واشنطن تتعهد بمحاسبة الأسد.. فأين الحديث عن تغيير سلوكه؟.
رأي المحرر
تحدث الكثيرون مؤخرا عن اكتفاء أمريكا
بفكرة «تغيير سلوك النظام السوري» الإرهابي، وهي الفكرة التي تتكرر بين الفينة
والأخرى ويسهب المحللون بتناولها، لكن- للأسف- بطريقة خاطئة.
فعند الحديث الأمريكي عن تغيير سلوك
نظام الأسد الطائفي عادة ما يتم تحديد ما يجب على الأسد تغييره، مثل: إخراج
المعتقلين من السجون، والكف عن قتل الشعب السوري بالبراميل والصواريخ، وتقديم
مرتكبي الجرائم للمحاكمة، واستبعاد إيران وعملائها من سوريا، وأمور أخرى تصل إلى
حد إنهاء النظام نفسه.
وقد يتساءل البعض- وهو محق طبعاً-
لماذا كل تلك الفلسفة الأمريكية والتي عادة ما يلجأ إليها الضعفاء وعديمو الحيلة
لتبرير عجزهم، فلماذا لا يطيحون بالنظام وينتهي الأمر، بدلاً من طرح عبارات نحتاج
لأخذ الكلفة في تأويلها كي نستنتج أن أمريكا عازمة على الإطاحة بالنظام؟..
والجواب على هذا معقد بحجم تعقيدات
المشهد السوري، وسوء حظ السوريين الذين يواجهون أعتى قوى العالم الإرهابية بمعارضة
هي الأسوأ في تاريخ الثورات، إلى درجة القول بأن المعارضة- بكل أنواعها- لا ترغب
برحيل النظام لأسباب معروفة.
يضاف إلى ذلك طبيعة العلاقات بين
أمريكا وروسيا مما يفرض نوعاً قذرا من الصفقات أحيانا تأتي مضادة لمصالح الشعب
السوري، وكذلك ما يتعلق بالتدخل الأمريكي في العراق الذي جعل الأمريكان يراجعون
كثيرا من حسابات التدخل لإسقاط أنظمة بالقوة.
لكن عموما هناك تأكيدات مستمرة بأن
أمريكا لازالت مصرة على ترحيل النظام ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها على مدى
العشر سنوات ضد الشعب السوري.
وفي الخبر
نسفت الولايات المتحدة الأمريكية جهود
روسيا الرامية إلى تلميع نظام الأسد، وتعهدت بمحاسبته على جرائمه بحق الشعب
السوري.. وخلال تقريرها السنوي الثالث بشأن حقوق
الإنسان في عدة دول حول العالم، من بينها سوريا، الذي صدر الإثنين، تعهدت وزارة
الخارجية الأمريكية بمحاسبة نظام الأسد على الفظائع التي ارتكبها بحق شعبه.
وأشار التقرير لارتكاب نظام الأسد
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال قمعه للحراك الثوري في سوريا ضد حكمه.. وسلط
تقرير الخارجية الأمريكية الضوء على انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في سوريا، كما
تحدث عن الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الفائت،
عبر فريق العمل المعني بمنع ارتكاب الفظائع بعد الكشف المبكر عنها.
وأشارالتقرير إلى أن الولايات المتحدة
تقدم دعمًا إنسانيًا لتسهيل عودة اللاجئين والنازحين بشكل طوعي إلى منازلهم في كل
من سوريا والعراق، كما تدعم جود الدفاع المدني السوري.
وتفرض الولايات المتحدة الأمريكية
عقوبات اقتصادية على عشرات الشخصيات والكيانات التابعة لنظام الأسد والمقربة منه،
ضمن قانون قيصر الذي سمي بهذا الاسم نسبةً للمنشق قيصر الذي سرب عشرات آلاف الصور
لمعتقلين في سجون النظام قضوا تحت التعذيب.
ليست هناك تعليقات