آخـــر ما حـــرر

داعش منتج إيراني شبيه بأمه



ان قضية داعش قد أشغلت الرأي العام العالمي لكونها ظاهرة غريبة وفريدة، وأغرب ما فيها انتهاجها للجريمة بأبشع أنواعها ومع ذلك يجد العالم صعوبة في مكافحتها، وقد اختلفت الآراء في الجهة المسؤولة عن تصنيع داعش، لكن الإشارات الواضحة تثبت بالوقائع أن المجموعة الإيرانية هي المسؤولة عن صناعة داعش.

فتح أبواب السجون في كل من سوريا والعراق لإتاحة الفرصة لخروج عناصر تنظيم القاعدة والدولة بعد أن خضعوا لعمليات غسيل دماغ معقدة.

أثبت الوقائع والرصد الدقيق أن تنظيم داعش لا يشتبك مع قوات الأسد اشتباكاً حقيقياً ولا يستهدف المصالح الإيرانية بل إنه يستهدف الثوار و الناشطين والعشائر السنية والأقليات الأخرى كالمسيحيين والأيزيديين والأكراد.

تنظيم داعش يقوم باحتلال المناطق التي يعجز النظام عن الاحتفاظ بها مثل الرقة ودير الزور ويطرد الثوار منها الذين يتحرجون من قتال المسلمين في غالب الأحيان.

يحرص تنظيم داعش على وضع يده على منابع الثروة كالنفط والغاز ويبيع جزءا كبيرا منها الى النظام.

هناك تقارير كثيرة تثبت أن إيران هي التي تسلح داعش وعندما فضح الأمر سلكوا سلوكاً آخر في عمليات التسليح وذلك بافتعال معارك مع العدو الظاهري الذي ينسحب مخلفاً وراءه عتاداً كبيراً من السلاح المتطور والثقيل، كما حدث في الموصل ودير الزور وحقل الشاعر في حمص.

كشفت الوثائق أن أغلبية قيادة داعش هي من الضباط الشيعة العراقيين، كما تم رصد مكالمات لهم بهذا الشأن.

الواضح أن المدرسة التي تنتهجها داعش في عمليات القتل والإعدام هي مدرسة شيعية تعتمد على الذبح البشع فالشيعة يعتقدون أن المهدي المنتظر لا يظهر إلا اذا كثر الهرج والمرج (أي كثرة الدماء).

إن أهداف إيران من وراء تصنيع داعش كثيرة وأهمها:

  • أرادت مجموعة ايران ألا يرى العالم نظام الأسد منفردا في القتل والذبح وخاصة بعد مذابح البيضة وكرم الزيتون وجديدة الفضل وغيرها، فقرر صناعة طرف يقتل ويذبح بطريقة مجنونة غير مسبوقة في أي ثقافة مضت وذلك نيابة عن الأسد فقررت صناعة داعش في معامل الموت الرهيب وبرك الدماء العميقة، حيث يعتقد الشيعة أن كثرة الدماء تعجل بفرج مهديّهم المنتظر.

• أرادت المجموعة الإيرانية أن تلغي شرعية الجيش الحر فقررت إيجاد تنظيم ينتحل دور المصلح للعقيدة والأخلاق، وهذا يذكرنا ببشار الأسد عندما دخل عالم السياسة من بوابة مكافحة الفساد الذي صنعوه هم في سورية، وهنا أرادت ايران يحل الكيان الأسود الغادر مكان الجيش الحر، وفي المقابل طبّقت على الجيش الحر مؤامرة معقدة لإسقاط شرعيته التي هتف لها الناس طويلا، ومضى كيان الظلام الداعشي يكفر الناس ويفسقهم ثم يعمل بهم الذبح والتنكيل– هكذا داعش ولا شيء غير هذا.

