بايدن يوشك أن يصبح ترامبياً تجاه طهران
رأي المحرر
تعلم إيران أنها ستقع في المصيدة الأمريكية فيما لو تقدمت في
محادثاتها مع واشنطن بشأن الملف النووي.. إيران التي احتفلت يوم إعلان فوز «بايدن»
في الانتخابات الأمريكية سرعان ما عادت إلى طقوس الأحزان عند تأكُّدها أن ما تريده
أمريكا ليس مجرد التنازل عن البرنامج النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات، وإنما
مصادرة البرنامج البالستي الذي تعتمد عليه إيران كثيرا في إيصال كل رسائلها عن
طريق وكلائها في المنطقة.
هذا ما دفع ايران للهروب للأمام في كل الاتجاهات، حيث استهدفت سفنا
غربية وإسرائيلية وانتخبت الإرهابي «إبراهيم رئيسي» وأوعزت لحماس بالهجوم على إسرائيل،
ولحزب الله بإطلاق صواريخه صوبها.. وزادت من شحنات المخدرات المهربة شرقا وغربا..
فيما يشبه الجنون.
وفي الخبر
أفصح مسؤول في الإدارة الأميركية
الراهنة، أن إدارة «جو بايدن» تتوجه صوب تغيير في سياستها تجاه إيران لتصبح أكثر
تشدداً، وأن النهج الممكن قد يكون مقارباً لنهج «دونالد ترامب» ضد إيران، تبعاً
لتقرير معهد الدفاع عن الديموقراطية الأميركي.
وأردف التقرير: إن إدارة «بايدن» لم
تخف أبداً استياءها من سياسة «ترمب» بالضغط الأقصى على إيران، وكانت خطة الإدارة
تتمثل في إحياء اتفاق أوباما النووي لعام 2015 من خلال إظهار حسن نيتها ومرونتها.
بيد أنه ومع التقدم الضئيل عقب ست
جولات من المفاوضات، يبدو أن فريق «بايدن» بدأ يكتشف أن النفوذ جزء لا غنى عنه من
الدبلوماسية، واستفسر وزير الخارجية «أنطوني بلينكين» يوم الخميس، عما إذا كانت
طهران تريد حقًا العودة إلى «الاتفاق النووي»، بالقول: لا يمكن أن تكون هذه عملية
غير محددة، وتبدو الإدارة وكأنها تمهد الطريق لمحور ممكن للضغط على إيران.
وذكر مسؤول أميركي رفيع أن «بايدن» قد
يفكر في سياسة بديلة خاصة، وأن إيران تواصل تقدمها النووي، وأردف بالقول: إذا جعلت
إيران من المستحيل العودة إلى الاتفاق النووي، فستعود الإدارة إلى استراتيجية
المسار المزدوج وهو ضغط العقوبات وأشكال أخرى من الضغط، وعرض دائم للمفاوضات.
كما نبه المسؤول الذي لم يذكر اسمه،
المفاوضين الإيرانيين من أنهم ربما يعتقدون أنهم تلقوا أفضل ما يمكن أن يقدمه الأميركيون
وأنهم سيكونون على ما يرام الآن، لكن هذا سيكون خطأ.
ولفت المسؤول إلى أنه إذا رفع «بايدن»
الضغط على إيران، فسوف يستفيد من إجماع دولي على عدم وجود صفقة بسبب إيران وسوف
يواجه الإيرانيون وضع 2012 وليس عام 2019، وبصورة أخرى، سيحظى موقف واشنطن الأكثر
تشدداً بدعم أوروبي، كما جرى خلال مرحلة ما قبل الاتفاق النووي لسياسة أوباما تجاه
إيران، بيد أن الأمر سيستغرق أكثر من مجرد تحذيرات من مسؤولين لإقناع طهران بأن «بايدن»
أقل حماساً للتوصل إلى اتفاق.
استنفار لميليشيا “الحرس
الثوري” في الميادين تحسّباً لضربة جوية
بدأت مجموعات من ميليشيا «الحرس الثوري
الإيراني» المتمركزة على أطراف مدينة «الميادين» شرق دير الزور، بالتحرك نحو محيط «مزار
عين علي». مع نقلها لأكثر من 20 آلية محملة برشاشات ثقيلة مضادة للطيران تحسّباً
لقصف جوي.
