درعا.. تصعيد غير مسبوق بعد رفض اللجنة المركزية طلبات للنظام



بعد سلسلة طويلة ومتقطعة من المفاوضات بين ضباط النظام الطائفي واللجنة المركزية في درعا طرح المفاوض عن نظام القتل والإجرام على اللجنة مطالبتهم بإصدار بيان رسمي من “اللجنة” تعترف فيه بـ«علَم النظام» كممثل لدرعا، والاعتراف بـ«الجيش العربي السوري» كحافظ لأمن المنطقة، والاعتراف بـ«الأسد» على أنه رئيس سوريا. وذلك عبر رسالة نقلها قياديون في «اللواء الثامن» بقيادة «أحمد العودة».. وهو الأمر الذي قوبل برفض اللجنة لهذا الطلب انطلاقاً من رفض أبناء درعا الذين رفضوا سابقاً إعادة انتخاب «بشار الأسد».

وأشار ناشطون إلى فشل النظام بإحداث شرخ بين اللجنة المركزية والأهالي المحاصرين وكذلك أحرار حوران عموما.

بعد هذا الموقف المشرف من أهالي درعا البلد واصل النظام الطائفي تصعيده على درعا البلد مهد الثورة السورية، في هجمة شرسة غير مسبوقة من يوم أمس السبت ولغاية لحظة كتابة التقرير، حيث حاولت ميليشيا الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية مهاجمة درعا من عدة محاور مستخدمة صنوفا من الأسلحة الثقيلة بما فيها صواريخ «أرض_أرض».. غير أن كل المحاولات باءت بالفشل بفعل تصدي أبناء درعا للهجوم الهمجي، بما يمتلكونه من سلاح خفيف وعزيمة عالية. فكبدوا القوات المهاجمة خسائر فادحة بالأرواح.

العفو الدولية تطالب النظام برفع الحصار عن درعا

مع استمرار تصعيد النظام في درعا، طالبت منظمة “العفو الدولية” بإنهاء حصار أحياء درعا البلد والسماح فوراً بدخول المساعدات الإنسانية.

في غضون ذلك، قالت منظمة العفو الدولية: إن بشار الأسد يلجأ مرة أخرى إلى تكتيك الاستسلام أو التجويع، الذي يتضمن مزيجاً من الحصار والقصف العشوائي للمناطق المكتظة بالمدنيين، مشيرة إلى أنه يتم تجويع الناس وحرمانهم من الضروريات الأساسية كعقاب للتعبير عن اختلافهم بوجهات النظر.



وحذرت الأمم المتحدة من نقص الغذاء في درعا البلد التي تسيطر عليها المعارضة والمحاصرة من النظام والفصائل الموالية لإيران.

الباحثة في شؤون سوريا بمنظمة العفو الدولية، «ديانا سمعان» قالت: يجب على الحكومة السورية أن ترفع فوراً الحصار لتسهيل الوصول غير المقيد للمنظمات الإنسانية والسماح بالإجلاء الطبي للمرضى والجرحى.

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن نظام الأسد نادراً ما يوافق على عمليات الإجلاء الطبي، في الوقت الذي يخشى العديد من المرضى والجرحى تعرضهم للاحتجاز أو مواجهة أعمال انتقامية إذا دخلوا الأراضي التي يسيطر عليها النظام.

ودفعت الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها في مدينة درعا، أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح خلال شهر ‏تقريباً، وفق ما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الأسبوع الماضي.

وفرضت قوات النظام والفصائل الموالية لها حصاراً على أحياء درعا البلد، بعد رفض الثوار تسليم سلاحهم الخفيف، باعتباره مخالفاً لاتفاق تم بوساطة روسية في العام 2018.

وسبق أن انهار الاتفاق الذي أُبرم مع الروس والنظام خلال الأيام الماضية بسبب رفض شخصين من المطلوبين الخروج في حافلة التهجير من درعا، حيث يتهمهما النظام بالارتباط بتنظيم الدولة، وهما: «مؤيد حرفوش ومحمد المسالمة» كانا يقاتلان في صفوف فصائل تابعة للجبهة الجنوبية قبيل سيطرة النظام على درعا عام 2018.

ليست هناك تعليقات