حصار جديد لمهد الثورة «درعا البلد» ومناطق حوران تتوعد ببركان الغضب
رأي المحرر
يعلم السوريون- بحكم تجربتهم مع نظام
الأسد الإرهابي- أن هذا النظام لئيم حقود، وقد «احتفظ بحق الرد» على رفض محافظات
الجنوب السوري لانتخاباته المزيفة، لينتقم منهم في التوقيت الناسب.
ويبدو أن هذا التوقيت مناسب للنظام
وحليفه الروسي الذي يريد استكمال هيمنة النظام الطائفي على كامل التراب السوري
وخاصة الجنوب...لماذا الآن؟.
يلوح في المشهد سببان:
الأول هو تزايد احتمالية انسحاب
الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري تحت ضغوط محددة، لها علاقة بضربة إسرائيلية
محتملة لحزب الله الإرهابي في معاقله في لبنان.
الثاني يتعلق باحتمالية نجاح المجتمع
الدولي بالضغط في ليبيا لجهة إخراج «المرتزقة الأجانب» من ليبيا تمهيداً لانتخابات
نهاية العام. فقد كانت الخطة السابقة لروسيا هي شحن أكبر عدد من شباب الجنوب
السوري إلى ليبيا لتفريغ المنطقة من حماتها المفترضين، فانتقل الروس للخطة التالية
وهي نزع سلاح الشباب في درعا البلد تمهيداً لبسط السيطرة عليها ومعاقبة أهلها.
لأجل هذا نهيب بكل السوريين الأحرار أن يهبوا هبة واحدة تضامنا مع أهلنا في المدينة التي احتضنت أول شرارة لثورة الكرامة والتاريخ، ليفوتوا الفرصة على المحتل الروسي، والمختل الأسدي، بالاستفراد بالجامع العمري.
وفي الخبر
بدأت روسيا وميليشيا الأسد بحصار« درعا
البلد» من خلال إغلاق المنافذ والطرق الرئيسية وزيادة التفتيش والمضايقات على
سكانها، إلى جانب تحليق للطيران الحربي الروسي في أجواء المدينة، في تصعيد لافت
تجاه المنطقة بسبب رفضها تسليم سلاح أبنائها للاحتلال الروسي.
وذكرت شبكات محلية وناشطون من درعا
اليوم الجمعة أن ميليشيا الأسد أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى منطقة« درعا البلد»
مهد ثورة الكرامة السورية، وأبقت على طريق واحد هو «حي سجنة» والذي يحتوي على
ثلاثة حواجز عسكرية تمارس عمليات تفتيش دقيقة وتضييق ملحوظ على المارة، في ظل
تحليق للطيران الروسي على علو منخفض في أجواء المحافظة، وبحسب الشبكات فإن التصعيد جاء بعد رفض الأهالي
للمطالب الروسية الأخيرة حول تسليم مئات من السلاح الفردي.
ومع هذه التطورات، دعا الناشطون الأحرار
لمظاهرات شعبية واسعة في جميع مدن ومناطق محافظة درعا تحت اسم «جمعة رفع الحصار عن
درعا البلد» في مسعى لرفض الحصار، حيث عدّ الأهالي أن إغلاق الطرقات بداية لتصعيد
تجاه درعا وأنه وسيلة انتقامية تشرع الميليشيات لتنفيذها على خلفية الرفض الشعبي
لمسرحية الانتخابات الرئاسية.
وقبل يومين قال مصدر مقرب من «اللجنة
المركزية» في درعا: إن الجنرال الروسي المدعو «أسد الله» (وهو روسي أوزبكي) والذي
تسلم ملف درعا حديثا خلفاً للجنرال «فوتوكين» طالب أعضاء لجنة درعا بتسليم شبان
المدينة لسلاحهم الفردي للروس (200 قطعة سلاح)، مقابل وعود بإخراج «اللجان الشعبية»
من أحياء درعا البلد (حي المنشية وسجنة والجمرك القديم)، وهي مجموعات تابعة
لميليشيا الأسد جرى تشكيلها عقب التسوية عام 2018، وارتكبت جرائم واسعة واعتقالات
متكررة بحق الأهالي خلال العامين الماضيين.
لكن أهالي درعا عموما رفضوا المطالب
الروسية جملة وتفصيلا، وقال ناشطون: هذا المطلب مرفوض من كل حوران وليس فقط من «درعا
البلد»، حيث تتمسك المحافظة بسلاحها و«موقفها الثوري» في وجه الأسد وميليشياته منذ
خضوعها للتسوية قبل ثلاثة أعوام، حيث بدأ «الاحتلال الروسي» يتوجه إلى تشديد
القبضة الأمنية على درعا منذ بداية حزيران الماضي، وذلك بسبب مناهضتها لنظام الأسد
وخاصة أنها رفضت المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية المزورة.
غير أن ذلك السيناريو الروسي تكرر في
مدن ومناطق عديدة في محافظة درعا خلال العامين الماضيين، عبر فرض حصار على المناطق
الرافضة للشروط الروسية وخاصة تسليم السلاح، وأبرزها مدينة «طفس» التي حاصرتها
الميليشيات وهددت باقتحامها في كانون الثاني الماضي، وذلك لإجبارها على القبول
بشروط الأسد وروسيا ولاسيما تهجير عدد من أبنائها إلى الشمال السوري.
وخضعت محافظة درعا لاتفاق التسوية في
آب عام 2018، بعد حملة عسكرية روسية واسعة على المنطقة وبمشاركة الطيران الروسي، وانتهت
الحملة بخروج فصائل الثورة إلى الشمال السوري وتسوية أوضاع الرافضين للخروج، لكنها
حافظت على نهجها الثوري من خلال مظاهرات شعبية في معظم مناطقها وتأكيدها على رفض
نظام الأسد وأركانه وميليشياته.
أورينت.
ليست هناك تعليقات