مفاوضات أستانة أكبر عائق في طريق الانفراج
رأي المحرر
كل المؤامرات التي حيكت ضد الشعب
السوري لم تكن لتمرر لولا وجود فريق متسلط على قرار الثورة السورية، عمل على تمرير
كل الدسائس والشائنات، مثل «تنظيم القاعدة والقتال خارج سوريا والفساد المالي
والمنصبي وأستانة».
وفي الحديث عن أستانة يقال الكثير، عن
هذا المسار المشبوه، فمن الطبيعي أن تنهج «روسيا وإيران» مثل هذا النهج لأنهما ألد
الخصام، لكن ليس طبيعياً أن تكون تركيا «مدحوشة» بينهما وهي تدعي الوقوف إلى جانب
الشعب السوري، ويبدو أن تفسير كلمة «إلى جانب الشعب السوري» تعني [جلب السوريين
الأحرار إلى جانب الحدود التركية] وترك هامش جغرافي ضيق لا يتسع لتلك الملايين
المشردة إلا بطريقة «النوم تسييف».
كذلك من الطبيعي أن يحضر «شبيحة الأسد»
سلسلة أستانة، لأن هذا المسار ضامن لاسترجاع المحرر لصالح النظام الإرهابي، لكن
ليس من الطبيعي أن تحضر وفود المعارضة السياسية والعسكرية لتشهد على تسليم مناطق
رويت بدماء الشهداء.
على أية حال.. لم يتبق للسوريين إلا
الأصوات الحرة لحرق أوراق أستانة وتخوين «حجاج الخيانة والعمالة» فالتاريخ الذي
سجل تلك المؤامرة وأولئك المتآمرين يجب أن يسجل أن هناك أحراراً رفضوا بشدة وغضب
ذلك المسار المشؤوم والملغوم.
وفي الخبر
قال مثقفون في مدينة الرقة شمالي
سوريا، الأحد، إن مفاوضات “أستانا” أضعفت فرص الحل السياسي وأطالت أمد الصراع في
سوريا.
وقال عبد الرحمن الأحمد، رئيس اتحاد
المثقفين في مدينة الرقة، إن روسيا من خلال رعايتها لاجتماعات مثل أستانا وسوتشي
“أفرغت فرص الحل السياسي في سوريا من مضامينها”. وأضاف
“الأحمد” لنورث برس، أن روسيا دعمت التوجه العسكري والسياسي للحكومة السورية،
وجمّدت القرار الدولي 2254 الخاص بالانتقال السياسي للسلطة في سوريا. واعتبر
أن مفاوضات “أستانا” ومخرجاتها ماطلت كثيراً في حل “الأزمة السورية”، وتحقيق
تطلعات السوريين في إجراء التغيير الديمقراطي في سوريا.
وقال بشير الحسن، عضو اتحاد المثقفين
في مدينة الرقة، إن مسارات المفاوضات التي أنشئت لحل “الأزمة السورية” فشلت جميعها
وساهمت فعلياً في إطالة الصراع العسكري. وأضاف
“الحسن” لنورث برس، أن مسارات المفاوضات لم تعمل جميعها لإيجاد مخرجات وخريطة طريق
للحل في سوريا، “بل على العكس قد عانى السوريين منها الكثير”. وأشار
إلى أن القوى المتدخلة في الشأن السوري وفي مقدمتها تركيا استفادت كثيراً من هذه
المفاوضات والاجتماعات وزادت من حجم تدخلها العسكري ووسعت نفوذها. وذكر
عضو اتحاد المثقفين في الرقة، أن السوريين يرفضون التدخل الخارجي في بلادهم
ويرغبون في إجراء تغيير سلمي يحمي وحدة الأراضي السورية ويلبي طموحات السوريين.
ومن المرتقب أن تعقد أطراف مفاوضات
“أستانا” الجولة السابعة عشر في جمهورية كازاخستان في مدينة نور سلطان يومي الواحد
والعشرين والثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/
يناير عام 2017، انطلقت أولى جلسات أستانا في العاصمة الكازاخية، بحضور ممثلين عن
الحكومة السورية والمعارضة وتحت رعاية الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).
وعادة ما تناقش مفاوضات “أستانا” آلية
إيصال المساعدة الدولية واستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، ويبقى ذلك دون
تحقيق أي تقدّم تجاه الحل السياسي.
ويرى مراقبون أن نتائج الجولة القادمة
من أستانا، لن تختلف عن سابقاتها، طالما أن روسيا وتركيا تسعيان لتحقيق أكبر قدر
من الفائدة والنفوذ على الأراضي السورية، في ظل تعارض مصالح كل منهما في المناطق
التي تسيطران عليها.
الرقة – نورث برس
ليست هناك تعليقات