آخـــر ما حـــرر

القوات البرية التي حاربت داعش مع التحالف الدولي



بعد ظهور داعش في سوريا والعراق شكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليا للقضاء على تنظيم داعش كأولوية وكهدف معلن غير مخفي.
♦ التحالف الدولي كان قوامه الطيران وخال من قوات برية، وعلى اعتبار الامريكان يعملون بشكل مؤسساتي وضعوا قائمة للجهات المحتملة التي يمكنها ان توفر القوات البرية.
كانت القائمة الامريكية للجهات المقترحة لمحاربة داعش بريا *في سوريا* هي كالتالي وبالترتيب:
1. الجيش السوري الحر.
2. قوات الحماية الشعبية (YPG).
3. الجيش التركي.
4. الجيش الاسدي.
رفضت المعارضة السورية متمثلة بالائتلاف وجماعة الاخوان المسلمين مبدأ التحالف مع الامريكان لمحاربة داعش تحت ذريعتين:
◘ محاربة الاسد اولا!
◘ وداعش هم إخوتنا الذين بغوا علينا ونستطيع التعامل معهم في البيت الإسلاموي الداخلي!.
♦ بعد رفض المعارضة السورية للعرض الامريكي بالتحالف معها عسكريا لمحاربة داعش عرض الأمريكان على الحزب الانفصالي (PYD) أن يتحالف معهم عبر ذراعه العسكرية (ypg) لقتال داعش، فوافق الحزب الانفصالي على أن يقود هو القوات البرية، وانضم الى (ypg) أفراد وجماعات من العرب السوريين «ممن قتل داعش ذويهم وممن نكل بهم» وتم تشكيل قوة جديدة قيادتها (ypg) واختار الأمريكان اسم «قوات سوريا الديمقراطية» واختصارا «قسد» لهذا التشكيل.
♦ رضيت بعض فصائل «الجيش الحر» في البادية بمبدأ التحالف مع الامريكان لمحاربة داعش دون أن تنضم إلى قسد مثل «جيش مغاوير الثورة» و«أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» و«جيش العشائر» و«لواء شهداء القريتين» لكن هذه الفصائل لم تكتسب اي تأييد شعبي لكثرة ما روج الإعلام الإسلاموي الموجه بأن التحالف مع الامريكي هو إعانة للصليبي على حرب المسلمين «الدواعش».. لذلك تراجع تأثيرها وقل عددها مع أنها لم تلتزم بقتال داعش فقط وضربت لأكثر من مرة الجيش الاسدي (هذه الفصائل الآن موجودة في المنطقة المحررة المسماة «الكيلو 55» والتي تقع بالقرب من المثلث العراقي الاردني السوري الذي يعرف بـ«التنف».
♦ الاختبار الأول للتشكيل الجديد «قسد» كان في معركة «عين العرب»، كان طيران التحالف يقصف من الجو بينما تتقدم قسد بريا وتمسك بالأرض التي تسقط من يد داعش.
♦ على الضفة الأخرى «العراقية» كانت القائمة الأمريكية للجهات المقترحة لمحاربة داعش بريا *في العراق* تضم كلا من الجيش العراقي والبيشمركا «قوة حزب الاتحاد الكردستاني»، طبعا قيادة الجيش العراقي بيد الطائفيين الموتورين اقترحت على الامريكي تشكيل قوة خاصة من المتطوعين لقتال داعش كهدف ظاهري ووافق اوباما (إيراني الهوى) على الطرح الجديد كما خصه بدعم مالي، وبذلك تم تشكيل الحشد الشيعي لمحاربة داعش ظاهريا وضم ميليشيات موجودة بالأساس كـ«ميليشيا بدر» و«جيش المهدي» و«حزب الله» العراقي وأيضا أفرزت تلك الميليشيات قادة استطاعوا تشكيل ميليشيات عراقية جديدة تطوع فيها أعداد كبيرة من العناصر الشيعية الحاقدين وبعض شباب من السنة العراقيين- وهكذا وفي عام 2015 تمت متابعة ممارسة القتل الطائفي على الهوية الذي ابتدأ عام 2005 في العراق.
♦ يبدو أن الصيغة التي كانت موقعة بين قيادة التحالف المتمثلة بالبنتاغون والقوى البرية المحلية تفيد أنه وبعد الانتهاء من تنظيم داعش ينقطع عنها الدعم.
♦ وفعليا انتهى «تنظيم داعش» في شباط 2019 وصار من اللازم قطع الرواتب عن القوات البرية في التحالف، في العراق وطرحت فكرة هيكلة الحشد الشيعي ضمن الجيش العراقي ليأخذ المتطوعون رواتبهم من الجيش العراقي كان ذلك منذ اكثر من سنة وصدر مرسوم من قبل «عادل عبد المهدي» بهذا الشأن.
♦ الأمريكان يعلمون بأن الحشد الشعبي هو تابع عقائديا للحرس الثوري الايراني.. ومع ذلك استعملوه لغاية محددة، ولذلك بعد انتهاء مهمة هذا الحشد حاول الأمريكان حل الحشد أو دمجه بالجيش العراقي، لكن لم تتغير سلوكيات الحشد حتى بعد إدماجه بالجيش العراقي.
والموقف الامريكي اتخذ خطوات منها قطع الدعم ثم تصنيف الحشد كمنظمة تابعة للحرس الثوري (مع انه كان وقت صدور قرار قطع الدعم ثم التصنيف جزءا من الجيش العراقي!).
حاليا وبعد تصنيف الحرس الثوري الايراني على قائمة المنظمات الإرهابية يبحث التحالف عن شريك أنظف للقضاء على التنظيم في سوريا فلا يجد... والمشروع مطروح منذ أكثر من سنة، ولكن قيادة المعارضة لا تقبل بالاشتراك مع التحالف لضرب ميليشيات ايران في سوريا....
الغريب أننا كسوريين نلوم الجميع ولا نفعل شيئا مفيدا لقضيتنا... والحديث دوما عن النخب المعارضة.
د.بكر عبد القادر العكش

ليست هناك تعليقات