آخـــر ما حـــرر

لا تفرح يا بشار فالحقيقــة غير الوهم.. ثلاث دول غربية كبرى تصفـع نظام الأسد



رأي المحرر

لازلت أجزم وأؤكد كل يوم أن الأمور ليست كما يشتهي ويروج له «نظام الأسد» الإرهابي.. بل وليست كما يروق لكثير من «المتأعلمين» (المتعدين على مهنة الإعلام) من النخب السورية التي تسارع دوماً لتلقف أي حالة قد تبدو انتصاراً لنظام الأسد.. وكأنهم فرحون بما وجدوه لأنه متطابق لروحهم التشاؤمية العاجزة.

فقد شهدت الساحة السورية تحرك «الأردن» لكسر عزلة النظام المجرم من بوابة توريد الغاز المصري والكهرباء إلى لبنان المنكوب بفعل سياسات «محور الممانعة» الإيراني.. الأمر الذي جعل النظام يعلن الانتصار بالضربة الناجزة على الشعب السوري.. وأنه سيعود قريبا للساحة الدولية، رافع الرأس.. والأغرب من إعلام النظام هو إعلام بعض «اليوتيوبرز» الثوري (على أساس) حين تحدث أحدهم بأن طوابير العرب تصطف لنيل الوساطة من «بشار الأسد» للعودة للحضن الإيراني!.

أشعر بأن كثيرا من النخبويين لم يدخلوا حلبة الصراع مع النظام.. فهل يعقل أن يأتي إعلان انتصار النظام من داخل صفوف الثورة أو المعارضة؟.

لا أدري هل هم ناطقون باسم النظام من داخل البيت الثوري أم أن الرؤية منعدمة لديهم ولا يمتلكون أصلاً الإيمان بقضيتهم ولا الإيمان بانتصار شعبهم؟.

من جهة أخرى:

لا نسمع من هؤلاء «المتثقفين» أي حديث عن ضرورة محاسبة النظام وداعميه، ولا نرى منهم سعياً بهذا الاتجاه، ومع ذلك هم أنفسهم يسارعون إلى تفنيد (أو تكذيب) الأخبار القادمة من دول غربية تتحدث بهذا الاتجاه.. وهل المطلوب من الغرب أن يتحدث عن محاسبة النظام بالنيابة عن النخب السورية؟..

وبعد اغترار النظام بخطوة التطبيع الأردنية المنقوصة راح يلعب لعبة «الانتربول» المكشوفة، ليوصل رسالته إلى السوريين المعارضين بأن الأمور قد انتهت وأن السجون تنتظرهم وأنه قد كلّف الانتربول الدولي لهذا الغرض.. وهذا ليس مستغرباً على نظام يحب رؤية المتمردين عليه يرتعدون فرَقَاً من هول ما قد يحدث.. والمشكلة أن شيئاً من هذا حدث.. فانتشر الخوف في صفوف الكثيرين، الذين عادت إليهم كوابيس الاعتقال من فراش الأهل، فراحوا يتخيلون شرطة الانتربول تقتحم بيوتهم لتعتقلهم وترحلهم إلى سجون الأسد.. والأشكل من كل هذا أن أكثر الناس خوفاً هم أقلهم عملاً ثورياً أو معارضاتياً للنظام.. فعلام الخوف يا من تعارض النظام بطريقة (غندرة مشي العرايس غندرة»؟.

وفي الأخبار    

وجه مسؤولون في ثلاث دول غربية كبرى صفعة لنظام الأسد وحلفائه، والدول الساعية لتطبيع العلاقات معه.

حيث أعلن مسؤولون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أنه لا تطبيع للعلاقات مع النظام ولا تمويل لإعادة الإعمار.

مشترطين للانخراط في التطبيع وإعادة الإعمار، أن يظهر النظام تقدماً فعلياً في العملية السياسية بموجب القرار الأممي 2254.

جاء ذلك خلال فعالية نظمتها «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» و«حملة سوريا» على هامش اجتماعات «الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وشارك فيها، من الجانب الأمريكي، “عزرا زيا”، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للأمـن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان.

ومن الجانب الفرنسي، السفير «فرنسوا سينيمو» الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية بشأن سوريا.

أما من الجانب البريطاني، شارك «جوناثان هارجريفز» الممثل الخاص للمملكة المتحدة إلى سوريا، بالإضافة لمشاركة سوريين.

لا سلام دون محاسـبة النظام على الفظائع

وأكدت «زيا» أنه لا يمكن الوصول إلى السلام الدائم في سوريا من دون محاسـبة النظام على الفظائـع التي ارتكـبها، والتي بلغ بعضها جـرائم ضـد الإنسانية وجـرائم حـرب.

مشددة على أن معـاناة المعتـقلين يجب أن تبقى في مقدمة جهود المجتمع الدولي لتخفـيف معـاناة الشعب السوري والعمل باتجاه حل سياسي.

وكررت مطالب بلادها بضرورة إطـلاق سـراح جميع المعتقلين وخاصة النساء والأطفال والأكثر عـرضة للإصـابة بفيـروس كورونا.

مطالبة النظام بالسـماح لجهات مستقلة ومحـايدة بالدخول دون قيود إلى مراكز الاحتـجاز لديه، وتقديم معلومات عن المختـفين لأهاليهم وتسليم جثامين المتـوفين.

وأكدت “زيا” على أن بلادها لن تطبع العلاقات مع النظام، ولن نقوم بتمويل إعادة البناء في سوريا حتى يظهر النظام تقدماً فعلياً للعملية السياسية.

وبينت أن بلادها تدعم جهود «غير بيدرسون» من أجل حل سياسي في سوريا، وتركيزه على إطـلاق سـراح المعتقلين غير المشروط.

