طالبوه بفتح الجبهات ضد النظام ففتح له المعابر ليطيل من عمره
رأي المحرر
يبدو أنهم أقسموا الأيمان بأنهم لن
يتركوا شائنة إلا ويرتكبوها ولن يدعوا خيانة إلا ويفعلوها.. الحديث عن «عصابة
الجولاني» «هيئة تحرير الشام» أو كما يصفها الناشطون الأحرار «هيئة تدمير الشام».
لا بد قبل الدخول في حيثيات الخبر من
وضع القارئ في التصور الصحيح لتلك العصابة.. فهي ليست مجرد تنظيم متطرف متشدد
فكريا وحركيا.. بل هو أحد أهم أجهزة مخابرات نظام الأسد الإرهابي المختص بصناعة
الإرهاب.
انطلاقا من هذا التصور لن يجد القارئ
غرابة فيما يفعله «أبو محمد الجولاني» الذي ناب عن نظام الأسد في المحرر ففعل كل
ما يجب أن يفعله أي عميل مخضرم لنظام القتل والإجرام.
ففي الوقت الذي ترتفع الأصوات مطالبة
بفتح الجبهات ضد النظام المتهالك، يفاجئنا الجولاني بفتح معبر «ميزناز» لصالح
النظام مشكلا تلك الرئة التي يمكن أن تمنح القاتل «أكسجة» تبقيه حياً.
وفي الخبر
تطبيع وخيانة وتواطؤ، هكذا اعتبر
السوريون فتح «ميليشيا الجولاني» معبرا مع مناطق سيطرة نظام أسد وإدخال عدد من
شاحنات الإغاثة المشبوهة إلى إدلب، بدل فتح جبهات الشمال لنصرة أحياء درعا البلد
المحاصرة والتي تتعرض لأعنف هجوم عسكري من ميليشيات أسد وإيران، وسط دعوات شعبية
واسعة لانتفاضة كبرى في وجه الجولاني وميليشياته بتهمة بيع إدلب لنظام أسد وروسيا
بصفقة علنية.
ودخلت ثلاث شاحنات من معبر «ميزناز»
غرب حلب يوم أمس، (محملة بحصص غذائية من برنامج الغذاء العالمي) إلى إدلب على أن
تتبعها 12 شاحنة أخرى اليوم إلى المنطقة، وهو أمر سيكون له تبعات كارثية على
الشمال السوري، أولها دعم الموقف الروسي بإغلاق معبر «باب الهوى» الرئيسي لدخول
المساعدات للمناطق المحررة، كما إنه إشارة لإسكات جبهات إدلب عن نصرة درعا البلد
وتركها وحيدة في مرمى أهداف ميليشيات أسد للانفراد بها واقتحامها رغم المناشدات
الواسعة للتخفيف عنها.
وتتزامن الخطوة المفاجئة، مع التصعيد
الأعنف الذي تتعرض له محافظة درعا وخاصة أحياء درعا البلد، حيث تصر ميليشيات أسد
وإيران على اقتحام المنطقة بعد استقدام تعزيزات ضخمة من كل الجبهات لحصار الأحياء
واقتحامها بتمهيد صاروخي غير مسبوق رغم وجود أكثر من 50 ألف مدني محاصرين منذ
سبعين يوما على التوالي، في ظل مطالبات شعبية لفتح جبهات الشمال السوري بهدف
التخفيف عن درعا، في إشارة لميليشيا الجولاني، والجيش الوطني السوري.
وبررت «حكومة الإنقاذ» ذراع ميليشيا
الجولاني ذلك القرار بأنه يأتي ضمن عملية نقل مستودعات من مدينة حلب إلى إدلب وأن
تلك الشاحنات تتبع لـ منظمة الغذاء العالمي، وهي 15 شاحنة تقوم بنقل 12 ألف حصة
غذائية، ضمن خطة نقل مستودعات تتبع للبرنامج من حلب إلى إدلب، نافية أن يكون دخول
المساعدات خطوة لفتح معبر إنساني بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة نظام أسد.
وتتصدر خيانة الدم النازف في درعا،
الجرائم الثلاثة التي وجهت للجولاني من قبل الناشطين والثوار، فضلا عن شرعنة نظام
الأسد من خلال فتح المعبر، بما يتناسب مع المخطط الروسي الذي سعت إليه موسكو مرارا
خلال السنوات الماضية لإغلاق معبر باب الهوى وتسليم زمام المعابر والدعم الدولي
الإنساني لحليفها الأسد.
فيما ربط كثيرون تلك الخطوة بقرار مجلس
الأمن منذ نحو شهرين بخصوص تمديد دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى لمدة 12 شهرا
على مرحلتين بضغط روسي للتحكم بمصير المعابر ومحاولة شرعنة نظام الأسد، في ظل وجود
تفاصيل غامضة وراء ذلك القرار، خاصة وأن محللين أشاروا إلى وجود بند يشترط فتح
معبر بين مناطق نظام أسد وإدلب.
