تنظيم داعش.. فخر الصناعة الإيرانية
إن القول بأن العالم
كله- غربه وشرقه- صنع «تنظيم داعش» هو مغالطة كبرى يقع بها الكثير من النخب المثقفة،
فمن المحال أن يوجد منتج صناعي أمني تشاركت في صناعته جهات كثيرة جداً حتى لو كانت
على وفاق فيما بينها، فكيف إذا كانت مختلفة المصالح ومتباينة المخاوف ومن محاور
متباينة؟.
القول الفصل هو أن
«تنظيم داعش» صناعة «المجموعة الايرانية» صنعته في زوايا السجون المظلمة وأماكن الإقامات
الجبرية، والاحتجاز القسري، ومعسكرات التدريب المختلفة، صنعته لتحقق به أهدافاً شتى،
أهمها:
وضع العالم الإسلامي
السُنِّي في مواجهة الغرب، لتتمكن إيران من ارتكاب
الفظاعات «الفوق إرهابية» في المنطقة بأقل مساءلة دولية ممكنة، لأن العالم سيكون منشغلاً
بتنظيم داعش كما انشغل قبل ذلك بتنظيم القاعدة.
وربما تقدم المجموعة
الايرانية نفسها كشريك في الحرب على الإرهاب، لتحدث المفارقة الكبرى التي تتوضح في
هذه المعادلة: «إيران تصنع الإرهاب الداعشي، وتمارس الإرهاب ما فوق داعشي، وتُشَرْعِنُ
نفسها في الحرب على داعش».
وثمة سبب آخر لصناعة
داعش، هو «إعادة إنتاج نظام بشار الأسد الفاقد لأدنى حد من الشرعية، وعندما يوشك الأسد
على الانهيار فإنهم يقدمون داعش كبديل له، فيُضَّطر العالم لاختيار أهون الشَّرَّين،
أي بشار الأسد».
كما أنهم صنعوا داعش
لإنجاز مهمات خشنة أخرى، بحيث يعاقبون المحافظات السورية التي تتخلف عن الخدمة في جيش
النظام القاتل، فيسلطون تنظيم داعش عليها لتستجير هذه المناطق بالنظام الحامي لأبناء
الوطن، ويقبلون بتجنيد أبنائهم في الجيش الأسدي ليدافعوا عن حكم الأسد.
لكن الذي لا يعلمه
الكثيرون هو أن مجموعة إيران قادرة على معاقبة دول كبرى تتضامن مع الشعب السوري، وهذا
ما حدث في تفجيرات باريس في 14 نوفمبر 2015 كتجسيد عملي لتهديد مفتي النظام «أحمد حسون»
حين هدد «أوروبا وأمريكا» بآلاف «الاستشهاديين» الجاهزين لتفجير أنفسهم بالمصالح الغربية،
مع التنويه إلى أن محاولات التفجير التي أحبطت هي أكثر وأكبر من تلك التي نُفِّذَت،
وقد أثبتت التحقيقات أن ايران هي من وراء كل تلك المحاولات، كما حدث في البحرين والكويت
والسعودية والأردن وتركيا.. فلو نجحت بعض هذه المحاولات لخرج «الملثم الداعشي» في اليوم
التالي ليعلن مسؤوليته عن التفجير.
حين يدرك العالم
الغربي أن إيران هي التي تستهدفهم بالإرهاب، وهي التي تمارس الإرهاب على شعوب المنطقة،
ثم يفسحون للدبلوماسية الإيرانية مكاناً محترماً لمناقشة الملف السوري، وحين يتحدث
الإيرانيون عن الإرهاب وضرورة استئصاله، عندئذ نكون أمام مفارقة ظالمة تقتل من الضمائر
الإنسانية عدداً أكبر مما يقتله إرهاب المجموعة الإيرانية.
--- عبد الناصر
محمد --- 17/11/2015.
ليست هناك تعليقات