آخـــر ما حـــرر

مشرعون أمريكيون من الحزبين يحسمون مستقبل الأسد



رأي المحرر

لازالت القناعات السائدة عن الموقف الأمريكية تؤخذ من مصادر إيرانية أو أسدية، وهذا مؤسف للغاية.

فعلى الرغم من التأكيدات القادمة من موطن صنع القرار الأمريكي على رفض إدماج منظومة الإجرام الأسدية مع المجتمع الدولي فلا زال الكثيرون مقتنعين بأن أمريكا ومعها أوربا تريد إعادة تأهيل النظام القاتل في سوريا.

قد يعذر هؤلاء في انعدام ثقتهم بأمريكا نظراً لهول ما وقع على السوريين من مآس ونكبات على مرأى العالم بأسره، لكنهم لا يعذرون بتداول الأخبار التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة. فالمؤكد أن أمريكا ألزمت نفسها بموقف ثابت لا يمكن زعزعته وهو أن نظام الأسد لا يمكن أن يستمر بل ويجب على العالم العمل على محاكمته.

لكن السؤال هنا: لماذا نصف الموقف الأمريكي بالثبات وما الذي يضمن عدم تغييره في كل لحظة وخاصة أن أمريكا عوَّدت العالم على المفاجآت الغريبة؟.

والجواب ببساطة.. هو أن المسؤولين الأمريكان بمن فيهم الرئيس بايدن ربطوا مواقفهم بجرائم النظام ولم يربطوها بمصالح اقتصادية أو ما شابه ذلك، وهم مسؤولون أمام شعوبهم فيما لو فكروا بتأهيل نظام مجرم للعودة إلى الحظيرة الدولية.

وفي الخبر    

وجّه قادة من الديمقراطيين والجمهوريين في لجنتي الشؤون والعلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، أمسِ الثلاثاء، رسالة إلى الرئيس الأمريكي «جو بايدن» طالبوا فيها برفض إعادة دمج نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» في المجتمع الدَّوْليّ دون إجراء التغيير الفعلي الذي يظهر المساءلة وتعكس إرادة الشعب السوري.

كتب المشرعون في الرسالة "بالنظر إلى جرائم الأسد المروعة ضد الشعب السوري، أكدت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أن المجتمع الدَّوْليّ لا يمكنه إعادة دمج النظام السوري دون إصلاحات ذات مغزى تظهر المساءلة وتعكس إرادة الشعب السوري. نحن نحث إدارتكم على تعزيز هذا الموقف".

وأضافت الرسالة: "نحن قلقون من أن عددًا من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، بما في ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية رسمية ومبادرات دبلوماسية علنية. يجب أن تنظر إدارتكم في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول".

ولفت المشرعون الأمريكيون إلى أنّ الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع النظام السوري سابقة تشكل تجربة خطيرة للسلطويين الذين يسعون إلى ارتكاب جرائم مماثلة ضد الإنسانية.

وأكد المشرعون على أنه من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأمريكية في سوريا مع قيمنا.

وقد حث المشرعون بايدن على استخدام آليات الردع القوية والإلزامية في "قانون قيصر" لحماية المدنيين في سوريا من الحزبين للحفاظ على عزلة النظام السوري. وهو القانون الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2020، حيث يفرض عقوبات متشددة على النظام السوري.

ليست هناك تعليقات