بين الوطنية واللاوطنية حدود فاصلة
بصرف
النظر عن هزالة وضحالة التثقيف البعثي الذي كان يحقنه النظام الاقلوي الاستبدادي
الفاسد في أذهان وعقول المحكومين قهرا وجبرا وبصرف النظر عن مدى التأثير الذي نتج
عن ذلك التسفيه والتسخيف الذي أفضى للتصحر السياسي والجدب المعرفي والقحط الفكري
الذي نراه ونلمسه عبر تتبعنا لغالبية للنخب السورية في تعاطيها القاصر والغير واعي
مع ثورة الشعب السوري التي انفجرت بشكل عفوي وغير منظم ودون قيادة سياسية او فكرية
خططت او تزعمت الحراك الثوري
فقد
كانت سنوات الثورة التي امتدت وقاربت العقد من الزمان فرصة ذهبية ثمينة لغالبية
تلك النخب لتتخفف من أوزار الماضي البعثي القذر ولتتخلص من أوشاله ونجاساته ولتبدأ
مرحلة جديدة تعيد فيها تحديد سلم أخلاقياتها وثوابتها الوطنية السورية والعربية
والدولية وتنطلق بعد ذلك لتصنيع هيكل
فكري
ثقافي
معرفي
يمكن
كسوه لحما وجلدا جديدين
هيكلا
خاليا من زعبرات القومجية وعنتريات الناصرية وتكفير الجهادية وظلامية السلفية
وترهات التصوف والبدعية
لكن
الواقع المؤلم والحظ العاثر وزد عليه عدم الرغبة العارم بنجاح الثورة محليا
واقليميا ودوليا أفضى لايصال (النقلة) الاولى من تلك النخب التي تدجنت على معالف
السلطان وتشبعت من تبنه وعلفه وبرسيمه وخشاش بعثه وزد على ذلك ان تلك النقلة كانت
( نقلة كدش) كاد يجهز على الثورة وأهلها
وبنتيجة
ذلك الواقع المر والملوث بعثيا واسديا وطائفيا تفشت بقع التطرف وتجارة الدين
وعبادة الأخضر والاحمر والاصفر وسُعار اللهاث خلف المناصب بأي ثمن وسفح الكرامات
والقيم تحت نعال المدرهم وعقد الشراكات مع عدو الثورة وربما أعداء الثورة والتبرع
بالانتصارات التي دُفع ثمنها دما ودموعا وتهجيرا وتقتيلا وتنكيلا وقهرا وقسرا
وحرقا وغرقا ونهبا وسلبا
وأطل
غول «الأخونة» برأسه وبسط سلطان ماله واستنفر شياطينه ووزعهم في ارجاء الثورة
وحاراتها وشوارعها وأزقتها ونسج شبكة مطامعه وجشعه وحقن فرائسه التي وقعت في شباكه
جبرا وطوعا بسم انبطاحه وانسداحه تحت نعال الايراني الحاقد والروسي المتوحش بل
وأغلق كل المنافذ التي لاتفضي لساحته ودعم وساند وصنع كل الدمى التي نشاهد رقصاتها
فوق الجثث والدماء والخراب وحجر على كل الوطنيين والاحرار ومنعهم من المشاركة في
ثورة شعبهم
فكان
«المجلس اللاوطني» الذي لا يختلف عن سيرك المهرجين الجوالين
وكان
«الاتلاف اللاوطني» الذي يضم بين جنباته من يحتفل بنجاح ابنته في الخامس الابتدائي
بحفلة كلفتها 12/ الف دولار في أحد مطاعم تركيا
ويضم
بين جنباته من حملت سيارات مخابرات المجرم بشار عائلته من الجنوب معززة مكرمة
وأوصلتها الى ادلب ثم تم نقلها الى تركيا
ويضم
بين جنباته من أدين بمبلغ 25/ مليون دولار ثمن لصاقات جوازات السفر المزورة.
وكانت
الحكومة المفخشة التي تغص بالموظفين والحواشي والحباشات من وزراء وامناء ومعاونين
ومرافقين وطواشيين وخصيان ومرتزقة وكل وزير يوظف ابنه وصهره وشقيقه وابنته وابن
عمه ويمتطي السيارات ويتمتع بالامتيازات وأذونات السفر والطريق والتدفئة ومصاريف
الحج وايجار المنزل وبدل لصديقته وربما صديقاته.
وكان
طاقم قوادي الفصائل الموديل التشبيحي الجديد والمصنع أخونجيا ودوليا والموكل إليه
البيع والشراء وتسليم المناطق المحررة وتجميد المناطق الثائرة لحين تسليمها.
وكانت
القاعدة الارهابية بكل قذاراتها ووساخاتها ومعتقلاتها وارهابها وسيطرتها على المعابر
والمتاجر والبر والبحر والجو والهواء الذي يستنشقه اهل البلد.
وانفرد
كل حزب بما أوكل اليه.
فاحتل
مهرجو المجلس اللاوطني مساحة يمنع فيها العمل الوطني والثوري.. واختص
اعتلاف الاخوان واللصوص بصفقات الانبطاح وتسهيل مرور الصفقات والمشاريع المشبوهة
آستانة وسوتشي والدستور.
وانفرد
قوادو الفصائل تشبيحا وخطفا وقتلا وبيعا وتسليما للمحرر وخوض المعارك الدونكيشوتية
الوهمية
وانفلتت
النصرة الارهابية لتطبيق ركن الزكاة فقط فشاركت المشحرين بزيتهم وزيتونهم وارزاقهم
واسباب او ماتبقى من اسباب عيشهم
ولطخت
وجه الثورة الابيض الصافي بتطرفها وتعصبها وتخلفها وكهوفيتها وظلاميتها وقاعدتها
واستجلبت عليها أباليس الكوكب وشياطينه
وكل
ذلك ونحن مازلنا في الجانب المضيء من الواقع ولم ننتقل للجانب المظلم فكيف لهكذا
معارضة قبيحة سفيهة عميلة رخيصة جذورها مغروسة في تربة اخونجية ودولية وخارجية
وسيقانها تتطاول لمرابع الاعداء وفيء ظلالها يُظل العدو ويقيه حر الثورة ان ننتظر
منها قولا او فعلا او تلميحا ينتصر للثورة
تبا
لهم ولمعارضتهم وتعسا لحظنا بهم وهم كالضباع المفترسة بين ظهرانينا وعليهم من الله
من وزر الدماء والاشلاء وعذابات المهجرين وأنات اسرانا في زنازين الموت مايستحقون
فإلى
كل القابضين على ثورتهم وحقهم في الحرية والكرامة
وإلى
كل الراسخين في ثورتهم رسوخ زيزفون الجنوب وزيتون الشمال
وإلى
كل المتبتلين في محراب ثورتهم وهم في حالة نيرفانا ثورية سورية خالصة
وإلى
كل الممتشقين بنادقهم وأقلامهم وارادتهم للذود عن حياض الثورة
وإلى
كل المخلصين لعهدهم ووعدهم وموقفهم والذين لاتهزهم رياح المغريات ولاتزحزحهم من
مكان انغراسهم
أقدم
جهدي المتواضع
هشام
علي المصري
ليست هناك تعليقات