آخـــر ما حـــرر

غضب السويداء يهز أركان النظام



رأي المحرر

تتصاعد الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء في الجنوب السوري، مع تزايد الاحتقان الشعبي المتراكم، حيث لازالت السويداء تعيش حالة شد وجذب مع نظام الأسد الطائفي على مدى سنوات الثورة السورية.

والملمح الأبرز للسويداء هو أن النظام يجتهد في الزج بأبناء المحافظة في أتون الحرب التي أعلنها على الشعب السوري الثائر، بينما يمتنع معظم الأهالي عن الالتحاق بمنظومة الإجرام الأسدية.

فسارع النظام إلى تفعيل وسائله المعهودة لمعاقبة السويداء على استعصائها بوجه مخططات النظام، وذلك بمحاولة زعزعة البنية الداخلية عن طريق إقحام «تنظيم داعش» الإرهابي الإيراني الصنع، لكن أبناء البلد تصدوا لتلك اللعبة القذرة.

فعمل النظام على ترويج المخدرات ونشر الفساد، على أوسع نطاق، فلم تكن النتائج المرجوَّة بحجم الجهود المبذولة، ليلتفت أخيراً إلى سياسة التجويع والإفقار، بهدف ترضيخ المحافظة لشروطه السيئة، وهو أصلاً يقوم على بنية اقتصادية هشة متهالكة.

فاندلعت انتفاضة السويداء مرة أخرى مطالبة بإسقاط النظام وإغلاق المراكز الحكومية، مما ينذر بمواجهة قريبة، وهذا الأمر يحتِّم على أحرار سوريا مناصرة أحرار السويداء.

وفي الخبر

انتفضت محافظة السويداء مجدداً في وجه نظام الأسد وحكومته، في عصيان مدني تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي والخدمي وتفشي الفقر والبطالة بشكل كبير بسبب فساد مسؤولي الأسد وحكومته، ولا سيما قطع الدعم الحكومي عن المواطنين.

وقال الصحفي المحلي (حمزة المختار) لأورينت اليوم الأحد، إن تصعيداً كبيراً بدأ في معظم مناطق السويداء تلبية لدعوات ناشطين بتنفيذ عصيان مدني واسع في كافة المحافظة، بهدف إجبار نظام أسد وحكومته على تحسين الوضع المعيشي وتلبية مطالب المحتجين.

وأوضح الصحفي المشارك في الحراك الشعبي أن هناك مظاهرات كبيرة في القرى ووسط المدينة مع إغلاق للطرقات الرئيسية بإطارات مشتعلة تعبر عن الغضب الشعبي للمحتجين، مشيراً إلى أن نية المحتجين إغلاق الدوائر الحكومية بشكل كامل لزيادة الضغط على الحكومة ومسؤولي النظام من أجل الاستجابة للمطالب الشعبية وتعديل القرارات التعسفية الأخيرة، وقال: القصة مش بس رغيف خبز، الموضوع أكبر من هيك، الموضوع بدو ينتقل من رغيف الخبز لكل القضايا المعيشية التي يضيّق بها النظام على كل السوريين.

السويداء ما هي لبيت الأسد



ومع توسع رقعة المظاهرات ونسبة المشاركين فيها وسط السويداء، ارتفعت مطالب المحتجين وبدأوا يطالبون بإسقاط نظام الأسد المسؤول عن الكوارث في سوريا منذ عشرة أعوام، وهتف المتظاهرون: "السويدا لينا وما هي لبيت الأسد".

ونشرت الشبكات المحلية صوراً وتسجيلات مصورة توضح حجم الغليان الشعبي في المنطقة، وأكدت أن المحتجين قطعوا طريق المحوري أمام مقام عين الزمان في الاتجاهين، والذي يعتبر الشريان الرئيسي للمدينة، إضافة لقطع طريق دمشق-السويداء، طريق نمرة-شهبا، طريق شقا-شهبا، طريق مجادل-شهبا، طريق القريّا-السويداء.

ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالفساد الحكومي والقرارات الجائرة وسياسة التجويع التي يتبعها نظام أسد بحق السوريين بمناطق سيطرته، بعض اللافتات حملت عبارات: "من أهدر المال العام هم الفاسدون ليس المواطنين".. "لا شرقية ولا غربية بدنا سوريا بدون تبعية".. "كرامة مساواة عدالة".

ولادنا جاعوا.. ولادنا ماتوا من البرد.

أحد المحتجين وجَّه خطاباً لمسؤولي نظام الأسد خلال مشاركته في الاحتجاجات الغاضبة، وقال في تسجيل مصور بثته السويداء24: العالم هي طالعة ضد سياسة الحكومة القذرة لامتهان كرامة الناس وتجويع الناس، الناس هي ما عم تنفذ أجندات لحدا، العالم هي عاشت بهالبلد وبدها تموت بهالبلد، اليوم الحكومة عم تتفنن بإصدار قرارات تعسفية الغاية منها النيل مما تبقى من كرامات الناس.

وأضاف: عشر سنين ونحنا عم نقول الوطن جوعان، الوطن مجروح، طلع المجروح هو ولاد الفقراء، ولادنا بعتولنا ياهن بتوابيت خشب وولاد المسؤولين بعتوهن لبرات البلد بتوابيت دهب ومصاري وأموال، عشر سنين ولادنا ماتوا بالبحر وراحوا غرق، المدرسين والمهندسين والمثقفين ووو كلن هاجروا برات البلد.. بعد عشر سنين أم الشهيد حاملة صورة ابنها وعم تبكي ومرت الشهيد طالعة بدها قنينة زيت وكيلو سكر، ولادنا جاعوا.. ولادنا ماتوا من البرد.. صرنا نستحي نطلع بوجوه نسواننا.

احتقان شعبي متزايد

وكانت السويداء شهدت في الأيام الماضية مظاهرات شعبية قطع خلالها المحتجون عدة طرق رئيسية بالمدينة وأشعلوا إطارات السيارات، وذلك احتجاجاً على قرار حكومة نظام الأسد القاضي برفع الدعم عن المواطنين، وذلك على خلفية حالة استياء عامة وغضب شعبي واسع بسبب قرار رفع الدعم عن آلاف العائلات عبر ما يسمى "البطاقة الذكية"، في وقت تعاني المحافظة انفلاتاً أمنيا متزايداً مع كثرة عمليات القتل والخطف وتجارة المخدرات التي تمتهنها عصابات مدعومة من ميليشيات أسد وحزب الله اللبناني.

وعلى ضوء ذلك، حذرت حركة «رجال الكرامة» في بيان أصدرته قبل يومين من انفجار الأوضاع في المنطقة بسبب القرارات التعسفية للنظام بما يخص الدعم الحكومي، معتبرة هذه نتيجة حتمية للسياسات الحكومية، وقالت في البيان: إن لمثل هذه القرارات آثاراً سلبية خطيرة تثير الريبة من خلال دأب الحكومات المتعاقبة على إصدارها منذ اندلاع الحرب في سوريا بحجة رفد الخزينة العامة للدولة بأموال أبناء الشعب من خلال رفع قيمة الضرائب والرسوم الجمركية الخيالية ورفع أسعار المحروقات بشكل متتالٍ وجنوني مع تردٍ كبير في كافة القطاعات الخدمية وتغاضٍ مقصود وتستر واضح على الفساد المستشري والمتعاظم في كافة مؤسسات الدولة.

هناك تعليق واحد: