آخـــر ما حـــرر

ذكرى الثورة السورية حاضرة بقوة في السياسة الأمريكية



رأي المحرر

ليس الشعب السوري وحده من يتكلم اليوم عن الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية الغراء، وإنما هناك في أمريكا من يتحدث بذلك.

وليست النخب السورية وحدها من يتحدث عن خرائط طريق للحل في سوريا وإنما هناك في مجلس النواب الأمريكي (الجمهوري والديمقراطي) من يتحدث بهذا وكأنهم جزء من الحراك الثوري السوري، حيث قدم عضوان بارزان في النواب الأمريكي مشروع قرار يتضمن نقاطاً تجول دوماً في خاطر السوريين.

ليس مزاحاً تصريح السفارة الأمريكية حين تحدثت عن شهر آذار بوصفه شهر المحاسبة في سوريا، وإن الإفلات من العقاب سينتهي في سوريا. وأكّدت السفارة أن «بشار الأسد» ارتكب خلال الـ11 عاما الماضية جرائم ضد السوريين بتعذيبهم. وأوضحت أنها ستسلط الضوء على كيفية قيام السوريين والمجتمع الدولي بمتابعة المساءلة عن هذه الجرائم.

وكان نشر موقع «فورين أفيرز» مقالا لمنى يعقوبيان، المستشارة البارزة لمعهد السلام الأمريكي بعنوان «الأسد هنا ليبقى» قالت فيه: إن بقاء الأسد في السلطة لا يعني توقف الولايات المتحدة عن محاسبته. وقالت: إنه وبعد عقد من النزاع السوري، فقد استقر كمأزق من العنف طويل الأمد.

ومع تصاعد الأحداث في «أوكرانيا» تحضر في «الذاكرة الكونية» قضية الشعب السوري، ويحضر معها تصحيح للمفاهيم المغلوطة التي وصل إلى العالم بفعل ماكينة الكذب الإعلامية التابعة للنظام وحلفائه، مقابل تقصير المعارضة في إنتاج إعلام متقدم.

فصار كثير من المحللين والسياسيين كلما ذكروا همجية الروس في أوكرانيا يستحضرون ما فعله القصف الروسي ضد المدنيين في سوريا، دون ورود أي ذكر للإرهاب الذي روجت له وسائل الإعلام الروسية.

سننتظر ما ستكون عليه سياسات أمريكا في الملف السوري، على ضوء المتغيرات الجديدة، لكننا لن ننتظر طويلاً فالمتوقع أن تتدفق انفراجات في الشأن السوري، ستزيد من التهلهل والترهل في جسم «نظام الأسد» الإرهابي، وذلك على أقل تقدير وأدنى توقع.

وفي الخبر   

 

قدم عضوا مجلس النواب الأمريكي الجمهوري «جو ويلسون» والديمقراطي «فيسنت غونزالز» مشروع قرار جديد بعنوان (تقدير واعتراف بالذكرى 11 للثورة السورية ضد بشار الأسد) حيث يطالب المشروع:

1.      اعتراف مجلس النواب بالذكرى 11 للثورة السورية.

2.      التأكيد على ان سياسة الولايات المتحدة تتمثل بدعم جهود الشعب السوري للوصول إلى سورية «حرة- ديمقراطية» تحترم حقوق الانسان لجميع السوريين من جميع المكونات الاثنية والدينية والمرأة.

3.      الإشادة بشجاعة السوريين الذين انتفضوا في آذار / مارس 2011 للتظاهر ضد نظام الاسد الوحشي، وايضا بشجاعة الناشطين الديمقراطيين المنخرطين بالنزاع ضد نظام بشار الأسد الوحشي.

4.      معارضة محاولات التطبيع بالعلاقات لأي دولة مع نظام الأسد.

5.      الاعتراف بأنه لا حل للأزمة في سورية مادام النظام الوحشي لبشار الاسد بالسلطة.