• أرادت المجموعة الايرانية أن تحدث شرخا عميقا في صفوف قوى الثورة تحديدا لتقسمها إلى اتجاهين: علماني كالجيش الحر والمعارضة والناشطين، وآخر إسلامي متطرف يقتل بلا ضوابط، وهذا التقسيم صدّرته ايران ولعبت عليه بعناية، لتلغي بذلك التقسيم الذي كان سائدا في بداية الثورة حيث انقسم الشعب السوري ما بين مؤيد شريف ومعارض خسيس.

• أرادت المجموعة الايرانية أن توصل الناس إلى حالة من اليأس والندم بعد معاينة الحالة الداعشية المتوحشة، ويستنتجوا أن الأسد أرحم من داعش، وأن الحياة في كنف الطاغوت أهون من الحياة في حكم الوحوش اللاتاريخية، فاخترعوا داعش لهذه الغاية وغيرها.

• أرادت ايران أن تحدث حالة من الاستقطاب الحاد في المجتمع السوري، فيذهب فريق إلى دولة داعش وفريق يذهب إلى دولة الأسد ، والحقيقة هي: أن داعش هي الأسد لكن باللحية والتنورة، والأسد هو داعش لكن بربطة العنق، ليرى العالم الفارق بين الحالتين ويقرر بأن الثورة هي التي أنتجت الظلام والسواد في سورية، وأن الأسد هو الواعد بسورية الأمن والسلام والرخاء.

• تعلم ايران أن هناك أعدادا من الجهاديين المتحمسين للجهاد في الشام فقررت إيجاد كيان يستوعبهم وهو داعش، لتحصر قتالهم ضد السوريين الثائرين  بدلا من مقاتلة النظام، فما عليهم إلا أن يخضعوا لدورة تدريبية تثبت لهم أن قتال المرتدين أولى من قتال الكافرين على اعتبار أن قيم الثورة هي قيم خارجة عن الدين، ثم يحتجزون نساء المهاجرين حتى لا يفكر أحد بالانشقاق عن داعش لأنه ما إن يضع أقدامه في أرض الخلافة حتى يندم على ورطته ويلوم النفس على وقعته، وخاصة بعد أن يطلب منهم الأمير أن يتحضروا لعملية استشهادية للتخلص منهم فيذهبون ليتنفيذ عمليتهم ضد صفوف الثوار أو المدنيين أو في مواقع أخلاها النظام من الشبيحة– بالاتفاق معهم– ووضع بدلا منهم سجناء الحرية والكرامة.

• لماذا صنعت ايران داعش؟.. لأن ايران لا تريد أن يخسر النظام شيئا من الأرض، وعندما يعجز النظام عن الاحتفاظ بالأرض فإنه يحتاج إلى بديل أمين يملأ الفراغ ويضمن للنظام مصادر الطاقة فكان مفيدا له إيجاد تنظيم داعش.

• أرادت ايران أن تقدم للعالم تصورا عمليا لما ستكون عليه أوضاع سوريا فيما لو استولى عليها الثوار الإرهابيون، فقدمت النموذج الرقاوي الداعشي وخاصة أن (ولاية الخير) المزعومة تناصب العالم الغربي أشد العداء وتقطع رؤوس الأجانب ولو كانوا يؤدون مهام إنسانية، مما يضع الثورة السورية في مواجهة العالم بأسره.

• أرادت ايران أن تقدم حليفها الأسد للعالم على أنه يحارب الإرهاب، فقررت صنع كيان إرهابي يضاهي إرهاب الأسد، ويهدد السلم العالمي، فقررت صناعة [داعش] ليبرز الأسد في صورة الرئيس الذي يقارع الإرهاب نيابة عن العالم.

• أراد المخطط الاستراتيجي الايراني للطاغية الأسدي أن يشوه صورة الإسلام بتصوير المسلمين كوحوش بشرية متصارعة فيما بينها ، تحكمها ثقافة الدماء والأشلاء والتخلف بعيدة عن معايير الحضارة ومقاييس الإنسانية فصنعت [داعش] لتعلن عن الخلافة الإسلامية فتجذب إليها أرباب العقول المنخورة وتنفّر منها الآخرين.

الكاتب الصحفي: عبدالناصرابوالمجد

ليست هناك تعليقات