آخـــر ما حـــرر

من يزاحم على المناصب يتحمل مسؤولية النتائج



إن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد الإرهابي في سوريا كافية وحدها لترحيل هذا النظام الطائفي إلى مزابل الجحيم، لو كانت الأيدي القابضة على ثورة السوريين أمينة، وفيَّة لتضحيات الشعب الذي قدم كل عوامل النصر لثورته العظيمة.

لكن التاريخ أثبت أن الممسكين بقرار الشعب السوري لا يمتلكون مزاجاً معاديا لنظام اختلفوا معه سياسيا، ولهم سابقة لا ينساها تاريخهم الأسود حين امتنعوا عن رفع دعاوى قضائية ضد نظام الجريمة والقتل، فيما يتعلق بأحداث «حماة» المعروفة والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف مدنيا، قتلا وتعذيبا وحرقا واغتصابا وتغييبا.

والتاريخ أثبت أن هؤلاء ارتضوا بحصتهم من الأموال العراقية التي أغدقها عليهم الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» مقابل متابعتهم لمنابذة نظام الأسد «الأب». لكنهم قبضوا الأموال ولم يفعلوا أي شيء سوى المحافظة على حزبهم الفاشل العميل لإيران.

والتاريخ أثبت أن هؤلاء زاروا العتبات المدنسة طالبين الصلح مع نظام الأسد، متوسطين عدة جهات لهذا الغرض الذميم، لكن النظام رفضهم، مشترطا عليهم الاعتراف بالمسؤولية عن أحداث حماة.

والحديث كله عن حزب الإخوان المسلمين.

سيقول القائل الممغوص من الحديث عن هؤلاء المارقين: لماذا تستجلبون سيرة الإخوان بمناسبة أو بغير مناسبة وتحملونهم مسؤولية «ثقب الأوزون»؟.

المشكلة الحقيقية مع هؤلاء المارقين أنهم يزاحمون الجميع على المناصب وبأدق تفاصيلها، وعند تقييم نتائج عملهم يرفضون تحمل المسؤولية بل يلقونها على الشعب الجريح تارة وعلى العالم المتخاذل تارة أخرى، ليخرجوا براءة من شائنات أعمالهم وإدارتهم للصراع الوجودي.

والمشكلة في هؤلاء أنهم لا يكترثون بما يقدمه الشعب البائس من تضحيات، ولا مانع لديهم من تحويل تضحيات السوريين لاستثمارات خاصة لهم، بدلا من ترجمتها نصرا وانفراجا.

ليست هناك تعليقات