آخـــر ما حـــرر

الولايات المتحدة الأمريكية: تحقيق السلام في سوريا غير ممكن دون مساءلة نظام الأسد



رأي المحرر

الحديث الأمريكي المتكرر عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا ليس نابعاً من فراغ أو مبنياً على هواء، فمن يرفع السقف في الحديث عن المحاسبة لا يمكن أن يعمل على إعادة إنتاج الأسد أو يقبل بهذا المبدأ كما أراد البعض أن يشيع ويروج.

وهنا لا بد من الإشارة إلى ذلك الخطأ الكبير في التفكير السياسي حين يظن البعض أن "محاولات بعض الدول التطبيع مع الأسد لم تكن لتحدث دون ضوء أخضر أمريكي"، وكأنه لا يوجد في الكوكب قوة مؤثرة سوى أمريكا، أو أن أمريكا تتحكم بالمطلق بمفاصل السياسة الدولية، وهذا خيال تثبت الأحداث بطلانه دوماً، فالقوى الدولية في تدافع مستمر، وأمريكا لن تقف «بوَّاباً» يمنع ويسمح بدخول هذه الجهة أو تلك.

وعندما يتحدث الكثيرون عن كون أمريكا قادرة على حسم الأمور وترحيل النظام فهم صادقون بذلك!. لكن يركض السؤال مسرعا في الحضور: «وهل أمريكا هي التي ثارت ضد نظام الأسد الإرهابي»؟..

بمعنى آخر: على قوى الثورة السورية أن تستجمع طاقاتها وإمكاناتها وتعمل على إسقاط النظام مستفيدة من ثغرات دولية وفرص مواتية.

وفي الخبر

علقت الولايات المتحدة على التقرير الصادر عن [لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا] التابعة للأمم المتحدة، الذي أكد أن الحرب لا تزال مستـعرة وتحصد أرواح المدنيين هناك.

وقالت السفارة الأمريكية في سوريا في تغريدة على تويتر: «إن تقرير اللجنة التابعة للأمم المتحدة الخاص بسوريا، تناول تنفيذ نظام الأسد حملة اعتقالات وتعذيب بحق آلاف المدنيين».. مؤكدة أن تحقيق السلام في سوريا لا يمكن تحقيقيه دون مساءلة المتورطين في نظام الأسد في ارتكـاب جرائم الحرب.

ونقلت السفارة عن بعثة الولايات المتحدة في جنيف قولها: إن حجم الاعتقالات التعـسفية والتعذيب في سوريا واضح للغاية... وحثت البعثة الأمريكية جميع الوفود على دعم القرار السنوي بشأن حالة حقوق الإنسان في سوريا.

وأمس الثلاثاء 26 تشرين الثاني، أكد رئيس لجنة التحقـيق الدولية الخاصة بسوريا التابعة للأمم المتحدة «باولو بينيرو» أن الحـرب مستمـرة ضد المدنيين بلا رحمة.

وحذر «بينيرو» المجتمع الدولي، قائلاً: البعض يعتقد أن الحرب انتهت في سوريا أو على وشك الانتهاء، هم خاطئون لأن الوقائع هناك تقول عكس ذلك... وقال في كلمة له أمام اللجنة الثالثة للجمعية العمومية للأمم المتحدة: إن سوريا ليست آمنة، ولا يمكننا الاعتقاد بخلاف ذلك، إنها تشهد تجدد للحرب ولا يمكن للاجئين العودة إليها في هكذا ظروف.

وأضاف، أن ملايين السوريين يواجهون حرباً بلا هوادة، والعديد من النازحين وجدوا ممتلكاتهم إما مدمرة أو قد تم الاستيلاء عليها من قبل نظام الأسد أو التنظـيمات “الإرهابية”.. موضحاً أن السوريين لم يتبق لهم سوى القليل للعودة إليه، وآفاق ضـئيلة لكسب معيشتهم.

وكان تقرير للجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، التابعة للأمم المتحدة، أكد أنه لا يمكن اعتبار بلداً آمنة لعودة اللاجئين إليها.

 

ليست هناك تعليقات