هل جربت تناول الإفطار بين الأنقاض؟.




يبحث الناس عن أماكن مريحة لتناول طعام الإفطار في رمضان وخاصة عندما يكون رمضان ربيعياً رطباً!.
لكن رمضان هذا العام 2020 حرم الناس من تلك الرغبة لأنه جاء مخلوطاً بوباء «كورونا».. ومع غياب كورونا عن المناطق المحررة في الشمال السوري لم يغب «كورونا الأسد- روسيا- إيران» الذي أجبر عائلة سورية على تناول إفطارهم فوق أنقاض بيتهم المدمر بآلة الحرب الطائفية الهمجية القذرة التي شنها نظام الإرهاب بدعم من أسوأ دولتين في سجلات الإجرام.   
فقد تداول ناشطون صورا لعائلة تُفطر في اليوم الـ 12 من شهر رمضان على أنقاض منزلها الذي دمرته قوات النظام وحلفائه في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، شمال سوريا.
وقال ناشطون إن «عائلة طارق أبو زياد» في أريحا، حافظت على التجمع العائلي لتناول وجبة الإفطار الرمضانية على أنقاض منزلها. وتظهر الصور العائلة المكونة من رجل وثلاث سيدات وثلاثة أطفال، أثناء جلوسهم على أنقاض منزلهم المدمر، إضافة لدمار كبير يحيط بهم من كل مكان، نتيجة القصف الجوي العنيف من قبل النظام وروسيا على المدينة.
أحد سكان “أريحا” قال: إن مئات العائلات التي عادت إلى المدينة بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، تعيش في منازل مدمرة بنسبة 60%، ويفضلون العيش على ركام منازلهم عن متابعة حياتهم في المخيمات العشوائية.
وأوضح أن قسم كبير من سكان أريحا لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم نتيجة الدمار الكلي الذي لحق بها خلال الحملة العسكرية الأخيرة على الشمال السوري.
يذكر أن طائرات النظام وروسيا شنت آلاف الغارات الجوية على مناطق الثورة في الشمال السوري، واستهدفت التجمعات السكنية في «أريحا» بمئات الصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، الأمر الذي تسبب بدمار كبير في المدينة ومقتل عشرات المدنيين، فضلا عن إجبار أكثر من 100 ألف مدني على النزوح نحو الجبال والأراضي الزراعية الواقعة على الحدود التركية.
يعلق محرر سياسات شبكة حقيقة الإعلامية على الخر بالقول:
إن أحداث الثورة السورية بكل تجلياتها قدمت لوحات زاخرة بالمعاني الإنسانية عزَّ نظيرها، فقد رأينا الطفل الذي يجلس على شرفة منزله المدمر وقد انكشف المنزل على الفضاء.. ورأينا الفتية الصغار يتزلَّجون عل الأسطح المنهارة بزوايا مختلفة.. ورأينا الطفلة التي تمد يدها لتنقذ أختها فيسحبها القدر إلى حيث قضت أختها الصغيرة.. ورأينا أطفالاً يتفقدون مدرستهم المدمرة بحثاً عن البقية المتبقية من الكتب والقراطيس...
لم يشاهد العالم تلك اللوحات.. هذه حقيقة.. لكن في الوقت نفسه لم تفرز الثورة السورية «فنَّاً ثورياً» يتقن تسويق ما حدث في سوريا.. فقد عملت أصابع خفية على تصحير الثورة من الشعر والمسرح والغناء والقصة.. ليتم تصديرها على أنها ثورة داعشية.    




ليست هناك تعليقات