حين تمتلك قوى الثورة السورية خطاباً صحيحاً
لقد بات الجميع يعلم أن الثورة السورية هي ثورة سلمية ابتداء, ثورة شعب ينشد كرامته وحريته.. وأن نظام الأسد قابلها بوحشية منقطعة النظير.. وأن إيران وروسيا دعمتا الأسد دعما غير محدود.. وأن العالم انقسم أمام هذا المشهد إلى محورين: محور الأصدقاء ومحور الأعداء.. فقواعد اللعبة السياسية يجب أن تقوم على مبدأ التنديد بكل عدوان والترحيب بكل دعم.. ومبدأ المحافظة على الأصدقاء وتضييق دائرة الأعداء وصولاً إلى عزلهم.. وتعزيز الشراكة مع الداعمين ورفع النبرة ضد المعادين والتخلي عن نظرية المؤامرة والتعامل وفقا لنظرية المصالح المشتركة..
لقد عمل العدو الأسدي- برعاية ايرانية- على
تصميم خطاب سياسي ثوري وتقديمه للنخبة الثورية دون أن تشعر فجاء الخطاب الثوري مستجيبا لما أراده العدو مسهبا في
الحديث عن «مؤامرة كونية» ضد الشعب السوري، وعن حرص العالم على تمسكه بالأسد, ومهاجمة الصديق أكثر من العدو وتخوينه واتهامه
بمساندة العدو سرا, وكثرة الحديث عن «إقامة الخلافة»,
والأقاويل التي تخوِّن «الجيش الحر», وقد أنتجت
الحالة الديكتاتورية المعمِّرة خطابا قاصراً تعايش مع خطاب النظام القائم على
المزايدة, والقمع الفكري, والطروح النظرية المنعزلة عن الواقع, منخدعا بفكرة الممانعة المزعومة التي ورثها, فجاء الخطاب
السياسي الثوري لدى هذه النخبة خطابا عدائيا,
منغلقا عقيما مكابرا يمتاز بالنكران والتطرف في مكان وبالترهل والرخاوة في مكان
آخر, فباتت الحاجة ملحَّة لبلورة خطاب ثوري متقدم ناضج شفاف حازم ورصين يمتاز
بالمرونة والقوة.
عبدالناصرابوالمجد
ليست هناك تعليقات