آخـــر ما حـــرر

"خنساء تلبيسة": في ذمَّة الله.





رأي المحرر

يا أحرار البلد

ألم تقطعوا على أنفسكم عهداً بألا تنسوا شهداء سوريا؟.

أم أن الموت صار أمراً مألوفاً فهانت عليكم ذكرى الشهداء؟.

لا أظن ذلك... فالكثير منكم نعى شهيدة الثورة "خنساء تلبيسة" والبعض منكم لم يتوارد إليه الخبر.

شهداء الحرية أنتم وديعة في ضمائرنا.. لن نضيّعها ما حيينا... رسمتم بدمائكم الزكية لوحات من البطولة والفخار.. سترصّع صفحات التاريخ تألقاً وضياءً.

لقد أعاد شهداء سوريا الاعتبار المفقود لمعنى الشهادة.. فقد احتكر الطغاة مفهوم الشهادة لحروبهم الزائفة.. لكن الشهادة في سوريا هي حقيقة واقعية دون (روتوش) أو إضافات.

حين نستذكر شهداء سوريا تنبعث في نفوسنا كل معاني النبل والطهر والتضحية والعطاء... فالشهيد الذي قدم روحه لم يكن حريصاً على أن يرى النصر بعينه بمقدار حرصه أن يراه الآخرون.

شهداء سورية أنتم عنوان الحق والحقيقة.. علمتم الناس خير القيم.. علمتمونا كيف يقدم المرء أغلى ما يملك.. ثم ينسحب من عالم ظالم مظلم بهدوء وسلام..

وفي الخبر

نعت أحرار الثورة السورية وناشطو الحراك المدني شهيدة الثورة ابنة تلبيسة "خيرية سليمان الغجري" الملقّبة بـ"خنساء تلبيسة" أو "أم الشهداء"، حيث قدّمت 7 من أولادها على طريق الحرية والكرامة وإسقاط نظام الأسد.

وذكر ناشطون أن "الغجري" زوجة سليمان الضحيك تُوفّيت الإثنين عن عمر يناهز 73 عاماً بعد معاناتها مع المرض.

وأشارت العديد من الصفحات المحلية إلى أن "خنساء تلبيسة" هي والدة سبعة شهداء قضوا على يد ميليشيا الأسد الطائفية، حيث استشهد ولدها الأول "أحمد" وهو يوثّق بهاتفه المحمول اقتحام ميليشيا الأسد للمدينة في 29 أيار 2011، ليلحق به أخوه "محمود" بعد تصدّيه للنظام بحاجز الكازية في تلبيسة بتاريخ 21 أيلول 2011.

أما ولدها الثالث "زكريا " فقد قضى شهيداً أثناء تصدّيه لميليشيا النظام الإرهابية على حاجز "معمل الفونت" في الحي الغربي في تلبيسة بتاريخ 4 شباط 2012، بينما قضى ولدها الرابع "عبد الكافي" أثناء معركة تحرير حاجز الكردية في تاريخ 9 حزيران 2012، كذلك هو الحال مع نجلها الأكبر "سليم " الذي قتل في 2012 أثناء معركة تحرير تلبيسة من النظام.

وفي أيلول عام 2014 وأثناء قيام ولديها "أبو حاتم" و"عبد الناصر" بالتصدي لطائرة حربية في سماء تلبيسة تم استهدافهم بغارة مباشرة، سقطوا على إثرها قتيلين برفقة 14 شخصاً.

ولفتت الصفحات إلى أن "خنساء تلبيسة" هي أيضاً شقيقة الشهيدة مريم الغجري والتي قُتلت جراء قصف ميليشيا أسد للمدينة في 2 أيلول 2012.

وبعد فقدان أولادها السبعة كرّست "الغجري" وقتها لتربية ورعاية أحفادها وأمهاتهم، وبعد توقيع اتفاق المصالحة مع النظام في تلبيسة في أيار 2018 رفضت الخروج من المنطقة لكي تُدفن بقرب أبنائها في مقبرة المدينة.

وكانت تلبيسة من أولى المدن التي شاركت بالثورة السورية حيث خرج أهلها بمظاهرات في 16 نيسان 2011 وقابلتها ميليشيا أسد بإطلاق النار فقُتل عدة أشخاص من أبنائها، لتتوالى بعدها المظاهرات وحملات الاعتقالات، وقد عانت المدينة من اجتياح عصابات أسد يوم 29 أيار 2011 بعد قصفها بقذائف المدفعية وهدم الكثير من أبنيتها وتم حصارها رداً على مظاهرات أهلها واحتجاجاتهم المتكررة ما دفع أبناءها في الجيش الحر -ولا سيما العسكريون المنشقّون- إلى السيطرة عليها، وفي 2018 تم توقيع اتفاق مصالحة بين من تبقّى من أهالي تلبيسة ونظام الأسد.

واستشهد آلاف السوريين منذ اندلاع الثورة 2011 ضد نظام بشار الأسد، فيما شُرّد ونزح الملايين إلى داخل وخارج البلاد بسبب العنف الذي مارسه نظام أسد في قمع الثورة.

هناك تعليق واحد: