آخـــر ما حـــرر

إعلام نظام الأسد.. فحش وبذاءة تجاه أبناء السويداء

 



رأي المحرر

من الصعوبة بمكان أن تجد فريقين مختلفين متحاربين حرباً وجودية ومصيرية لكنهما متفقان في المزاج!.

يفرحان معاً.. ويغضبان معاً.. ويعترضان معاً.. ويدعمان معاً.

هذه الظاهرة صاحبت الثورة السورية منذ الثواني الأخيرة، حين وجدنا فريقاً محسوباً على الثورة، يرفض التدخل الأجنبي، ويرفض الانشقاق عن النظام، ويشيطن المنشقين، ويندد باستهداف إسرائيل للقواعد الإيرانية، والأخرى الأسدية، ويكثر من الحديث عن مؤامرة كونية، ويفحش في شتم الغرب والعرب.

هذا الفريق منسجم مع النظام بطريقة لا تصدق، فليس غريباً أن يلتقي الفريقان اليوم على الطعن بانتفاضة أبناء السويداء، الذين قلعوا عين النظام وأحرجوه بتبني أهداف الشعب السوري عموماً (لأنهم بالأصل جزء أصيل من هذا الشعب).

فثورة السويداء قديمة جداً لأنها بعمر الثورة السورية «الأم».

وثورة السويداء وطنية بامتياز حيث أكدت على وحدة الوطن لكل أبنائه السوريين.

وهي ثورة حقوقية تطالب بحق الشعب السوري بحياة حرة كريمة.

وهي ثورة التغيير حيث طالبت بإسقاط النظام ومحاسبته.

ولا ننسى أن رجال الكرامة في السويداء يمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى الجيش القاتل.

وعلينا أن نتذكر أن أحرار السويداء يواجهون شبيحة من أبناء السويداء كما حدث في كل المحافظات.

فثورة السويداء اليوم تحرج النظام الذي فشل في شيطنتها ومحاولة نسبتها للإرهاب أو العمالة الخارجية.

بعد كل هذا نجد بعض المشككين من ظن أنه قادر على احتكار الثورة لعصبته حتى لو كانت ثورتهم بنكهة قاعدية أو داعشية.. فلا خلاف.

باختصار: ثورة السويداء هي ذاتها ثورة 2011 قبل أن تدخلها الشوائب وتصاحبها الخلائط.. لكن منتقديها هم الذين تغيروا

وفي الخبر      

تجددت الاحتجاجات في محافظة السويداء جنوبي سوريا تلبية لدعوة أطلقها نشطاء الحراك الشعبي من أجل التنديد بسياسات حكومة نظام الأسد.

وفي محاولة من النظام لتخويف المحتجين وسط المدينة انتشرت قواته وعناصر أفرعه الأمنية عن الساحات والطرق الرئيسية في المدينة.

وذكرت مصادر إعلامية أن المدينة تشهد استنفاراً أمنياً غير مسبوق، وانتشار عشرات العناصر مع سيارات مزودة برشاشات متوسطة في محيط الدوائر الحكومية.. كما أغلقت العناصر الأمنية الطريق المؤدي إلى مبنى المحافظة وسط المدينة، وفقاً للمصادر.

في الوقت ذاته، هاجم إعلام نظام الأسد وبعض المسؤولين أهالي السويداء، وسخروا منهم على خلفية تلك الاحتجاجات.

صفحة “البعث ميديا” التابعة لحزب البعث الحاكم وصفت المحتجين بأنهم ثلة من الزعران الخارجين عن الأعراف والتقاليد والأخلاق الوطنية.. وزعمت الصفحة في منشور وهي تخاطب المحتجين بأسلوب شوارعي بأن أعدادهم فقط بين الـ50 والـ 100 شخص فقط.

وتابعت، “هي الحركات والمظاهرات ما بتفيد حدا، ما في داعي نشرح ونحكي كتير وما في داعي نكتب جرائد”.

مضيفة، “هنن كلمتين، شغلة قطع الطرقات إذا آخدينا من جماعة الثورة اللبنانية ومتخيلين أنو رح تستفادو منها بتكونو كتير غلطانين”.

مدعية أن الوضع مع المظاهرات “رح يصير أسوأ وأصعب والفقير رح يصير أفقر”، على حد وصفها.

ونصحت المحتجين بأن “بلاها هالولدنة، وبدال ضياع الوقت بالحركات البايخة، روحو اشتغلو شي شغلة تفيدكن وتكسبو منها كم ليرة تجيبو فيها أكل لولادكن”.

الأمر الآخر، بحسب الصفحة، “إلي عم تقطعوا الطرقات بالسويدا ما عم تضرو حدا غير أهلكن وحالكن وأخواتكن، أنتو عم تعزلو حالكن بالحركات”.

ودافعت الصفحة عن قرارات الحكومة، معتبرة أنها هي الممكنة “لأنو ما عاد قدرانة الدولة تستمر بهالنمط من الدعم. سواء اعترضنا أو وافقنا”.

وتضيف، “يعني الدولة مو مخباية المصاري تحت البلاطة وتاركة الناس بظروف صعبة، الحكومة والدولة عم تحاول تأمن مصاري من كل المصادر”.

الصفحة زعمت أن مطالب المتظاهرين تحولت من “مطالب معيشية لشعارات دينية ومناطقية وبعض الأحيان طائفية وسياسية”.

مطالبة ممن وصفتهم “الفهمانين” أن “يخبروا المتحمسين لوين وصلنا بحجة أطفال درعا”.

وفي تساؤل خبيث من الصفحة، قالت، “ياترى هالأشاوس أدوا واجبن تجاه الوطن ولا تخبوا من الحريمات”.

مضيفة، “الرجولة مو بالشوارب، الرجولة بالمواقف والحفاظ عالوطن. مليان ولاد شواربن ولا متر بس بيبقو ولاد. استحو ع حالكن وروحو انضبو أحسن ما تنضبوا”.

وسخرت الصفحة من رجال السويداء والأعلام التي يتم رفعها في المظاهرات الاحتجاجية، موجهة اتهام لهم بأنهم غير سوريين.

قائلة، “ماشالله شو هالرجولية، أشاوس… شو علاقة الخبز بالسلاح يا سنافر يا أبطال، وشو هالعلَم، علم شو هاد بالله”.

وختمت، “طالما أنتو أبطال وعندكن سـلاح وبيكابّات وأنتو شجعان وشواربكن متر. ياريت تطلعو باتجاه الرقة وشرق دير الزور وتحررولنا حقول النفط منشان يرجع نفطنا وترجع الكهربا”.

ليست هناك تعليقات