هي حرب المخدرات وليست مجرد تجارة
رأي المحرر
نظام الأسد الإرهابي وحليفه تنظيم
السيء حسن لم يتركا وسيلة قذرة إلا واستخدماها لتحقيق أهدافهما في الحرب المسعورة
ضد الشعب السوري.
السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة والحصار
الجائر والتغييب القصري والاغتصاب والتعفيش ومنظومة السكاكين، يضاف إليها صناعة
الإرهاب وتصديره كالإرهاب الداعشي والقاعدي، كل تلك الوسائل استخدمها المجرمون
لإخضاع شعب سوريا الثائر، لكن الأسلوب الأشد قذارة هو صناعة المخدرات وتصديرها.
هو إرهاب من نوع آخر تنتجه مصانع حزب
الله ونظام الأسد الطائفيين، بهدف جني الأرباح المادية التي يحتاجونها لتمويل
حملاتهم الإجرامية، لكن الهدف الأهم هو تفسيخ النفوس وإفساد الضمائر، وفي
الاتجاهات كلها، وخاصة دول الخليج، لكن أخطر جهة تم توريد المخدرات إليها هي
الشمال السوري «المحرحر» والذي بات يعج بأخطر أنواع التعاطي الملغوم مما أوجد حالة
من التخاذل عن الدفاع عن الأرض والعرض، وحالة من الفساد الخلقي والانحلال القيمي،
وهوان البلاد والعباد إلى درجة استسهال الدماء واسترخاص المحرمات.
وفي الخبر
كشف تقرير نشرته وسائل إعلام بريطانية
الدور الذي لعبته أنظمة الحكم في سوريا ولبنان في تحويل كلا البلدين إلى منبع
ومصدر للمخدرات التي يتم توزيعها ونشرها في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن أنظمة
الحكم تلك اتخذت من المخدرات وسيلة لتنمية الاقتصاد وزيادة ثروات العائلة الحاكمة.
وقال التقرير الذي نشرته القناة
الرابعة البريطانية: إن تصدير الكبتاغون على نطاق واسع من سوريا ولبنان، ليس حديث
العهد بل هو إرث عقود من الفساد لأشخاص وعائلات حكمت تلك البلدان، حيث اعتمدت تلك
البلدان على عائدات المخدرات وحولتها إلى (دول منتجة للمخدرات) بكل ما تعنيه
الكلمة من معنى.
وأضافت: في لبنان على سبيل المثال،
تنتج الميليشيات المرتبطة بإيران وعلى رأسها حزب الله في المناطق التي تسيطر عليها
كـ (سهل البقاع)، نحو 600 ألف حبة كبتاغون أسبوعياً، تصل قيمتها الإجمالية في حال
تم بيعها في دول الخليج إلى 3 ملايين دولار.
وأكدت القناة أن فساد الدولة اللبنانية
والانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، دفع العديد من أبنائه إلى الخروج منه أو
الانخراط في أنشطة غير مشروعة، كما سهّل للجهات العاملة في الممنوعات وعلى رأسها
حزب الله عملية تصنيع وتصدير الأدوية، مشيرة إلى أن العاملين في هذا المجال
يحمّلون مسؤولية عملهم لـ (الدولة) بقولهم: لو لم يكن هناك فساد، لما كانت هناك
جريمة.
ونقلت القناة عن محاضر التاريخ في
الجامعة الأمريكية في بيروت (مكرم رباح) قوله: إن نظام الأسد في سوريا، الذي
يتعامل مع أزمة العملة والانهيار الاقتصادي أصبح أيضاً دولة مخدرات، وفي الوقت
الحالي، تعدّ كل من لبنان وسوريا وجميع الدول الواقعة تحت الاحتلال الإيراني دول
مخدرات ويتم التعامل معها وفقاً لذلك، ولكن وللأسف هذا الواقع لم يعترف به
اللبنانيون حتى الآن، وهو أمر سيمنعنا من التعافي من الانهيار الاقتصادي المستمر.
وعن تجارة المخدرات في سوريا في ظل حكم
نظام أسد، ذكر التقرير التلفزيوني أن تجارة المخدرات أصبحت بالنسبة لنظام أسد الآن
شريان حياة لاقتصاد دمره عقد من الحرب والعقوبات الدولية المعوقة، ففي عام 2020،
كانت الصادرات القانونية من البلاد تساوي خمس قيمة الكبتاغون التي تمت مصادرتها من
تجار المخدرات السوريين، وقد كشف تقرير أعده مركز التحليل والبحوث العملياتي في
قبرص، أن قيمة صادرات الكبتاغون من سوريا عام 2020 وصلت إلى 3.46 مليار دولار في
ذلك العام.
وأكد (رباح) أن نظام الأسد والذي يحاول
إنقاذ الاقتصاد عبر تجارة المخدرات لم يستطع فرض استقرار اقتصادي أو تغيير الواقع،
كما أن هناك أمراً آخر وهو أن نظام أسد لا يصنع المخدرات ويصدرها لتحقيق مكاسب
مالية فقط، بل لنشرها في دول الخليج بهدف (الانتقام) منها لمعارضتها حربه العنيفة
على السوريين.
وتابع: أصبحت المخدرات سلاحاً وأداة
يستخدمها نظام أسد وحليفه الإيراني ضد كل من لبنان والخليج، لقد أصبحت المخدرات
كما لو كانت ميليشيا جديدة تقاتل لصالح إيران في المنطقة.
ويعدّ نظام أسد وحليفته إيران
وميليشياتها وعلى رأسها حزب الله اللبناني من أبرز المصدرين للمخدرات على مستوى
الشرق الأوسط وربما العالم، حيث سبق أن ضبطت السعودية كميات كبيرة من الحبوب
المخدرة داخل شحنة من فاكهة الرمان قادمة من لبنان في نيسان الماضي، تلتها تركيا
التي ضبطت في ميناء إسكندرون كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بلغت أكثر من 6 ملايين
حبة مخبأة داخل شحنة (حجارة بناء)، وقد أعلنت حينها أن هذه الكمية تعدّ أكبر كمية
مخدرات يتم ضبطها في تاريخ الجمهورية التركية بقيمة مالية بلغت 313 مليون ليرة
تركية.
ليست هناك تعليقات