آخـــر ما حـــرر

المعتقلون السوريون جرح مستمر




رأي المحرر

«المعتقلون» كلمة يكره ذكرها نظام الأسد الإرهابي، والمعارضة السورية على حد سواء!..

فالنظام لا يريد أن يلتفت العالم مطلقاً إلى الركن الإجرامي الأكثر دموية في برنامجه الإجرامي، هناك في أقبية السجون التي لا مثيل لها في التاريخ، حيث يقبع مئات الآلاف من المعتقلين ظلماً في سجون الأسد، ممن يتلقون من التعذيب ما لا يخطر على بال بشر، فالأمر محرج جداً لنظام حاول تصوير نفسه للعالم بأنه نظام ديمقراطي متحضر، وأن حربه في سوريا هي حرب نظيفة مبررة، لأنها موجهة ضد الإرهاب. بينما تقول الحقيقة: إن هذا النظام الطائفي المجرم مختص بقتل الأطفال والنساء والمدنيين العُزَّل عموماً، ويمارس على ضحاياه أشكالاً من التعذيب تجعلهم غير مقبولين لتصنيفهم في قائمة البشر بل حتى في قائمة الوحوش.

والمعارضة لا ترغب كذلك بالحديث عن ملف المعتقلين لأن هذا الملف يعتبر أحد أهم عوامل تقييم أداء المعارضة، التي فشلت في إدارة كل الملفات الحيوية الهامة في الشأن السوري.

فالمعارضة فشلت في تحقيق أي اختراق في المواقف الدولية، وفشلت في التصرف بالأموال التي تلقتها باسم الشعب السوري، كما أخفقت في عزل النظام وحلفائه دولياً، وعربياً ومحلياً. وأخفقت في تسويق الثورة السورية كثورة حق وعدالة، وبقي ملف المعتقلين مطويَّاً في الأدراج، يتحاشون ذكره ويتجنبون التعاطي معه، ولا يتم ذكره إلا لدى الناشطين الأحرار، وبعض المنظمات الحقوقية.

وفي التقرير       

ما يزال مصير آلاف المغيبيين والمختفين قسراً والمعتقلين مجهولاً، منذ بداية الحراك الثوري في سوريا، وتبقى الوقفات الاحتجاجية والأرقام التي توثقها المنظمات الحقوقية شاهداً على وجودهم.

نظّم أهالي درعا البلد، منطلق الثورة السورية، يوم الجمعة 25 مارس، وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بالإفراج عن المعتقلين القابعين في سجون النظام السوري.

وتحولت الأفرع الأمنية ومراكز الاحتجاز "لمسالخ بشرية" كما يصفها الناجون منها، حيث يمارس بداخلها أبشع وسائل التعذيب بحق المدنيين دون التفرقة بين مسن أو طفل أو امرأة.

وتظهر بين وقت وآخر قوائم أسماء لبعض الذين قضوا في عشرات المعتقلات التي تديرها هذه الأجهزة، وخاصة في معتقل صيدنايا الذي تُرتكب بين جدرانه عمليات تعذيب وحشية دفعت منظمات دولية إلى وصفه بـ"المسلخ البشري".

توثق منظمات حقوقية ومحلية بشكل دوري أعداد المعتقلين والمغيبين قسراً لدى النظام حتى باتوا مجرّد أرقام يستذكرها المجتمع الدولي دون أي حراك حقيقي على الأرض لمعرفة مصير هؤلاء.

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته مؤخراً في الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الثورة السورية اعتقال مالا يقل عن 132667 بينهم 6358 طفلاً، و8096 سيدة على يد قوات النظام السوري.

ولم يتوقف الاعتقال حتى اليوم، إذ وثقت الشبكة في تقريرها الشهري ما لا يقل عن 203 حالات اعتقال واحتجاز تعسفي بينهم 13 طفلاً، للنظام السوري في شباط 2022، مشيرة إلى أن النظام يستهدف اللاجئين العائدين ومواطنين صحفيين بعمليات الاعتقال.

