آخـــر ما حـــرر

الاتحاد الأوروبي وأمريكا يدعوان لتحويل الملف السوري إلى الجنائية الدولية



رأي المحرر

أثير جدل كبير في داخل «البيت الثوري السوري» حول قضية الحكم على «أنو رسلان» بالمؤبد في محكمة ألمانية، وانقسمت الآراء إلى قسمين: قسم يؤيد الحكم على رسلان، ويمثله أغلبية أحرار الثورة السورية والشرائح المجتمعية. وقسم يعارض ذلك الحكم، ويمثله الأقلية الإخوانية التي عادة ما تنسجم مع مزاج النظام وتوجهاته.

من وجهة نظر الإخوان أن رسلان منشق عن النظام، وأن التوبة تجب ما قبلها، وأن محاكمة رسلان تعني تهديداً للمنشقين عن النظام، وبالتالي تعطيلاً لقطار الانشقاق.

متى شاء الإخوان تراهم يقدمون «مقاربات دينية» للحدث ليخدعوا الجماهير الحرة بما يرونه مقدسا دينياً، وهو ليس كذلك.

لكن أحرار الثورة فنَّدوا مزاعم الإخوان موضحين أن رسلان ليس جزءا من الثورة بمقدار ما هو جزء من النظام، فقد دافع باستماتة عن الأفرع الأمنية للنظام مدعياً أنها خالية من التعذيب ولا مكان فيها للظلم، من جهة أخرى لم يقدم رسلان نفسه- منذ انشقاقه- كموثِّق لجرائم النظام لا سيما وأنه كان في قلب الحدث، والأهم من ذلك هو أن رسلان مجرم مارس القتل والتعذيب والاغتصاب.

وفي العمق أكثر لا بد من التأكيد على أن نظام الأسد الأمني عمل على «شقِّ» آلاف الأشخاص ليزرعهم كعملاء له في جسم المعارضة إلى حين الطلب، وعادة ما يقفز هؤلاء- ظاهرياً- من مركب النظام إلى الصفوف الأولى في المعارضة، وقد حدث هذا مع رسلان.

لكن ما هو سرُّ تلك الحملة الإخوانية المسعورة ضد المحكمة الألمانية؟.

الجواب ببساطة: هذا هو منهج الإخوان، المتسامح مع المجرمين، فقد سجَّل التاريخ عليهم أنهم لم يتقدموا بأية دعوى ضد «حافظ الأسد» وشقيقه «رفعت الأسد» بشأن «أحداث حماة» في ثمانينات القرن الماضي. مع أنهم كانوا يمتلكون المال الكافي للشروع بذلك المسار، والأكثر من ذلك أنهم قبضوا أمولاً خاصة من أجل هذا الغرض لكنهم «تبغددوا بها» وتنعموا وتمتعوا.

الإخوان- كما يعلم الجميع- ليسوا معنيين بآلام الشعوب التي لهم النصيب الأكبر بحدوثها، وهم عادة ما يخرجون رابحين مزيداً من الثروات والمراكز والحياة المدللة، فكيف سيتحمسون لمحاكمة نظام كان سبباً بثرائهم، حتى لو كان سبباً بتدمير سوريا وقتل شعبها؟. باختصار: الشعب ضحيِّة والإخوان منتفعون، فلا داعي للمحاكم.

وفي الخبر        

دعا الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة إلى تحويل الملف السوري إلى «محكمة الجنايات الدولية» معتبرا الحكم على الضابط السابق في المخابرات السورية «أنور رسلان» بالسجن مدى الحياة على «قرارا تاريخيا».

ويوم الخميس، أصدرت «المحكمة العليا الإقليمية» في «كوبلنس» غرب ألمانيا حكما يقضي بأن السوري «أنور رسلان» (58 عاما) مسؤول عن مقتل 27 معتقلاً وتعذيب أربعة آلاف آخرين على الأقل في معتقل سرّي لنظام الأسد في دمشق وذلك بين 2011 و2012، والحكم يأتي في سياق أوّل قضية في العالم مرتبطة بفظائع منسوبة إلى نظام الأسد.

وقال «الاتحاد الأوروبي» في بيان: إن هذا الحكم باعتباره جزءا من المحاكمة الأولى في جميع أنحاء العالم بشأن التعذيب الذي ترعاه الدولة في سوريا مؤكدا أنه خطوة مهمة نحو مكافحة الإفلات من العقاب وتأمين العدالة والمساءلة في سوريا.

وشدد الاتحاد في بيانه على دعمه الجهود المبذولة لجمع الأدلة سيستمر بهدف اتخاذ إجراءات قانونية في المستقبل، بما في ذلك من خلال الآلية الدولية المحايدة والمستقلة واللجنة الدولية المستقلة للتحقيق مكررا دعوته لإحالة بعض القضايا المرتبطة بالوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

كيف علّقت أمريكا على قرار المحكمة الألمانية بالسجن المؤبد لأنور رسلان؟

رحّبت السفارة الأمريكية في دمشق بقرار المحكمة الألمانية بالسجن المؤبد للضابط السابق في مخابرات أسد «أنور رسلان» معتبرة أن الحكم يعد انتصاراً مهماً لضحايا «نظام الأسد» الذي استمر عقداً من الزمن ضد شعبه.

وقالت السفارة في تغريدة لها على تويتر أمس الجمعة، إن هذا الحكم يُعد خطوة إيجابية في التحقيق مع المسؤولين عن الفظائع في سوريا ومقاضاتهم. وأضافت أن المساءلة هي جزءٌ لا يتجزّأ من حل دائم للصراع، ونقف إلى جانب الضحايا والناجين وعائلاتهم في السعي لتحقيق العدالة.

ورسلان هو عقيد سابق تولى مهمة رئيس قسم التحقيق في «أمن الدولة» فرع الخطيب المعروف بالرقم 251، قبل أن ينشق عن ميليشيا أسد ويلجأ إلى ألمانيا، ولكن تم اعتقاله مع «إياد الغريب» الذي حكم عليه بالسجن أربعَ سنواتٍ ونصفاً.

 

هناك 4 تعليقات:

  1. من القلب نشكر القضاء الالماني للعدالة
    وهؤلاء الاخوان خنجر مسموم في ثورتنا

    ردحذف
  2. كل الاحترام والتقدير للقضاء الألماني
    الإخوان👹👹👹 إبليس تبرء منهم

    ردحذف
  3. وانا معك في هذا الكلام

    ردحذف