آخـــر ما حـــرر

ماذا يحدث بين الفصائل في الشمال؟



رأي المحرر

بينما كانت الأنظار مشدودة إلى نتائج التحقيق بانتهاكات فصيل «العمشات» المتعددة والمتكررة، دخلت على الخط مطامع فصائلية لا يهمها إحقاق الحق ومحاسبة الجناة بقدر ما هي مهتمة بتضخيم كتلتها وتوسيع نفوذها، والحديث عن «عزم».

وفي الخبر

وسط توتر ميداني كبير وحشود من مختلِف الأطراف، تتواصل المفاوضات بين العديد من القوى العسكرية التابعة للجيش الوطني شمال سوريا، من أجل التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة بينها، وخاصة ملف لواء «السلطان سليمان شاه» الذي يقوده «محمد الجاسم أبو عمشة».

مصادر رسمية كشفت أن تكتّلي «الجبهة السورية للتحرير» و«حركة ثائرون» تقتربان من التوصل لاتفاق على التوحّد بينهما، بهدف مواجهة مساعي «الجبهة الشامية» التي تعدّ الفصيل الأكبر في غرفة العمليات الموحدة «عزم» الطامحة لإنهاء بقية الفصائل والتفرد بإدارة المنطقة، حسب هذه المصادر.

المفاوضات كانت قد بدأت قبل عدة أيام، بالتزامن مع تحركات جديدة لـ«الشامية» و«جيش الإسلام» باسم «عزم» ضد «لواء السلطان سليمان شاه» المتهم بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المدنيين.

وكانت لجنة ثلاثية قد بدأت التحقيق بالاتهامات الموجَّهة لهذا اللواء الذي يُعرف باسم لواء «العمشات» وتتألف اللجنة من الشيخ «أحمد العلوان والشيخ عبد العليم عبد الله والشيخ موفق العمر» بعد توافق بين «عزم» و«المجلس الإسلامي السوري» وفعاليات محلية في شمال حلب على تشكيلها.

ورغم إعلان «أبوعمشة» اتخاذ عدة إجراءات استجابة لمطالب اللجنة، بينها إعفاء اثنين من أشقّائه من منصابهما في اللواء، ووضعهما تحت تصرف القائمين على التحقيق، عادت اللجنة واتّهمته بعدم التعاون في أكثر من مناسبة، آخرها قبل يومين، ما استدعى تحركات جديدة لقوات «عزم» باتجاه معاقل «سليمان شاه» الأمر الذي وجدت فيه فصائل أخرى تأكيداً لمخاوفها من استغلال «الجبهة الشامية» للقضية بهدف تحقيق مكاسب خاصة.

وعلى الفور أرسلت الفصائل التي تتخوف من طموحات «الشامية» مؤازرات إلى «عفرين وجنديرس والشيخ حديد» الأمر الذي أدى إلى توتر كبير، استدعى تدخل الوسطاء الذين نجحوا بعقد لقاءات مباشرة بين قادة هذه الفصائل من أجل التوصل لاتفاق.

وأكدت مصادر أن أُولى بوادر نزع فتيل التوتر جاءت مع موافقة رسمية من قبل «أبوعمشة» على تسليم كافة المطلوبين من لوائه للتحقيق، مع التخلي عن شرط حضور المتهمين من اللواء جلسات التحقيق لكن دون توقيفهم.

وحسب المصادر فإن الفصائل العاملة تحت تكتّلي «الجبهة السورية للتحرير» و«حركة ثائرون» رأت أن قائد الجبهة الشامية «أبو أحمد نور» مُصرّ على ابتلاع «لواء العمشات» مستغلاً سمعة اللواء السيئة وقضايا الفساد التي تلاحقه، طمعاً بمقدَّرات الفصيل الذي يعدّ من أغنى التشكيلات في الجيش الوطني على صعيد الإمكانيات المادية والعسكرية.

وعليه فقد عقد ممثلو التكتّلين اجتماعات متواصلة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، بهدف التوصل إلى اتفاق لتشكيل جسم عسكري جديد بات الإعلان عنه قريباً، حسب تأكيد قادة من الطرفين.

القادة الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا أن ممثلي جميع الفصائل متفقون على ضرورة التكتل لمواجهة طموحات قادة «الجبهة الشامية» الذين يسيطرون على غرفة عمليات «عزم» ويطمحون لضرب بقية الفصائل واحدة تلو الأخرى من أجل التخلص منها أو إخضاعها.

وحول ما إذا كان الهدف من هذا التوحد الجديد التصدّي عسكرياً للجبهة الشامية وحلفائها، أكد أحد قادة «الجبهة السورية للتحرير» أن أياً من الفصائل المجتمِعة حالياً لا تفكر بالمواجهة، لكن الجميع يعتقد أن التكتل-إن حصل-سيحقق توازناً يُسهِم في ردع الطرف الآخر عن التفكير بتطبيق سياسة التغلب بالقوة.

وأضاف القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن ما استدعى المسارعة إلى العمل من أجل إنتاج الجسم العسكري الجديد، هو اشتراط الجبهة الشامية على «لواء العمشات» الانضمام إليها من أجل التوقف عن ملاحقته والتضييق عليه، الأمر الذي رفضه «أبوعمشة» بتشجيع من بقية الفصائل، التي تدعم مع ذلك التحقيق في التهم المنسوبة للوائه ومحاسبة كل من تتم إدانته، لكنها تتخوف من حقيقة دوافع «الجبهة الشامية» في تعاملها مع هذا الملف.

يُذكر أن «الجبهة السورية للتحرير» تقتصر حالياً على لواءَي «المعتصم» الذي يقوده «معتصم عباس» و«الحمزة» الذي يرأسه «سيف أبو بكر» بعد أن خرج منها «لواء السلطان سليمان شاه» و«لواء صقور الشمال» و«الفرقة عشرين».

أما «حركة ثائرون» فتضم كلاً من «لواء السلطان مراد» بقيادة «فهيم عيسى» و«الفرقة الأولى» التي تتألف من ثلاثة تشكيلات هي: «الفرقة التاسعة» و«لواء الشمال» و«الفرقة ١١٢» بالإضافة إلى فيلق الشام (قطاع الشمال)، و«حركة نور الدين زنكي» و«كتائب ثوار الشام» و«لواء المنتصر بالله».

أورينت نت

ليست هناك تعليقات