آخـــر ما حـــرر

لم يكن مجرد وزير خارجية السعودية.. فهو مفكر استراتيجي


من الأرشيف ... سعود الفيصل رحمه الله سياسي محنك مخضرم من الطراز الأول استطاع أن يدير السياسة السعودية الخارجية ببراعة قل نظيرها...
في أوائل عام 2015 قال في جلسة غير رسمية بقصره في الطائف ضمت حوالي 60 معارضا سوريا بما فيهم الإخوان والائتلاف :
وابقوا على مسافة بينكم وبينهم .. ولا تلتصقوا بهم .. وأبقوا أنفسكم بمركز استقلالية لقراركم .. وقالها بالشامية ( لاترموها واطية لحدى )
تعاملوا مع الجميع واتفقوا مع الجميع .. ولكن على مبدا فيدني واستفيد ... حتى لنا نحن السعوديين ..
لاتصدقوا شعارات التعاطف والأخوة العربية والإسلامية والإنسانية ...
السياسة لاتعرف إلا من يستطيع أن يميز نفسه ويمنح نفسه قوة الإرادة .. الضعفاء يلتهمهم الاقوياء ..
سيستغلونكم .. وعندما ينتهي رصيدكم سيرمونكم بضاعة رخيصة ..
صدقوا فقط ماذا يريد الآخرون منكم كي يدعموكم .. ولا أقصد الظاهر من الكلام بل ابحثوا في خفايا مواقف الآخرين ... لن تنتصروا على الأسد بارتمائكم في أحضان الآخرين ...
رحم الله سعود الفيصل كان قارئا جيدا للمشهد السوري ولنفسيات المعارضة وللسياسات الدولية والإقليمية ولكل الدول .. وكان للثورة زخما في عهده ..
على الأغلب سيكون هذا آخر اجتماع لي معكم .. لأنني سأتقاعد وربما يدركني الموت قبل التقاعد ... وبالفعل كانت آخر جلسة له مع شخصيات من المعارضة .. فقد دأب على عمل جلسات غير رسمية كل فترة للمعارضة ..
حذرنا الرجل ولم نستمع لتحذيره وانطبق علينا قول الله تعالى : ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين.

ليست هناك تعليقات