6.      مطالبة الرئيس «بايدن» بعدم الاعتراف بأي حكومة يقودها «بشار الأسد» وعدم الاعتراف بترشح الأسد لأي انتخابات مقبلة نهائياً.

7.      مطالبة الرئيس بتطبيق قوي لـ«قانون قيصر» وخاصة ضد المؤسسات الواقعة بمناطق سيطرة النظام وقامت بتطبيع العلاقات معه، كذلك ايقاف «خط الغاز العربي» واي صفقات أخرى للطاقة يمكن ان تؤمن الغاز والكهرباء للنظام.

8.      مطالبة الرئيس برفض اي حوار أو مفاوضات سياسية مع روسيا بقيادة بوتين حول سورية.

9.      مطالبة الرئيس بوقف كل المشاريع الممولة من «الأمم المتحدة» في سورية والتي تقدم مساعدة للنظام الوحشي وبدلاً من ذلك ضمان أن المساعدات تصل إلى مستحقيها من الشعب السوري.

10.  مطالبة الرئيس بإنشاء مقاربة جديدة للتصدي لتجارة «الكبتاغون» التي يقوم بها النظام الوحشي.

 

في ذكرى مرور 11 عاما على الثورة السورية التي بدأت في آذار/ مارس عام 2011 قال «بن هبادر» مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” في بيروت إن الإفلات من العقاب عن جرائم الحرب في سوريا يلقي بظلاله على الحرب القاتمة في أوكرانيا... وجاء في التقرير أن اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم قبل 11 عاما على أمل العودة بعد انتهاء الحرب يتساءلون عن تحقيق العدالة لما حدث لهم ولعائلاتهم بسبب نظام بشار الأسد وداعميه الروس.

ويقول: إن «هنادي حفيصي» التي داهم الأمن السوري بيتها واقتادها بعيدا وقتل ابنها الأكبر بوابل من القصف الحكومي هربت مثل ملايين السوريين على أمل العودة بعد توقف القتال. ولكنها لا تزال بعد عقد لاجئة في تركيا حيث تواصل التعرف يوميا على آثار الحرب من خلال عملها في مركز يعالج جرحى الحرب من المشلولين والفاقدين لأرجلهم والمصابين بكدمات الحرب بشكل تجعل كل المرضى في حالة تذكر دائم لويلات الحرب. وتقول “في بعض الأحيان لا أعرف ما أقول لهم عندما يسألون عن إمكانية تحقق العدالة”.

ويشير التقرير إلى أن الحرب السورية التي بدأت بتظاهرات سلمية تدعو للإصلاح وتوسيع الحقوق خرجت عن نطاقها إلى نزاع مسلح متعدد الجوانب بين الحكومة والمعارضة المسلحة والجهاديين وغيرهم. وقتل مئات الآلاف، وهرب الملايين من بيوتهم ولا يزال الأسد في السلطة بسبب الدعم الكبير الذي حصل عليه من الرجل الذي يدفع الآن الحرب في أوكرانيا، الرئيس «فلاديمير بوتين». موضحا أن إرث الحرب السورية والدور الروسي فيها يحوم بشكل واسع فوق أوكرانيا وتعطي دروسا ممكنة لبوتين.

ويضيف أن الكثير من وحشية الأسد التي استخدمها لسحق أعدائه مدون وموثق بشكل حي وأثار الغضب بدرجة تركت الكثيرين باعتقاد أنه يفلت من العقاب... فقد أرسل جنوده وشبيحته لوقف الاحتجاجات وسجن الناشطين وأطلق الرصاص الحي على الجموع الحاشدة، وعندما لجأت المعارضة للسلاح حاصرت قواته البلدات المتعاطفة مع الثورة وجوعتها وقصفتها. وأدت هذه الأفعال لمقتل أعداد كبيرة من المدنيين ودفعت كثيرين للنجاة بأرواحهم.