وأشارت إلى أنه في تموز الماضي، وبالتوافق مع قانون قيصر، قامت واشنطن بفـرض عقـوبات على سجـون ومسؤولون في نظام الأسد على صلة بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

موضحة أن الجهود المبذولة من أجل المحاسبة يجب أن تترافق مع دعم للسوريين الناجـين من الفظائع التي شهدناها في سوريا خلال العقد الماضي.

من جانبه، أوضح «سينيمو» أن نظام الأسد يتحمل القسم الأعظم من المسـؤولية برفـضه أن يقوم بعمليات إطـلاق ســراح للمعتقــلين.

مؤكداً ما هو أسـوأ من ذلك، هو استمراره في ارتكـاب انتهـاكات فظيـعة لحقوق الإنسان من بينها عمليات الاعتـقال التعـسفي والعنـف الجـنسي والإخـفاء القسـري للمعتـقلين.

وشدد «سينيمو» على أن شروط العودة الآمنة والكريمة غير متحـققة والنظام يقوم بممـارسات من شأنها التضيـيق على عودة اللاجـئين بدلاً من تسهـيلها.

مضيفاً، أن السلام في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا بحل سياسي ويبقى قرار مجلس الأمـن 2254 أساساً لهذا الحل.

وأشار إلى أن السـلطة القضـائية الفرنسية تدرس 40 قضية تتعلق بجـرائم ارتكبت في العراق وسوريا وقد أصدرت مذكرات توقــيف.

بدوره قال «هارغريفز» على عكس بعض التلميحات التي يسعى البعض لنشرها فإن النزاع في سوريا غير متـوقف ولم ينته بالتأكيد.

وأضاف، النظام ما زال مستمراً في حـربه ضـد المدنيين السوريين، أرقام المعتقلين والمختـفين من إحدى أكبر ضحايا هذه الحـرب.

معتبراً أن ذلك فضيحة مستمرة، ومن المعـيب علينا جميعاً أن العديد من السوريين لا يزالون مختـفين أو معتقلين بشكل غير قانوني.

وأكد «هارغريفز» أن حل قضية المعتقلين جزء أساسي من العملية السياسية بناء على القرار 2254.

وأضاف، علينا أن نعطي أولوية للمحاسبة في سوريا بشكل أوسع، والسعي لمحاسبة جميع أطراف النزاع على الانتهـاكات الفظيـعة.

موضحاً أن أبرز مرتكـبي الفظائع، نظام الأسد وحلفاؤه، وهم المسؤولون عن معظم الانتهـاكات وأفظـعها.

مشدداً على أن بلاده، ترى أنه لا يمكن الوصول إلى سلام دائم في سوريا دون مواجهة الإفلات من العقاب.

مضيفاً أن بريطانيا لا تعتقد أنه من الممكن تحقيق تقدم سياسي حقيقي أو تطبيع أو تحسين العلاقات بدون تقدم ملحوظ في العملية السياسية ووقـف الانتهاكات.

على خلفية التغيرات الأخيرة.. واشنطن تصدم نظام الأسد بتصريحات حول إمكانية التطبيع معه

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تسعى لتحسين العلاقات مع نظام الأسد، وذلك على خلفية موقفها من مشاريع نقل الطاقة إلى لبنان، مروراً بسوريا.

حيث حددت واشنطن موقفها من المشاريع التي تتحدث عن نقل الطاقة إلى لبنان، عبر الأراضي السورية رغم وجود «قانون قيصر» الذي يحـد من التعامل مع نظام الأسد.

مؤكدة عبر وزارة الخارجية دعـمها للجهود المبذولة لما وصفتها بإيجاد حلول مبتكرة وشفافة ومستـدامة تسهم في معـالجة النقـص الحاد في الطاقة والوقود في لبنان.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أنه ليس لدى الولايات المتحدة أي خطط لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.. وذلك خلال ردها على سؤال حول إمكانية اتخاذ ملف الغاز المصري وعبوره من الأراضي السورية بوابة لاعتـراف أمريكي بنظام الأسد.

مؤكدة خلال مراسلة إلكترونية مع الموقع، على أهمية العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على نظام الأسد.

معتبرة أن هذه العقـوبات هي أداة مهمة للضغط من أجل محـاسبة النظام، وشددت على عـزمها مواصلة هذه الأدوات.

وتحفظت الخارجية الأمريكية، على معلومات تفيد بوجود تراخيص أو جهات مستفـيدة محتملة من التراخيص أو الإعفاءات.. كذلك رفـ.ـضت الخارجية التعليق على وجود أو عدم وجود استثناءات.

وسبق أن أعلن النظام موافقته على الطلب اللبناني لتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية واستعداده لتلبية ذلك.

وذلك بعد زيارة وفد من حكومة تصـريف الأعمال اللبنانية، التقى خلالها وزير خارجية النظام «فيصل المقداد» عند معبر «جديدة يابوس» على الحدود السورية- اللبنانية

وفي 19 آب الماضي، أعلنت «المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اللبنانية» عن مساعدة أمريكية للبنان من أجل استجـرار الغاز المصري عبر سوريا.. وذلك بناءً على ما أبلغت به السفيرة الأمريكية في بيروت زدوروثي شيا» الرئيس اللبناني «ميشيل عون».

إلا أن واشنطن لم تعلن بشكل واضح آلية المساعدة، وما إذا كانت ستسـتثني أطرافاً أو دولاً أو مؤسسات، من قانون قيصر.. وذلك في سبيل إتمام صفـقة تمـرير الغاز المصري عبر الأراضي السورية نحو لبنان.

ليست هناك تعليقات