آخـــر ما حـــرر

حفار القبور: دفنت عشرات الأطفال السوريين.. سيناتور أمريكي: الأسد سيعاقب



رأي المحرر

لا يشكك أحد من المراقبين الغربيين في روايات الرجل الذي بات يعرف باسم «حفار القبور»، لأنها مسنودة بوقائع ظهرت للعلن وقد رآها العالم بأسره.

لكن الكثيرين يشككون بصدق التهديدات الأمريكية ضد نظام الأسد والتي لم تنقطع على مدى 11 سنة من عمر أحداث الثورة السورية. وذلك لأن أمريكا تمتلك العلم والقدرة معاً فيما يخص الشأن السوري ولكنها لا تمتلك الإرادة لاتخاذ قرار «إسقاط نظام الأسد» بالقوة العسكرية.

سأعود إلى النظرية التي طالما طرحتها في تفسير الحالة السورية من المنظور الأمريكي والتي مفادها أن «أمريكا اتخذت من سوريا ساحة لتصفية الحسابات مع دول وقوى محددة» عندها يتبين أن الجهات التي أرادت أمريكا تفكيكها بعد إضعافها، ضعفت بالفعل ولكنها لم تتفكك، وهي «روسيا وإيران وتنظيم القاعدة ونظام الأسد».

لكن المؤكد أن وتيرة إضعاف تلك الجهات وتفكيكها تصاعدت في الآونة الأخيرة، فروسيا استدرجت إلى مستنقع أعمق من المستنقع السوري، وهو أوكرانيا، وإيران تنظر إلى السماء تحسبا من أول صاروخ سينزل على مفاعلاتها النووية، وتشكيلات القاعدة وضعت تحت خطة جديدة لاستهدافها والقضاء عليها، ونظام الأسد يرزح تحت عقوبات موجعة.

وفي الخبر     

أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى «باربرا ليف» الأربعاء، أنّ بلادها لن ترفع العقوبات عن النظام السوري، كما أنّها لن تدعم جهود التطبيع معه.

وقالت، خلال جلسة استماع أمام أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، إن الولايات المتحدة ستستخدم كل الأدوات الممكنة لزيادة عزلة نظام الأسد، ولن ترفع العقوبات عنه "حتى يتحقق تقدّم حقيقي نحو حل سياسي".

وأضافت أن أميركا لن تدعم جهود التطبيع مع نظام الأسد، مشيرة إلى أنها شعرت بالصدمة عندما استُقبل بشار الأسد في الإمارات، ونقلنا ذلك للإماراتيين.

 كما ذكر السيناتور الديمقراطي، «بوب مينينديز» أنه يجب إنهاء تهديد حزب الله والأسلحة الإيرانية في سوريا.

وأضاف: حزب الله حول سوريا إلى مصانع كبتاغون. وأكد السيناتور، أنه يجب أن لا تمر جرائم الأسد ضد شعبه بدون عقاب..

 


أدلى الشاهد الملك "حفّار القبور" (اسم مستعار) بتفاصيل جديدة عن جرائم مروعة ارتكبها النظام السوري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، التي خصصت جلسة لمناقشة سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه سوريا.

وروى الشاهد تفاصيل مروّعة عن جرائم بشعة ارتكبت بحق آلاف المدنيين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها أطفال عذبوا حتى الموت.

وتحدّث حفّار القبور، عن 3 شاحنات مبرّدة تحمل كل واحدة منها بين 300 و600 جثة، كانت تأتي مرّتين كل أسبوع من كافة الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية في دمشق.

كما أوضح أن هؤلاء تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وكان "الضابط قيصر" (وهو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية انشقّ عن النظام عام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة تظهر التعذيب والانتهاكات في السجون السورية) يوثّق صور جثثهم، ثم تأتي شاحنات مبرّدة لنقلهم إلى حفرة عملاقة، حيث كان يتواجد (حفّار القبور)، فتفرّغهم عشوائياً.

من ضمن تلك الجثث، عشرات الأطفال الذين قضوا تحت التعذيب، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية أيضا عن الشاهد.

ونقلت قناة العربية، عن معاذ الخطيب، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ Syrian Emergency Task Force قوله: إن أعضاء مجلس الشيوخ صدموا بما أدلى به "حفّار القبور" من تفاصيل عن جرائم النظام.

وأضاف: إن أكثر من 6000 جثة بعضها يحمل آثار التعذيب والتي وثّقها "قيصر" بعد فراره من سوريا عام 2013، دُفنت في مقابر جماعية شاهد عليها حفّار القبور هذا، موضحاً أن شهادة الأخير كانت استكمالاً لشهادة "قيصر".

وقال نعمل على توثيق جرائم النظام السوري وتقديمها إلى محاكم أوروبية وأميركية، لاسيما أن هناك معتقلين سوريين ولبنانيين وأميركيين في سجون النظام نسعى إلى رفع قضاياهم أمام المحاكم الجنائية الدولية، لتحقيق العدالة لهم ومحاسبة النظام على ما قام ويقوم به بحقهم.

يُشار إلى أن "حفّار القبور" كان تولّى مهمة دفن جثث القتلى تحت التعذيب في المقابر الجماعية بين عامي 2011 ومطلع 2018، وتمكّن من مغادرة البلاد لاحقاً، ليدلي بشهادته أمام المحاكم متنكراً، مخبئاً وجهه خلف قناع لوجود بعض أفراد عائلته في سوريا.

ليست هناك تعليقات