آخـــر ما حـــرر

مؤامرة كبرى ضد الجيش الحر



معلوم للجميع أن الثورة السورية خرجت سلمية فأطلق طاغية الشام النار على المظاهرات التي شارك فيها كل فئات الشعب السوري. فوُضع جنود الطاغية بين خيارين إما أن يكونوا قاتلين أو مقتولين. لكن الذي حدث أن هناك فئة من الجنود من أبناء الشعب السوري قرروا ألا يطلقوا النار على المتظاهرين وأن ينشقوا عن المعتدين. فبدأت ترتسم ملامح مشهد بطولي  تشكل في سوريا، إنها طلائع الجيش الحر الذي أسسه القائد البطل (حسين هرموش).. وهؤلاء الأحرار انشقوا عن طغاة العصر وهم يعلمون أن أقل ثمن لفعلهم الأغر المشرف هو أرواحهم  فضلا عن التعذيب والتنكيل ومعاقبة ذويهم وتدمير ممتلكاتهم وهتك أعراضهم. ثم انطلقت مواكب «الجيش الحر» تحمل السلاح بيد، وتقدم الإغاثة وتنقذ الناس من تحت الأنقاض باليد الأخرى  فلهم الأيادي البيضاء في الثورة السورية العصماء، ولذلك هتف الشعب السوري، لهم وبارك صمودهم في كل المحافظات هتافا أغاظ العدو الأسدي ومن خلفه الإيراني والعراقي واللبناني. فوضعوا الخطط لضرب الحاضنة الشعبية للجيش الحر  ومن هذه الخطط:

أولاً:

1)      قصف المدن المحررة واستهداف المدنيين في أماكن تواجد الجيش الحر ليجبروا الناس على طردهم، لكن الشعب ظل يهتف (الله محيي الجيش الحر) عندما رأى الأحرار يغامرون بأنفسهم لإنقاذ الناس من تحت الأنقاض فاستشاط الطاغوت غضباً وفشل دون تحقيق مبتغاه.

2)      عمد النظام إلى محاصرة المناطق المؤيدة للجيش الحر ومنع الطعام عنها، بغية دفع الناس إلى طرد الجيش الحر لكنهم وجدوا الجيش الحر يغامر من أجل إدخال الطحين إلى الناس فهتف الناس للجيش الحر وارتد الطاغوت على أعقابه مذموما مدحوراً.

3)      أصدر الطاغية عدة مراسيم عفو عن المسلحين من الثوار ثم أشاع أن كثيرا منهم استسلموا وسلموا أسلحتهم ليفقد الناس الثقة بهم لكن شيئا من ذلك لم يحصل، ولم تسجل حالة حقيقية واحدة من ذلك، وازداد الناس ثقة بالجيش الحر فتزعزعت أركان الطاغية وارتعدت فرائصه.

4)      عمل إعلام النظام على إثارة الشائعات المزرية والمشينة بحق عناصر الجيش الحر، وفبركوا الفيديوهات لهذا الغرض، وجندوا أشد الأبواق حرفية كغسان بن جدو ليثيروا شبهة «جهاد المناكحة» كرواية النظام عن «روان قداح» سليلة الأمجاد البواسل، وفشلوا في ذلك فشلا ذريعاً وارتد البصر خاسئاً وهو حسير.

5)      لقد عمد إعلام النظام بعد كل خسارة لموقع عسكري حيوي للجيش الحر إلى نشر الشائعات بأن الثوار باعوها وسلموها، وذلك من أجل تعبئة قلوب الناس ضد الجيش الحر بدلاً من شكرهم على صمود لم يعرف التاريخ له مثيلاً. وكان يجب أن تمتلئ القلوب على خيانة السيء حسن وأمثاله لا على أبطال سوريا الميامين، لكنهم باؤوا بالخيبة والخذلان فالشعب ظهر على الإعلام يشكر المقاتلين ويحيي صمودهم ويترحم على شهدائهم، وخاب الطاغوت في مسعاه مجدداً.

