آخـــر ما حـــرر

إيران تهدد السعودية..وأمريكا تلتقط التهديد



رأي المحرر

زعماء إيران في حيرة من أمرهم!.. فلم يجدوا حتى اللحظة وسيلة ناجحة لإنهاء الانتفاضة الشعبية ضد ملالي طهران، على خلفية قتل المراهقة الإيرانية «مهسا أميني» منذ قرابة شهرين.

فالثورة الإيرانية هذه المرة أكثر شمولية واتساعاً من الموجات السابقة، وهي أكثر استمرارية مع استخدام العسكر الإيراني لأساليب مروعة في القمع لكنها جاءت محسوبة وحذرة.

ومن الحيل التي لجأ إليها النظام الإيراني محاولته تصدير الأحداث خارج إيران باستهداف همجي لمناطق الأكراد في إقليم كوردستان العراق، لكن ذلك لم ينفعه بشيء، ثم انتشرت الأخبار عن دعم إيراني كبير لروسيا في حربها الظالمة ضد أوكرانيا، بالمسيرات وبالصواريخ، وبالمقاتلين كذلك، وهو الأمر الذي أثار غضباً أوربيا وأمريكيا ضد إيران التي تحتاج إلى الرضا الدولي في هذه الظروف الحساسة.

ثم حضر ما هو أهم من كل ذلك، حيث بدأ النظام الإيراني بتسريب تهديدات مبطنة تصل إلى درجة الوضوح ضد المملكة العربية السعودية، متهمين المملكة بالتحريض أحياناً وبالدعم أحيانا أخرى للانتفاضة الشعبية العارمة.

أعتقد أن التوجه الإيراني للاعتداء الحربي على السعودية يروق لصانع القرار الأمريكي، الذي تلقى صفعة حديثة من المملكة بعد قرار «أوبك بلس» الأخير خفض إنتاج البترول، لتدخل أمريكا على خط التهديدات الإيرانية التي بالكاد سمع بها العالم السياسي، ثم تبدأ بتسخين الموقف، ومنح السعودية مزيدا من الطمأنينة فيما لو فعلتها إيران وبادرت بالعدوان على المملكة، والأمر يبدو حقيقيا.

وفي الخبر  

شدد مجلس الأمن القومي الأميركي، يوم الثلاثاء، على أن الولايات المتحدة على اتصال متواصل مع السعودية لمواجهة تهديدات إيران. وذكر ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية، وأنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر.

وأردف الناطق: "نحن قلقون من التهديدات، ونظل على اتصال مستمر مع السعودية من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية.. لن نتردد في التحرك دفاعا عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة".

وقد أكد أمس الاثنين المبعوث الأميركي لإيران «روبرت مالي» على أن واشنطن تدعم التظاهرات السلمية في إيران، مضيفاً: "عندما عينني الرئيس الأميركي «جو بايدن» في منصبي كان الهدف توحيد الموقف الأوروبي حيال إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي".

وأشار إلى أن "امتلاك إيران سلاحاً نووياً سيجعل العالم أقل أمناً"، بينما شدد على أن بايدن "يفضل الدبلوماسية" مع إيران، لكنه سيبحث الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت في الرابع عشر من أكتوبر أن لدى الولايات المتحدة مصالح مشتركة عديدة مع المملكة العربية السعودية، كما قال إن العلاقات الأمنية مع السعودية عامل مهم لاستقرار المنطقة، منوهاً إلى أن هناك 70 ألف مواطن أميركي يعيشون في المملكة، وأردف أن واشنطن لديها مصالح أمنية مشتركة مع السعودية ونراعي عدم المساس بها.

ليست هناك تعليقات