آخـــر ما حـــرر

مندوب روسيا في مجلس الأمن يخرج عن طوره بعد تقرير الأسلحة الكيميائية عن سراقب


رأي غرفة التحرير

صحيح أن تعاطي المجتمع الدولي مع الملف الكيماوي في سوريا لا زال باهتاً كموقفه من القضية السورية عموماً لكن الأمور اليوم يبدو أنها على وشك النضوج، والملف الكيماوي تحديداً هو سلاح مسلط على رؤوس الروس، في معادلة ذكية تقضي بالضغط على موسكو لتضغط موسكو على النظام وتجبره على الانتقال السياسي.

وفي الخبر

طالبت روسيا من قيادة «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» (OPCW) أن توضح ملابسات ما جاء في تقريرها الأخير والذي تطرّق إلى ذكر طائرة روسية من طراز Su-25 في التقرير الخاص كانت موجودة خلال الهجوم الكيماوي بغاز الكلور والذي نفذته طائرات الأسد على مدينة «سراقب» بريف إدلب في صيف عام 2018.

واتهم النائب الأول للممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة «ديمتري بوليانسكي» خلال كلمة له في مجلس الأمن أمس الخميس المنظمة في استنادها إلى مصدر عسكري مجهول الهوية لتوثيق الهجوم الكيماوي على المدينة، واصفاً تقريرها بأنه يحوي "افتراءات صارخة"، بحسب ما نقلته وكالة «تاس» الروسية.

وتساءل المندوب باستنكار عن سبب مشاركة الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير الهجوم الكيماوي حول سوريا، معتبراً أن الأمانة تخطّت صلاحياتها في مشاركتها في تحليل فني صارم.

وجاء رد المندوب الروسي رداً على كلمة الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، «إيزومي ناكاميتسو» وذلك بعد تقديمها التقرير الأخير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول الهجوم على سراقب، قالت فيه إن التقرير خلُص إلى نتائج مقلقة.

وأكدت ماكاميتسو وفقاً للأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن إحدى المواد الكيميائية التي تم الكشف عنها في هذه العينات هي عامل حرب كيميائي نقي، لم يعلن عنه نظام أسد في وقت سابق، وفق تعبيرها.

ورجح تقرير الأمانة الأول وجود هذا العامل الكيميائي داخل حاويات تخزين كبيرة الحجم في مرفق أسلحة كيميائية

وعرّجت ناكاميتسو في التقرير الثاني للمنظمة إلى هجوم سراقب، مشيرة أن المعطيات تدعو إلى الاعتقاد بأن مروحية عسكرية تابعة لميليشيات الأسد والخاضعة لسيطرة قوات النمر، هي من نفذت الهجوم الكيماوي على الجزء الشرقي من سراقب ماتسبب في مقتل اثني عشراً شخصاً موثقين بالاسم، حسب قولها.

واتهمت الممثلة السامية نظام الأسد بتقديمه إفادات وشهادت ووثائق غير دقيقة أو مكتملة  مدللة على ذلك بوجود ثغرات وتباينات تم تحديدها.

وجاء تقرير المنظمة بعيد كلمة ألقاها نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن «ريتشارد ميلز» قال فيها إن بلاده تقدّر حجم الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه والتي تقدر بنحو خمسين هجوماً بالسلاح الكيماوي، مشيراً أن واشنطن تعتقد أن نظامال أسد لايزال يحتفظ بمواد كيماوية كافية لاستخدام «غاز السارين»، ولإنتاج ونشر «ذخائر الكلور»، وتطوير أسلحة كيميائية جديدة.

وفي السياق، طالب عدد من الدول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والبالغ عددها 193 دولة بدعم مقترح فرنسي يقضي بتجميد «عضوية نظام الأسد»، و بإنشاء آلية قضائية تضمن حق المحاكمة و عدم الإفلات من العقاب.

 

ليست هناك تعليقات