وأشارت الشبكة إلى أن قوات النظام السوري استمرت في ملاحقة واعتقال الأشخاص الذين أجروا تسوية لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية معه، وتركَّزت في محافظات ريف دمشق ودرعا ودير الزور، وحصل معظمها ضمن أطر حملات دهم واعتقال جماعية وعلى نقاط التفتيش.

وسبق أن أكدّ تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الصادر في 17 كانون الثاني الماضي، أن قوات النظام السوري تواصل الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وإساءة معاملة الناس في جميع أنحاء البلاد.

وفي عام 2021، أطلقت المفوضية نداءً لجمع 385.5 مليون دولار، لكنّها لم تغطِ الحاجة في ظل لاحتياجات الإضافية التي فرضتها أزمة فيروس “كورونا”، وفق المفوضية.

قضى آلاف سجناء النظام السوري تحت التعذيب، وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أكثر 105،000 مدني داخل المعتقلات الأمنية التابعة للنظام.

حادثة لافتة برزت مؤخراً خلال شهر فبراير الفائت، أثبتت تسليم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، مخاتير مناطق في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، وهي دير العصافير، زبدين، حتيتة التركمان، أوراقاً لـ38 معتقلاً قضوا تحت التعذيب في سجون النظام بعد اعتقالهم عقب سيطرة الأخير على الغوطة الشرقية في مارس/آذار 2018، ومن ضمنهم 9 أفراد من عائلة واحدة.

وقتل ما يزيد عن 30 ألف معتقل قتلوا في سجن صيدنايا سيئ الصيت، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية" الجهاز الأكثر وحشية في التعامل مع المعتقلين.

ومنذ 2013، سرّب مصوّر كان يعمل لدى النظام أُطلق عليه لاحقاً اسم "قيصر"، وكان مكلفاً بتصوير جثث المدنيين من ضحايا التعذيب والقتل، أكثر من 55 ألف صورة لقتلى خلال السنوات الأولى من الثورة السورية داخل معتقلات نظام بشار الأسد.

وبدت على جثثهم آثار التعذيب بالكهرباء والضرب المبرح، وتكسير العظام، والأمراض المختلفة، ومن بينها الجرب، إلى جانب الغرغرينا والخنق. وبين القتلى فتيان تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، ونساء وشيوخ يتجاوز عمر بعضهم 70 عاماً.

في 2015، أصدرت "هيومن رايتس ووتش" تقريراً قالت فيه: "إن 9 شهور من البحث كشفت عن بعض القصص الإنسانية وراء أكثر من 28 ألف صورة لمتوفين في معتقلات حكومية سُربت من سوريا، ونشرت علنا للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2014.

وعنون التقرير بـ "لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية" -من 63 صفحة- قدم أدلة جديدة بشأن صحة ما صار يعرف بصور قيصر، ويحدد هوية عدد من الضحايا، وسلّط الضوء على بعض الأسباب الرئيسة لوفاتهم.

عثرت "هيومن رايتس ووتش" على 33 من أقارب وأصدقاء 27 ضحية تحقق باحثون من حالاتهم، و37 معتقلا سابقا رأوا أشخاصا يموتون في المعتقلات؛ و4 منشقين عملوا في المعتقلات الحكومية أو المستشفيات العسكرية السورية حيث التُقط معظم هذه الصور، وأجرت مقابلات معهم. باستخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات تحديد الموقع الجغرافي، تأكدت هيومن رايتس ووتش أن بعض صور الموتى التُقطت في فناء المشفى 601 العسكري في المزة في دمشق.

ولا تملك جهة سياسية أو حقوقية أرقاماً دقيقة عن أعداد المعتقلين في سجون نظام الأسد منذ عام 2011، وما يزال الملف مهمّشاً في ظل تراخ إقليمي ودولي.

ليفانت نيوز

هناك تعليق واحد:

  1. عندما تفقد الإنسانية
    لا تعليق
    أسأل الله الحرية للمعتقلين والمعتقلات من سجون الطغاة

    ردحذف