آخـــر ما حـــرر

الاتحاد الأوروبي يوجه صفعة حادة للجامعة العربية.. ما السبب؟



رأي المحرر

لم تكتف جامعة الدول العربية بالعار الذي فعلته عشية دعوة مجرم الحرب «بشار الأسد» لحضور القمة العربية الثانية والثلاثين في مدينة جدة السعودية على مستوى القادة، لكنها حاولت تسويق الأسد دولياً بمطالبة دول «الاتحاد الأوربي» مراجعة علاقاتها مع دمشق ورفع العقوبات عن النظام القاتل الإرهابي.

الدول الغربية ردت بصورة قاطعة بأنها لا يمكن أن تطبع علاقاتها مع هذا النظام الذي قتل شعبه واستخدم «السلاح الكيماوي» عشرات المرات ضد المدنيين، بل وذهبت الدول الغربية إلى أبعد من ذلك مؤكدة على ضرورة محاسبة النظام على جرائمه.

لكن يبدو أن العرب ظنوا أن القضية يمكن أن تحل بالإحراج على عادة «المضافات العربية» و«تبويس الشوارب» حيث «دحشوا» وفد النظام القذر ضمن المجموعة العربية للاجتماع مع الأوربيين الذين لا يحبون الهزل في هكذا أمور، فما كان من الأوربيين إلا أن رفضوا الاجتماع كله بسبب وجدود القذارة الأسدية فيه.

إن احتواء جامعة العرب لرئيس قتل وسجن وعذب وهجَّر الملايين من شعبه، ونشر الفوضى والإرهاب والمخدرات في الدول العربية، وتآمر مع إيران وروسيا على تدمير المنطقة برمتها هو سذاجة سياسية، وانحطاط خلقي من قادة العرب. لكن تسويق العرب لهذا النظام عالمياً هو الغدر بحد ذاته، ويبدو أنه قد اصطدم بالجدار الغربي الذي لازال ثابتاً على مواقفه المفيدة.

وفي الخبر  

ألغى الاتحاد الأوروبي اجتماعاً كان مقرراً مع الجامعة العربية بسبب وجود وفد من النظام السوري يترأسه وزير الخارجية فيصل المقداد. وقال السفير الألماني في القاهرة فرانك هارتمان في مؤتمر صحافي، إن إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً في 20 حزيران/يونيو، جاء بسبب رفض برلين الجلوس مع وفد النظام السوري المشارك في اللقاء من ضمن وفود الجامعة العربية.

وأضاف هارتمان أن المتوقع هو أن ينتهي الأمر باجتماع ثنائي بين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومسؤول العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوروبية جوزيف بوريل للوصول إلى صيغة لاستكمال الحوار من دون أن يكون تواجد المقداد عائقاً.

وأشار السفير الألماني إلى وجود توافق بين بلاده والقاهرة إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية، إلا أن برلين ما زالت ترى بأن تطبيع العلاقات مع النظام السوري لا أساس له.

وإذ قال إن برلين تحترم قرار الجامعة بإعادة النظام لشغل مقعد سوريا، أكد أن بلاده لن تطبع العلاقات مع الأسد، معيداً السبب إلى عدم وجود أساس لذلك، بما في ذلك تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.

وقال هارتمان: "لم يحدث شيء فيما يتعلق بقرار الأمم المتحدة المتعلق بسوريا، والذي يؤكد ضرورة إقدام النظام السوري على تحسين أوضاع الداخل السوري وإعادة اللاجئين ومكافحة تجارة وتهريب المخدرات".

وكان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو قد أكد عقب قرار إعادة النظام للجامعة العربية بأن الإتحاد لن يطبع العلاقات مع الأسد ولن يرفع العقوبات عن النظام، كما لن يتخلى عن الشعب السوري، مشدداً على أنه لا مشاركة للاتحاد في إعادة الإعمار قبل تحقيق الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.

كما شددت ألمانيا في بيان مشترك إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ذكرى الثورة السورية ال12 منتصف آذار/مارس، على محاسبة النظام على الانتهاكات الجسيمة بحق السوريين.

وذكرت الدول في بيانها أنه على المجتمع الدولي العمل بشكل أكبر لمحاسبة الأسد وجميع مرتكبي الانتهاكات والفظائع في سوريا، مشددةً على دعمها للجهود المستمرة التي تبذلها المحاكم الدولية التي تحقق بالجرائم التي وقعت في سوريا ومحاكمة مرتكبيها. وطالبت بالإفراج عن أكثر من 155 ألف شخص ما يزالون حتى اليوم محتجزين تعسفياً أو مفقودين أو مخفيين قسراً.

وشارك رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت في الرياض في 19 أيار/مايو في السعودية، وذلك لأول مرة منذ 12 عاماً، كما شاركت وفوده في الاجتماعات التحضيرية، بعدما كان وزراء الخارجية العرب قد اتخذوا قراراً بإعادة النظام إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية، قبل القمة بأيام.

شبكة حقيقة الإعلامية

هناك تعليق واحد: