مفارقة الزمان.. فصائل فلسطينية تحارب الشعب السوري.. إلى جانب الأسد


الشعب السوري لم يتفاجأ بمواجهة نظام الأسد للمظاهرات السلمية بأسلوبه القمعي الهمجي!.. لكنه تفاجأ بمشاركة ميليشيات فلسطينية الحرب على أطفال سوريا.. فهؤلاء أبناء قضية عادلة محقة طالما وقف السوريون معها وناصروها، ولازالوا. وكان الأولى بهؤلاء مساندة الشعب السوري باعتبار أن الشعوب الواقعة تحت الظلم يفترض أن تتآزر فيما بينها.. فبينما كنا ننتظر أن تصطف إسرائيل إلى جانب الأسد والفصائل الفلسطينية إلى جانب الشعب السوري كمنطق طبيعي للأشياء وجدنا عكس ذلك هو الذي حصل فالفصائل الفلسطينية تقصف الشعب السوري الثائر وإسرائيل تقصف النظام وحلفاءه.

ليس هذا فحسب فعلى مستوى الأمة العربية لم يقاتل إلى جانب الأسد من أبناء «السنَّة» سوى الميليشيات الفلسطينية والبقية من الطائفة «الشيعية». علماً بأن الخطاب الفلسطيني وعلى مدى عقود من الزمن كان ينتقد التخاذل العربي تجاه الفلسطينيين مع أن العرب لم يقاتلوا الفلسطينيين إلى جانب إسرائيل.. لكن هؤلاء فعلوها فكانوا هم الأسوأ عربياً.
منذ بدء الاحتجاجات السلمية ضد رئيس النظام الطائفي بشار الأسد، عمدت أجهزة المخابرات إلى تجنيد العديد من الأشخاص الذين وسموا بـ"الشبيحة"، وبعدها جرت الاستعانة ببعض الفصائل الفلسطينية المتواجدة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مختلف الخارطة السورية، بالإضافة لاستقدام عناصر الميليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية، والتي يشرف عليها بشكل مباشر "فيلق القدس" الإيراني بقيادة الهالك قاسم سليماني.
أقدم عرضا لأبرز الميليشيات المقاتلة لصالح النظام السوري، مُتناولاً الفصائل الفلسطينية واللبنانية المتورطة في الجرائم إلى جانب ميليشيا الأسد ضد الشعب السوري ، وما قد تطاله أيديهم من مدنيين، تحديدا في ريفي دمشق وحلب في سوريا.   
نحو 7 ميليشيات فلسطينية أو أكثر، تقاتل في صفوف شبيحة الأسد
1.      لواء القدس
تأسس لواء القدس في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، بمدينة حلب تحت تصنيف "القوات الرديفة"، الاسم المعروف شبه الرسمي لكافة الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام السوري. ولعب اللواء دورا هاما في دعم قوات الأسد أثناء سيطرة الثوار على الشطر الشرقي لمدينة حلب، قبل أن يستعيدها النظام الطائفي نهاية العام الماضي. ميليشيا لواء القدس التي يقودها محمد السعيد، قتل منها أكثر من 200 عنصر خلال معاركها ضد الثوار شرقي حلب وريفها، ويقدر حاليًا عدد عناصرها بـ3500 عنصر، وتقاتل إلى جانب قوات الأسد في معاركها بريف حلب الغربي.
2.      فتح الانتفاضة
هو تنظيم فلسطيني مسلح تأسس عام 1983، بعد انشقاق مجموعة من القيادات عن حركة فتح، وكان له دور بارز في حرب المخيمات بلبنان (1985 – 1988)، قبل أن تستقر مقراته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان منذ تسعينات القرن الماضي.. وبدأ فتح الانتفاضة القتال إلى جانب النظام السوري منذ عام 2012، في المخيمات الفلسطينية الخارجة عن سيطرة النظام السوري. وتشارك عناصره في الحصار المفروض على مخيم اليرموك، بالإضافة إلى دوره في المعارك التي أفضت لاستعادة مخيم خان الشيخ ومنطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي.

