العقوبات الأمريكية على إيران مستمرة بما فيها تلك "الترامبية".
رأي المحرر
صحيح أن عودة الولايات المتحدة
الأمريكية إلى الاتفاق النووي مع إيران أمر مقلق لدول المنطقة، لكنه مرعب لإيران
أكثر!.. لأنه سيدخل إيران في قفص «بروتوكول جديد» أشد صرامة من السابق.. لكن
الإيرانيين يحاولون الظهور دوماً بمظهر المنتصر حتى لو كان مهزوماً.. وبصورة
المرتاح حتى لو كان مأزوماً.. ورؤية الإيرانيين لانزعاج الدول الإقليمية تخفف عنهم
من تأثيرات الضغوطات الأمريكية عليهم بما فيها «صرامة الوكالة الذرية».
وفي الخبر
أكد وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني
بلينكن» اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لن تزيل مئات العقوبات عن إيران.. وقال
بلينكن: مئات العقوبات على إيران باقية ولن تلغى.. وأشار
إلى أنّ العقوبات على إيران بما فيها التي فرضت من إدارة «ترمب» ولا تتعلق بالاتفاق النووي هي
باقية.. وشدد بلينكن على أن الولايات المتحدة
مستمرة بالدفاع عن الحلفاء بما فيهم «السعودية» ضد هجمات «الحوثيين».. يذكر
أنّ الخلاف بين إيران وأمريكا حول تجديد الاتفاق النووي يتجسد برفع العقوبات التي
فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
قال وزير الخارجية الأميركي «أنتوني
بلينكن» أمس الاثنين: إن بلاده تبذل جهوداً مستمرة لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة
لاستقرار المنطقة.. كما حذّر أنه لو استمر البرنامج النووي
الإيراني فسينخفض الوقت اللازم لصنع سلاح نووي إلى بضعة أسابيع، لافتاً إلى أنه من
غير الواضح بعد إذا ما كانت إيران مستعدة للقيام بكل ما يلزم للامتثال إلى الاتفاق
النووي.. وأضاف أن إيران منخرطة في مجموعة من
الأعمال السيئة بالمنطقة، مؤكداً أنها إذا كانت على وشك امتلاك سلاح نووي سيصبح
الأمر أسوأ.
من جهته، قال قائد القيادة المركزية
الأميركية «كينيث ماكنزي» فجر الثلاثاء: إن الوجود الأميركي في المنطقة هدفه منع
إيران من التمادي في أنشطتها الخبيثة، مؤكدا أن إيران لا تزال تشكل التهديد الأبرز
لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.. وأضاف أن الحوثيين ليس لديهم رغبة في
إنهاء الأزمة اليمنية، مشدداً على أن مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها أولوية
أميركية عالية.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مدير
عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه من الصعب تمديد الاتفاق المتعلق بالرقابة
على المنشآت النووية بين إيران والوكالة.
وأبدى «رافاييل غروسي» قلقه من تخصيب
إيران لليورانيوم بنسب مرتفعة. وتابع متحدثا عن ارتفاع نسبة التخصيب: “يثير قلقنا،
وبرنامج طهران النووي طموح للغاية”.. ومن
الجدير ذكره أعلن غروسي الاثنين قبل الماضي، عن الاتفاق مع إيران على تمديد اتفاق
مراقبة المنشآت النووية الإيرانية لمدة شهر.
وهاجم
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية «رافائيل غروسي» إيران واتهمها بعدم
الشفافية والتعاون، وعبَّر عن قلق الوكالة من سرية البرنامج النووي الإيراني
وتطوره، وقال: إنه وضع الحقائق أمام مجلس محافظي الوكالة لاتخاذ ما يلزم من قرارات
أو إجراءات. وقال غروسي: إن الطريق نحو الثقة مع إيران يمر عبر المعلومات والشفافية
التامة.
وجدد مطالبته إيران بالشفافية وتقديم
المعلومات من أجل بناء الثقة، وذلك بعدما أكد أنها لم تقدم التفسيرات اللازمة
لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة غير المعلن عنها على
أراضيها، رغم مرور عدة أشهر على الطلب.
وفي كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة
الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، أضاف أن إعادة بناء الثقة لن تتم ما لم تظهر
طهران التزامها. كما شدد على أن أنه لا يمكن للسلطات هناك إعاقة عمل المفتشين
الدوليين ثم التظاهر بوجود ثقة متبادلة، وفق قوله.
من جهته، اتهم مندوب إيران في المنظمات
الدولية على هامش اجتماعات فيينا، «الوكالةَ الدولية للطاقة الذرية» بأنها تنفذ
أجندات سياسية، وقال المندوب الإيراني: إن نهج مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قد يصبح عائقا أمام التعامل والتعاونِ بين طهران والوكالة. واعتبر
«غریب آبادي» أن تصريحات غروسي التي عبر فيها عن قلقه من تقدم مستوى تخصيب
اليورانيوم في مواقع إيرانية، أنها تظهر نهجه المتحيز ضد إيران، وأضاف أن على
الوكالة الدولية الابتعادَ عن الأجندات السياسية، على حد وصفه.
وقال: تقرير الوكالة الدولية للطاقة
الذرية لا يتوافق مع سجلات التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وغير
صحيح لأنه لا يستند إلى مصادر موثوقة وغير مقنع لأنه لا يعكس كل أوجه التعاون
والتقدم بين الطرفين.
وكان وزير الخارجية الأميركي «أنتوني
بلينكن» أكد الاثنين، أنه إذا استمر البرنامج النووي الإيراني فسينخفض الوقت
اللازم لصنع سلاح نووي إلى بضعة أسابيع.. وأضاف: برنامجها النووي يسير بسرعة إلى
الأمام، وكلما استمر ذلك لفترة أطول تقلص الوقت اللازم لصنع مادة انشطارية… وقد
انخفض الآن، حسب التقارير العامة، إلى بضعة أشهر في أحسن الأحوال. وإذا استمر ذلك،
فسينخفض إلى أسابيع.
وقال للمشرعين: لا يزال من غير الواضح
ما إذا كانت إيران راغبة ومستعدة لفعل ما يلزم للعودة للالتزام بالاتفاق النووي
المبرم عام 2015.. وإذا استؤنفت المحادثات يوم الخميس فلن
يتبقى سوى ثمانية أيام فقط للتوصل إلى اتفاق قبل إجراء «الانتخابات الإيرانية»
المقررة في 18 يونيو حزيران.. ويقول بعض المندوبين: إن من الممكن
التوصل إلى اتفاق بحلول ذلك الوقت لكن الاحتمالات ليست كبيرة.
ليست هناك تعليقات