دول الخليج وخاصة السعودية وقطر والإمارات وتسميتهم بالعربان.
  4. الترويج لمصطلحات إديلوجية تهدف إلى «أدلجة الشعب السوري» مثل: «الصليبية واليهودية والنصيرية والماسونية».
  5. الادعاء بان مجموعة  «أصدقاء الشعب السوري» تتآمر مع النظام في الخفاء.
  6. الترويج بأن «الائتلاف» ينسِّق مواقفه مع الغرب للإيهام بأن هذه الفكرة «عورة وعار» لتجنبها.
  7. رفض فكرة «التدخل الاجنبي» بتشويه صورة الغرب وإشاعة أن لهم مآرب استعمارية.
  8. الترويج لفكرة أن إيران متحالفة مع أمريكا وأن اسرائيل تنسق مع النظام الطائفي.
  9. الترويج لفكرة أن العالم يحارب الإسلام وتحديدا العالم الغربي.
  10. إشاعة أن الجيش الحر ينسق مع الغرب بهدف ضرب الإسلاميين. والحديث عن تشكيل صحوات على غرار ما حدث في العراق، يريدون بذلك قطع الطريق على كل من يفكر بالتحالف مع الغرب لضرب التطرف الذي صنعه النظام.
  11. الترويج لفكرة أن أمريكا واسرائيل طلبتا من حزب الله أن يتدخل في سوريا.
  12. نشر لغة الممانعة والمقاومة الموجهة لاسرائيل خصوصا، وتقديم روايات مغلوطة عن الغارات الاسرائيلية ضد النظام وحلفائه لكي يتجنب الشعب فكرة الترحيب بها وليتبنى بعض النخب موقف التنديد بها بدلا من الترحيب.
  13. إشاعة فكرة أن السنة متورطون أكثر من الشيعة في الدم السوري.
  14. إشاعة الخطاب المتطرف على أوسع نطاق وطرح مصطلحات معينة ومحددة مثل: «ضرب الرقاب والجزية والحدود والسبايا والعلمانية والردة والصحوات» ومقولة «ملة الكفر واحدة».
  15. الترويج الكبير لدولة العراق والشام «داعش» والتخويف من سطوتهم والتهويل من قوتهم والمبالغة في مدحهم وتخوين وتكفير من ينتقدهم.
  16. الترويج لفكرة الخلافة والدعاية للرايات السود وإضفاء القداسة عليها لتكون بديلا عن علم الثورة.
  17. الدعاية القوية لمبادرات مشبوهة تضر بمصلحة الشعب السوري كدعوة الخطيب للحوار مع النظام وترشحه للانتخابات الرئاسية.
  18. إسقاط قيم الثورة كالحرية والديمقراطية والمدنية والوطنية والسلمية وذلك لإسقاط «فكرة الثورة» من أصلها ردا على فكرة إسقاط النظام.
  19. نشر دعاية مركزة ضد الجيش الحر بوصفه علمانيا وعميلا للغرب وتكفيره بناء على ذلك، والترويج لفكرة الخيانة وبيع الجبهات بعد كل تراجع للجيش الحر.
  20. المبالغة في تضخيم أخطاء الثورة وإحاطتها بالشبهات والحديث المسهب عن لصوص ومتسلقين وعملاء للنظام.
يهدف القائمون على هذا الجيش الالكتروني إلى تحقيق الأهداف التالية:
  1. عزل الشعب السوري الثائر عن الفضاء العالمي.
  2. إبعاد الشعب السوري عن مواطن مصلحته.
  3. إلباس الثورة ثوب التطرف والإرهاب.
  4. إفقاد الشعب السوري الثائر الثقة بالثورة والثوار.
  5. وضع الثورة السورية في مواجهة مع العالم.
  6. إيصال الشعب السوري إلى لحظة الندم والإحباط والملل.
  7. تكريس الفرقة والتمزق في صفوف الثورة.
  8. الابتعاد عن مخاشنة إيران في خطاب الثورة.
  9. إلغاء فكرة الثورة وأهدافها واستبدالها بفكرة الخلافة.
  10. وضع الشعب السوري أمام خيار وحيد وهو العودة إلى «حضن النظام» وحلفائه.
هذا أهم ما ينشره شبيحة الأسد!. وهم يهدفون إلى صياغة خطاب سياسي للثورة لقطع الطريق على تبلور الخطاب الثوري الناضج والمقبول شعبيا ودوليا, وقد نجحوا إلى حد كبير في هذا العمل مما أدى إلى انتشار لغة الكراهية التصادمية السوداوية في الثورة السورية وتراجع سمعة الثورة السورية.
الكاتب والباحث السياسي: عبد الناصر الحسين ... 2/4/2014.

هناك تعليق واحد:

  1. معلومات قيمة، وتقارير مفيدة... أتمنى لكم دوام النجاح

    ردحذف