3.      جبهة النضال الشعبي فلسطين
هي من بين المنظمات الفلسطينية ذات التوجه اليساري المعروفة بانتمائها لمنظمة التحرير الفلسطينية. تأسست عام 1967، وبعدها بأربعة أعوام أصبحت تابعة لحركة فتح، وقد شاركت مع الفصائل التي كانت في بيروت في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وفي عام 1992 شهدت انقساما بين قياديّيها أدى لانشقاقها إلى منظمتين.. وليس هناك أية معلومات مفصلة عن عدد عناصر جبهة النضال الشعبي اللذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري، إلا أن وثائق حديثة أشارت إلى أن مجموعة من الجبهة شاركت منذ عام 2013 تقريبا بفرض حصار خانق على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، وكان لها دور بارز في معارك النظام بريف دمشق الغربي، وبالتحديد في مخيم خان الشيخ، قبل أن يستعيد النظام السوري السيطرة عليه، ويهجر سكانه قسريا إلى شمال سوريا.
4.      قوات الجليل
ليس معروفًا على وجه الدقة التاريخ الفعلي لتشكيل هذه الميليشيا، إلا أنه من المرجح أن تأسيسها كان في أيار/ مايو 2011، لدعم قوات الأسد بقيادة فادي الملاح. وتتبع قوات الجليل في هيكليتها لمنظمة "شباب العودة الفلسطيني"، وأغلب عناصرها من مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، الواقع على بعد 23 كم إلى جنوب دمشق.. وشاركت قوات الجليل في العديد من المعارك إلى جانب قوات الأسد والميليشيات الأجنبية في مناطق مختلفة، منها على سبيل المثال ريف اللاذقية الشمالي وكذا مدينة دير الزور التي تشهد مواجهات مفبركة بين قوات الأسد وتنظيم (داعش) حول مطارها العسكري، ومجموعة من الأحياء.
5.      جيش التحرير الفلسطيني
يعتبر جيش التحرير الفلسطيني الذراع العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى أيلول/ سبتمبر عام 1964، وشارك في معارك حرب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، بالإضافة لتواجده في جنوب لبنان حتى عام 2000، عندما انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها.. شاركت معظم الميليشيات الفلسطينية المقاتلة لصالح النظام السوري، في حصار مخيم اليرموك وغيره من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.. وفي 15 أيلول/ سبتمبر 2015، أعلن رسميا رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني، طارق الخضراء، أن جيش التحرير يقاتل إلى جانب  قوات الأسد منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، وأن عناصرهم متواجدة فيما يقرب 15 موقعا في أرياف درعا والسويداء ودمشق.
6.      قوات الصاعقة
تأسست قوات الصاعقة المعروفة أيضًا باسم "طلائع حرب التحرير الشعبية" عام 1968، نتيجة اندماج عدد من المنظمات الفدائية. ومنذ عام 2012 بدأت قواتها المتواجدة في سوريا بالقتال إلى جانب النظام السوري، مُشاركةً في الحصار الذي فرض على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ومعارك ريف دمشق الغربي، ومناطق القلمون، وريف السويداء.
7.      الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة"
في عام 1968 أعلن أحمد جبريل تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، بعد انشقاقه عن المنظمة الأم، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصبح لتنظيمه علاقات وطيدة مع النظام السوري، مُتخذا من دمشق مقرًا له.. ودعمت جبهة أحمد جبريل منذ بدء الاحتجاجات السلمية، قوات الأسد، في عمليات القمع ضد المتظاهرين، وتحديدا في مخيم اليرموك، إذ كان لها دور بارز في الحصار الذي فرض عليه منذ عام 2013 تقريبا، إضافة لمشاركتها في معظم المعارك التي يخوضها النظام السوري في المناطق المحيطة بدمشق.