يأتي ذلك، خوفاً من قصف اسرائيلي أو
لقوات التحالف على منظومة دفاع جوي متحركة كانت قد نصبتها قبل أيام بمنطقة المزارع
بأطراف الميادين.
نُصب على المنظومة صواريخ «أرض-جو» وتم
تمويهها بشكل مكثف. ولم يتم الكشف عن أسباب هذا التأهب، فيما إذا كان احترازيا أو
بسبب توافر معلومات لدى الميليشيا بإمكانية حصول هجوم على مواقعها ونقاط انتشارها
في المنطقة.
ونصبت ميليشيا «الحرس الثوري الإيراني»
مطلع الشهر الجاري، «رادارا» كاشفا للطيران ضمن منطقة المزارع. وكان خبراء عسكريون
من الجنسية الإيرانية أشرفوا على عمليات تركيب الرادار وتشغيله ضمن المنطقة.
والجدير بالذكر، أنَّ منطقة المزارع
تملك أهمية استراتيجية كونها مرتفعة وتشرف على مدينة الميادين ومناطق نفوذ قوات
سوريا الديمقراطية وقوات التحالف شرق الفرات.. وتشكّل
منطقة الميادين، أكبر تجمع للإيرانيين ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وتأتي هذه التحركات والتغييرات لمواقع
ونقاط انتشار الميليشيا بعد تعرضها لعدة غارات من قبل طيران التحالف الدولي
والإسرائيلي. حيث تعمل حالياً على تغيير مواقعها ومستودعاتها في عموم مناطق
سيطرتها وخصوصاً في محافظة «ديرالزور»، وتلجأ الميليشيا إلى إبعاد المقرات عن
البادية والاقتراب إلى المدينة، والتخفي بين بيوت المدنيين.
رئيسي يتحدى واشنطن.. بتعيين
مُعاقب نائباً له
قام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي،
يوم الأحد، بتعيين السياسي «محمد مخبر دزفولي» في منصب النائب الأول لرئيس
الجمهورية، وفق ما أوردته قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية.
وكان «مُخبر» يتولى إدارة الشؤون
الصحية للحرس الثوري في مدينة «دزفول» الإيرانية، قبيل تعيينه الأخير، كما ساهم في
الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وعمل كمساعد للشؤون التجارية لمؤسسة
المستضعفين، إضافة إلى شغله منصب المدير التنفيذي لدائرة الاتصالات في محافظة
خوزستان ومساعد محافظ خوزستان.
وأدرجت واشنطن بداية العام الحالي، «لجنة
تنفيذ أوامر الإمام الخميني» ورئيسها «محمد مخبر دزفولي» على قائمتها السوداء،
الأمر الذي اعتبرته طهران بأنه إجراء اتخذته واشنطن لمعاقبة إيران نتيجة رفضها
شراء اللقاحات الأمريكية المضادة لفيروس كورونا.
هذا وكان قد تقدم السيناتور الجمهوري «تيد
كروز»، منتصف يوليو الماضي، بمشروع قانون لمحاسبة المرشد الإيراني «علي خامنئي»
والرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»، لافتاً إلى أن المشروع يضمن فرض عقوبات حقيقية
على النظام الإيراني.
وهاجم «كروز» إدارة الرئيس «جو بايدن»
بالقول إنها تسعى للتخلي عما تبقى من وسائل ضغط على إيران، ووفق وصف كروز، فإن
خامنئي يستخدم العنف والفساد ضد الشعب الإيراني، فيما يتحمل رئيسي مسؤولية المجازر
بحق عشرات آلاف الإيرانيين الأبرياء.
كما أكد السيناتور الجمهوري على أهمية
إخضاعهما لقوة العقوبات الأميركية، واحتواء الأنشطة الشريرة للنظام الإيراني، فيما
يتمتع مشروع معاقبة خامنئي بدعم «ماركو روبيو» و«توم كوتن وليندسي غراهام» وآخرين.
ولدى انتصاره المزعوم بالانتخابات
الإيرانية المفترضة، طالبت «منظمة العفو الدولية» بالتحقيق مع الرئيس الإيراني،
رئيسي، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، مؤكدةً على أن يخضع لتحقيق في قضايا «جرائم
ضد الإنسانية» و«قمع عنيف» لحقوق الإنسان.
وكذلك، عدّت المنظمة في بيان أن وصول
رئيسي إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل
وإخفاء قسري وتعذيب، بمثابة تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران.
ليست هناك تعليقات