ثانياً:

إلا أن طغاة إيران الحاقدين لديهم من المكر ما تزول منه الجبال، فعندما يئسوا من تحويل قلوب الناس عن محبة الجيش الحر وضعوا مؤامرة جهنمية تجاوزوا فيها الناس، ليوقعوا في فخها النخبة المثقفة من إعلاميين وعسكريين وسياسيين فكانت الخطة ( ب) وهي مؤامرة شديدة التعقيد قائمة على مبدأ (لم نستطع تغيير الناس فلنغير الجيش الحر نفسه) فنفذوا النقاط التالية:

الخطة «باء»:

1)       جندوا في صفوف الجيش الحر عناصر تشبيحية  من المؤيدين، مارسوا التشبيح والتنكيل بالناس باسم الجيش الحر ذاته فظهرت أصوات من إعلام الثورة ومن المتربصين والمندسين تنتقد بعض عناصر الجيش الحر.

2)      عملوا على بث الشائعات التي تثير النزعة المناطقية مستخدمين قضية الدعم كأداة ومستغلين حاجة الناس له فيذكرون بلدات يأتيها الدعم بوفرة وأخرى يأتيها بندرة، وجند الطاغية بعض طواغيت المال من أمثال حمشو ليقوموا بهذه المهمة ويزرعوا أمراء الحرب في كل مكان لتزداد انقسامات الحر بعدها.

3)       أقحموا في المشهد المسلح للثورة مفهوم الالتزام الديني بقالب شديد التطرف راح يعزل الشباب غير الملتزمين بل غير المغالين حتى ويصفونهم بالعلمانية والتَّفلُّت، ويظهرونهم أمام الناس على أنهم فسقة، فبدأت أعدادهم تتناقص لمصلحة الكتائب التي سمت نفسها إسلامية، ليزداد الشرخ بين أكداس من الكتائب الإسلامية وجيش حر علماني كما يصفونه.

4)      كان هناك تعمد واضح من جماعة داعش والنصرة في الإساءة للجيش الحر واتهامهم بالخيانة والعمالة للغرب ولا غرابة في ذلك فداعش صناعة ايرانية والنصرة صناعة أسدية، وأحد أهدافهما أصلا الحلول محل الجيش الحر وسلب الشرعية منه.. وهذا ما يفسر مهاجمتهم لمراكز الحر والتعدي عليهم بذرائع واهية.

5)      المؤسف في الأمر هو انجرار النخب الإعلامية خلف الشائعات، وابتلاعهم للطعم وترديدهم للأمر وكأنه حقيقة لتنجح ايران ومخابرات النظام للمرة الألف في الوقيعة والخديعة والفتن والدسائس.

6)      لا نستغرب عندما نستمع الى معممهم الطائفي وهو يحرض ضد الجيش الحر مطلقا عليه أوصافا شتى كالعلماني والتكفيري والسفياني وذلك من شدة غيظهم.

7)       لقد ذهب أعداء الثورة السورية أبعد من ذلك في التآمر على الجيش الحر، حيث وضعت الخطط لتصفيته وتفكيكه عسكرياً، فعملت «عصابة الجولاني» على الاستفراد بفصائل الثورة والبغي عليها بالسلاح المتوسط والثقيل مما أدى لإضعاف الثوار لصالح جماعة «القاعدة» العميلة للنظام وإيران.

8)      إضافة إلى ضرب الفصائل بالجملة فقد تم ضربها بالمفرق باصطياد خيرة الرجال والقادة الأبطال فكلما برز قائد عملوا على اغتياله أو اعتقاله لتمكين الفاسدين من الفصائل الثورية.   

لكن الجيش الحر الذي أحببناه كثيرا لا يمكن أن ننسى تضحياته أو نجهل عطاءاته  وسيبقى- رغم أنف المتآمرين- شوكة في حلوقهم و مخرزا في عيونهم، يقض مضاجعهم ويدمي أنوفهم، ويؤرق بالهم، ويقلق راحتهم، ويسلب السكينة من خواطرهم.. ولا بد من تثبيت شرعية من سبق إلى حمل السلاح، وتحمل المسؤولية قبل الجميع، ونزع الشرعية عن كل جهة تحاول منازعة الحر مكانته، واعتبارهم  ضرارا، وتفريقا بين المؤمنين، وعلينا أن ندعوا إلى وحدة الصفوف تحت مسمى واحد هو: (الجيش الحر للثورة السورية) ورفع علم الثورة الذي ارتفع في المظاهرات السلمية لنعيد للثورة ألقها وبريقها الذي أدمى مقلة الأسد.

......................عبدالناصرأبوالمجــــد....24/9/2016..........

ليست هناك تعليقات