8.      نسور الزوبعة
فرقة عسكرية تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي، تأسست أولًا في لبنان مطلع الستينات، وكانت لها عدة عمليات عسكرية مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلا أنها مع بداية الاحتجاجات السلمية السورية، اتخذت موقفا مواليا للنظام السوري، وأعادت تشكيل الفرقة بعد أن حولتها لميليشيا تدعم نظام الأسد.. وينقل الموقع الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، يوميا أخبار مقتل عناصر الميليشيا في المعارك الدائرة ضد قوات المعارضة، ويتضح من البيانات أنها تنشط بشكل فاعل في ريف اللاذقية الشمالي، إضافة لتواجدها في الأحياء ذات الأغلبية المسيحية ضمن المدن التي يسيطر عليها النظام السوري، عبر إشرافها على عدد من الحواجز.
9.      الإمام محمد الباقر
وهي ميليشيا سورية لبنانية مشتركة، تأسست عام 2013، أي بعد عام تقريبا من إعلان حزب الله اللبناني تدخله رسميا في سوريا، واستمدت اسمها من الإمام الخامس عند الشيعة «الإثنا عشرية» محمد الباقر، ومعظم مقاتليها من أفراد عشيرة البكارة المتواجدة في حلب. . وتقول تقارير مختلفة، إن عددًا من مشايخ عشيرة البكارة أعلنوا تشيّعهم مطلع تسعينات القرن الماضي، حيث تشهد مدينة حلب وريفها حضورا مكثفا لعناصرها بقيادة الحاج خالد المعروف بـ"أبي حسين"، الذي ظهر في إحدى الصور سابقا إلى جانب قائد ميليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
10.  حزب الله اللبناني
منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا، أعلن حزب الله اللبناني وقوفه إلى جانب النظام السوري، وفي عام 2012 تحدث رسميا عن مشاركته عسكريا قوات الأسد في معاركه ضد فصائل المعارضة. وكان له دور بارز في المعارك بريف دمشق الغربي، حين سيطر على مدينة يبرود، أو في ريف حمص الشرقي بمدينة القصير، التي ساعد النظام على استعادتها.. لا توجد تقارير مؤكدة تتحدث عن عدد مقاتلي حزب الله في سوريا، إلا أن أغلبها رجح أنها تتجاوز 6 آلاف مقاتل، إضافة لسقوط المئات من عناصره بين قتيل وجريح، بينهم عشرات القيادات البارزة، فضلا عن أسر الثوار لعدد من عناصره ولا يزال عددهم غير معروف.. ويتلقى الحزب دعما مباشرا من إيران، ويتبع لها في جميع قراراته السياسية والعسكرية، ويشارك على كافة الجبهات في المناطق السورية إلى جانب قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها، وكان من أبرز القوى التي ساندت قوات الأسد في استعادتها للشطر الشرقي من مدينة حلب وفي معارك القصير والقلمون.
11.  سرايا التوحيد
أسسها الوزير اللبناني السابق وئام وهاب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لتكون الذراع العسكري لحزب "التوحيد" الذي يتزعمه. وكان وئام وهاب قد أعلن في كلمة رافقت العرض العسكري لعناصر الميليشيا، أنها ستكون متواجدة في سوريا وفلسطين، حيث شهد العرض حضورا لعدد من الشبان المنتمين للطائفة الدرزية في سوريا، رغم استنكار مشايخ الطائفة السوريين لهذا العرض ورفضهم لحضوره.. وكان حزب التوحيد قد نعى مقتل عدد من عناصره أثناء مشاركتهم إلى جانب قوات الأسد في القتال. ومنذ عام 2013 ظهرت تقارير أكدت مشاركة مجموعة من أعضاء الحزب القتال في سوريا.
ختاماً-
إن أعداد الفصائل الفلسطينية والأخرى الشيعية التي تقاتل الشعب السوري إلى جانب نظام القتل والاجرام الأسدي هي أكبر من ذلك وسنقوم بنشرها لاحقاً.

ليست هناك تعليقات