آخـــر ما حـــرر

أمريكا تتوعد الراغبين بالتطبيع مع نظام الأسد وتهدد بقانون قيصر



رأي المحرر

من الواضح- وبعيداً عن إديلوجيا البعض- أنه بالإمكان الاستثمار كثيراً بالموقف الأمريكي في الشأن السوري.. صحيح أن موسكو تضع «الفيتو» دوماً ضد قرارات تفيد الشعب السوري، بيد أن المواقف الأمريكية لازالت تضع «الفيتوات» الكثيرة، لجهة منع التطبيع مع النظام، ومنع إعادة الإعمار ومنع عودة اللاجئين السوريين بشكل قسري لسوريا.

يشكك البعض بجدوى المواقف الأمريكية وبمدى صدقهم، وهذا مشروع، لكنه لا يبدو كذلك عندما تكون الغاية منه حصر السوريين في خيار وحيد، يتمثل بسوتشي وأستانة الذي من خلاله يتم إلجاء الشعب السوري إلى شريط حدودي في الشمال السوري يتلقون المعونات الإنسانية لعشرات السنين، علاوة على تعرضها للسرقة والنهب.

فالمعارضة التي رفضت العرض الأمريكي بفتح قناة حوار مع «قسد» لتنسيق المواقف ضد النظام وتوسيع جبهة المعارضة، هي نفسها تقبل الجلوس مع الروسي والإيراني في أستانة، وبإمكان المعارضة المؤدلجة سياسيا أن تتخذ الموقف وضده، وتبرر الاثنين معاً!.. فإذا رفضت الحوار مع قسد تستحضر كل «التشددات السياسية» والألفاظ الجزلة لتبرير رفضها، مع أنها ستجلس مع قسد بصفة ثورية و«من فوق» كما يقولون، بمعنى أنهم يستطيعون مطالبة قسد بطرد الـ«بي كي كي والـ بي واي دي» وتوسيع المشاركة العربية.. وحين تقبل بالجلوس مع الروسي والإيراني بل والإذعان لإرادتهم يستحضرون كل «الرخويات السياسية»..

عموما:

وبكل بساطة السياسة خيارات، وحين تختار المواقف الأمريكية للاستثمار فيها لا يعني أنه الخيار الأمثل، لكنه يبقى الخيار الأفضل.

وفي الخبر    

وجهت الإدارة الأمريكية رسالة صارمة للدول والحكومات التي تسعى لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام أسد، محذرة من أن تلك المساعي قد تنتهي بتعرضها لعقوبات بموجب قانون قيصر.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عبر الهاتف لمساعد وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى «جوي هود» و مدير مكتب المبعوث الخاص لهزيمة داعش بالإنابة «باتريك ورمان» إضافة إلى سوزانا كوبر مديرة شؤون النقد في مكتب الشؤون الاقتصادية والتجارية.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تغير في المناخ السياسي من قبل حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع «نظام الأسد» أكد هود بداية أن الولايات المتحدة لا تنوي مطلقاً تطبيع العلاقات مع النظام في ظل غياب أي  تغيير كبير في سلوكه تجاه الشعب السوري وحلفائه.

وأضاف: فيما يتعلق بالآخرين الذين قد يفكرون في اتخاذ خطوات، فإننا نطلب منهم النظر بعناية فائقة في «الفظائع التي ارتكبها النظام» ضد الشعب السوري على مدار العقد الماضي، فضلاً عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات الإنسانية إلى البلاد إضافة إلى دوره في عرقلة تحقيق الأمن.

وفي رسالة صريحة للدول الراغبة بالتطبيع مع نظام أسد، هدَّدَ «هود» باستخدام عقوبات «قيصر» لردع تلك المساعي.

وقال: أود أيضا بالطبع أن أضيف أن لدينا أيضا عقوبات «قانون قيصر» وهو قانون يحظى بتأييد واسع من الحزبين في الكونجرس، وسوف تتابع الإدارة تنفيذ القانون المتعلق بذلك.. ولذا يتعين على الحكومات والشركات توخي الحذر من أن معاملاتهم المقترحة أو المتصورة لا تعرضهم لعقوبات محتملة من قبل الولايات المتحدة بموجب هذا القانون.

أكد كذلك أن بلاده تدعم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري، مشيراً إلى أهمية تمديد تفويض «الآلية الأممية لإدخال المساعدات» عبر الحدود لتجنب وقوع كارثة إنسانية أكبر في شمال غرب سوريا.. وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة الكبرى إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين، مؤكداً التزام واشنطن بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان «انتقال سياسي» دائم في متناول اليد.

وقال: إن الولايات المتحدة تعتزم الاحتفاظ بوجود عسكري محدود في الشمال الشرقي لغرض وحيد هو «هزيمة داعش» مضيفاً أن وزير الخارجية «أنتوني بلينكن» سيوضح خلال اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي الإثنين القادم  في إيطاليا دعم واشنطن لوقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني لضمان إيصال آمن للمساعدات والتخفيف من معاناة الشعب السوري.

وأكد أن بلينكن سيتحدث في الاجتماع المرتقب عن كيفية الالتزام بـ«العملية السياسية التي يقودها الشعب السوري» وفقاً للقرار الأممي 2254، وسيؤكد كذلك على «تحميل النظام المسؤولية عن الفظائع التي لا حصر لها التي ارتكبها ضد شعبه».

وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وقع نهاية العام 2019 «قانون قيصر» ليدخل حيز التنفيذ في حزيران من العام 2020.

ليست هناك تعليقات