آخـــر ما حـــرر

«أستانة» خيانة.. هذا ما يقوله الأحرار عشية قبول المعارضة بالمشاركة مجدداً


رأي المحرر

أكثر من أربع سنوات مضت على مسار «أستانا» حول سوريا، الذي انطلق مطلع عام 2017 بمشاركة ممثلين عن الفصائل المُعارِضة، والنظام السوري، برعاية من تركيا وروسيا وإيران، ولم تحقق هذه الصيغة أي تقدُّم حقيقي في مسار الحل السياسي حتى الآن، بل حققت كل أنواع المآسي والنكبات على ثورة الشعب السوري.

الجميع يعلم أن «أستانة» هي مقتل الثورة السورية، ثورة المجد والتاريخ. فبعد أن قدم الشعب السوري آلاف الشهداء لتحرير بلدهم من ميليشيا عصابة الأسد والميليشيات الطائفية، وبعد أن اهتزت أركان النظام وأوشك على السقوط، بادرت «روسيا» للعبتها الخبيثة، مستغلة التباعد الذي حدث بين «تركيا» و«أمريكا».

فاكتمل «مثلث أستانة» المؤلف من ثلاثة أضلاع: «روسيا وتركيا وإيران».. على أن تمثل «تركيا» دور «الضامن» لفصائل الثورة لتمنعها من أي تحرك لفتح أي جبهة من شأنها تشتيت العدو. فتساقطت المدن والبلدات تباعاً فيما يشبه «التسليم» أحياناً.

من نافلة القول: إن روسيا لم تكن لتنجح باسترجاع المناطق لولا «تركيا» وأن «تركيا» لم تكن لتنجح في «أستَنَةِ الثورة السورية» لولا بعض الخونة من المعارضة، الذين وضعوا أنفسهم رهن إشارات الخارج، دون النظر إلى مصلحة الشعب السوري.. الشعب الذي ينتقل من نزوح لآخر، ومن مخيم إلى مخيم، يجب عليه أن يكون ضحية «المشاريع المشبوهة» ويذهب إلى مصيره المجهول، ليستقر في خيمة، بائسة، ثم يقع تحت رحمة لصوص الإغاثة.

ولكي يكتمل مشهد التآمر على شعبنا يجب أن يقوم «حجاج أستانة» بالإحرام من منطقة سوداء مظلمة، يتهامس فيها السياسي مع العسكري، فيذهب السياسي إلى «أستانة» ويستعد العسكري لتسليم الشعب السوري للمخيمات أو للشبيحة، وغالبا ما يكون العسكري سياسياً فيمارس كل أدوار الخيانة.

أيها السوريون الأحرار: أستانة ليس قدركم، فلا تقبلوا بمسارات الذل والعار، مع وجدود ما هو أفضل من أستانة، وهو «جنيف»، وإن «جنيف» ليس خياركم الوحيد، فيوجد ما هو أوجب منه وأجدى بكثير وهو عملنا الثوري الحقوقي الذي يفضي إلى ترحيل النظام ومحاكمته، وتحرير سوريا من المحتلين الروسي والإيراني وذيولهم، فارفعوا الصوت عالياً لرفض «أستانة» فالأرض أرضكم والعرض عرضكم، وليخسأ الخاسئون.

وفي الخبر         

 قررت المُعارَضة السورية، أمس الجمعة، المشاركة بجولة «أستانا» الجديدة المُزمَع إقامتها في العاصمة الكازاخية «نور سلطان».

وقال مصدر: إنّ من بين الحضور في وفد المعارضة، «سالم المسلط» بالإضافة إلى الشخصيات المعارِضة التي تحضر بشكل دوري.

وأوضح المصدر أنّ المعارضة، أجرت لقاء مع الجانب التركي، وعلى ضوئه قررت المشاركة في الجولة، التي لا تحمل أي جديد في الملف السوري.

لكن بالمقابل، أشار المصدر إلى أنّ المعارضة ستطرح إمكانية العودة إلى التهدئة في إدلب التي تتعرض لقصف يومي من قِبل النظام السوري وروسيا.

والخميس الفائت، أعلنت كل من روسيا وكازاخستان، عن موعد الجولة السادسة عشرة من محادثات «أستانا» حول سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان: إن مدينة «نور سلطان» ستحتضن في السابع والثامن من شهر تموز/ يوليو القادم، الجولة الجديدة من محادثات «أستانا».

من جانبها، أكدت روسيا على لسان نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة، اللواء «ياروسلاف موسكاليك» انعقاد المحادثات في الموعد الذي أعلنت عنه كازاخستان.

وانعقدت الجولة الخامسة عشرة من محادثات «أستانا» في 16 و 17 شباط/ فبراير الماضي، في مدينة «سوتشي» الروسية، وأكد بيانها الختامي على ضرورة الحفاظ على التهدئة في إدلب، ورفض مبادرات «الحكم الذاتي».

ليست هناك تعليقات