ومن خطورة ذلك الإجراء، فإن فتح معبر
بين مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني ومناطق نظام الأسد يعد تشريعا واضحا للأخير
باعتباره تطبيعا بين الطرفين على حساب ملايين المدنيين وتضحياتهم من جهة، وتنفيذا
للمخطط الروسي الهادف لإلغاء شرعية معبر باب الهوى الرسمي بمناطق سيطرة المعارضة
وتحويل المساعدات الدولية والأممية إلى معابر خاصة بنظام الأسد، ويشرع ذلك للنظام
بالتحكم بتوزيع المساعدات الدولية، ما يعني خنق المناطق المحررة.
وعلى ضوء ذلك، ثارت ثائرة الناشطين
والثوريين في الشمال السوري الذين رأوا أن خطوة الجولاني تأتي بإطار التطبيع
العلني مع نظام الأسد على حساب درعا المستجيرة منذ شهرين، لاسيما بالنظر للتوقيت
المريب لفتح المعبر وإدخال المساعدات، معتبرين أن الأمر لا يمكن تفسيره بعيدا عن
الخيانة والتواطؤ، واعتبار شاحنات الإغاثة في هذا الوقت بمثابة رشوة لغض النظر عن
دماء أهالي حوران المحاصرين من كل الاتجاهات.
ووجه أحد أبناء درعا المهجرين بريف حلب
المنشد الثوري «قاسم الجاموس أبو وطن» رسالة نارية للجولاني وميليشياته وقال: لن
نقبل بأي مساعدات ولو دخل علينا المن والسلوى من النظام، خاصة أن درعا تستغيث
وتطالب بفزعات لإنقاذها من أشرس حملة عسكرية، وعدّ الحل الوحيد تجاه الجولاني هو
الزخم الشعبي في الشوارع والدوس على تجميل الخيانة والعمالة قبل أن تصبح إدلب فيلقا
سادسا روسيا.
ورغم الدعوات المتكررة منذ شهرين لنصرة
درعا وفتح الجبهات للتخفيف عنها، التزمت ميليشيا الجولاني الصمت واكتفت بنصرة درعا
ببعض التكبيرات في المساجد، في حين احتفلت بشكل كبير بانتصار حركة طالبان في
أفغانستان من خلال توزيع الحلوى وبعض الفعاليات الأخرى، لاسيما والمؤشرات تؤكد أن
الهجمة العسكرية على إدلب ستكون القادمة بحال استطاعت ميليشيا أسد السيطرة على
درعا البلد.
كما دعا الكثيرون من الإعلاميين
للانتفاضة بوجه ميليشيا الجولاني والنزول بإعداد ضخمة للشوارع تعبيرا عن رفض
التطبيع مع الأسد ونظامه ولمنع فتح أي معبر تحت جميع المسميات والخدع المتوقعة،
وعلى رأسهم الإعلامي أحمد الرحال والإعلامي جميل الحسن الذي تحدث بتسجيل مصور على
«فيس بوك» وقال: لن نسمح بشرعنة الميليشيات الإرهابية عن طريق مساعدات إنسانية ،
لا يمكن لقاتل مجرم إرهابي أن يكون إنسانيا، وطالب بإعادة الشاحنات الإغاثية إلى
مناطق نظام الأسد للتمسك بمعبر باب الهوى كرئة أساسية لمناطق الشمال السوري.
أما حساب مزمجر الثورة الشهير على
«تويتر» فقال: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها، افتتاح معبر مع النظام الذي يرتكب
المجازر يومياً في جبل الزاوية و درعا هذا تحدٍ صارخ من هيئة الجولاني التابعة
لقطر وخلفها إيران لشعب الثورة الذي صمت عن ضرب النساء حتى تجرّأ القطعان المارقة
على مؤازرة النظام جهاراً.
فيما سخر عبد الوهاب عليوي أبو علي
قائلا: إدخال سيارات الإغاثة التابعة للهلال الأحمر من مناطق النظام إلى المناطق
المحررة جائز أما إدخال الملوخية والفليفلة والبطاطا من عفرين إلى إدلب فغير جائز
لأنها تؤخر النصر وتضرب اقتصاد المسلمين. أي نعم.
عن أورينت بتصرف
لعنة الله على الجولاني وعلى الشيخ عبد الرحيم عطون وعلى المجرم الذي يعذب السجناء محمد عثمان الحسين من تركمان بارح ناحية اخترين
ردحذفجميع عناصر جبهة العهرة او هيئة التعريص او هيئة تدمير الشام هم عملاء وخونة وشبيحة مدسوسين في المحرر ولا زالوا يقبضون رواتبهم من النظام المجرم لعنة الله عليهم اجمعين
ردحذف