وشردت الحرب نصف سكان سوريا وهناك 5.7 مليون لاجئ لا يزالون خارج البلاد. وصدمت قوات الأسد في آب/ أغسطس عام 2013 العالم عندما استخدمت السلاح الكيماوي ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضين قرب العاصمة دمشق، مما أدى لمقتل 1.400 شخصا، حسب المسؤولين الأمريكيين.

وفي 2015 أرسل بوتين القوات الروسية لمساعدة نظام الأسد المتداعي، ثم بدأت بتقديم المساعدة للقوات السورية. وأخذت الطائرات الروسية بقصف المدن السورية وتمتعت بنفس الوضع الذي حصل عليه بشار الأسد وهو الإفلات من المحاسبة.

وفي أوكرانيا استخدم الروس حملة عسكرية جوية لا تمييز فيها، كتلك التي أحكمت أساليبها في سوريا، حيث اتهمت المعارضة الشرعية بالإرهاب وعضوية القاعدة واتهمت المسلحين بشن هجمات كيماوية “كراية زائفة” وتحميل الحكومة السورية المسؤولية.

ويقول «توبيان شنايدر» الباحث البارز في معهد السياسة الدولية العامة في برلين إن هناك 350 هجوما استخدمت فيها عناصر كيماوية. وبعض العناصر الكيماوية مثل الكلور لم يتم تصنيفها كسلاح كيماوي.

ولكن يمكن استخدامها بطريقة مرعبة تدفع المدنيين على الفرار. ونظرا لعدم وجود أدلة على استخدام الروس السلاح الكيماوي في سوريا إلا أن الباحثين يعتقدون أن بوتين ساعد الأسد على استخدامه.

وأضاف «شنايدر» “من المؤكد أن الحكومة الروسية كانت تعرف على الأقل ومن المحتمل أنها سهلت من استخدام السوريين للأسلحة الكيماوية، ومعظم ذلك في هجمات الكلور”. ولا توجد أدلة عن استخدام الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا، لكن السوريين الذين يراقبون الحرب يشعرون أن بوتين يطبق أجزاء من سياسته في سوريا هناك.

ويشير المحللون الأوروبيون للفرق بين الحرب في سوريا وأوكرانيا بشكل يقود إلى ردود غربية مختلفة. فعلى خلاف بوتين، كان «بشار الأسد» يقاتل من أجل استعادة المناطق التي خسرها في بلاده لا السيطرة على أراضي الجيران.

كما أن روسيا، وخلافا لسوريا، هي دولة نووية مما يعقد من مسألة التدخل الخارجي. وفي الوقت الذي غضت فيه الولايات المتحدة وأوربا الطرف عن استخدام الأسد السلاح الكيماوي، فاستخدامه في أوكرانيا وعلى التراب الأوروبي قد يقود إلى رد مختلف.

وتقول «باتريشا لويس» مديرة برنامج الأمن الدولي في «تشاتام هاوس» بلندن “لو فكر بوتين أنه سيتم التعامل معه مثل الأسد فهو مخطئ لأنه ليس الأسد وهذه ليست سوريا”. ويمكن لبوتين أن يعزي نفسه بنجاة الأسد وكيف أخطأ الغرب في التهكن بنهاية حكمه وكيف تمسك بالسلطة رغم العقوبات الشديدة التي خنقت الاقتصاد وزادت من فقر السكان.

هناك تعليق واحد:

  1. لقد بات الائتلاف الوطني من الماضي فالتصريحات المعلنة اليوم واغلاق مقره في العاصمة التركية الداعمة له تؤكد افلاس هذه المعارضة المخترقة ولكن هل الثوار مستعدين ليكونوا البديل عن هذه المعارضة الهزيلة المرتمية في احضان ايران ومحور الممانعة العفن، ام ان الثوار فقدوا البوصلة الحقيقية عندنا لم يتمكنوا من افراز قيادات سياسية حقيقية للثورة ومركزية للثورة.

    ردحذف