آخـــر ما حـــرر

في سوريا تشتعل حرب المعابر.. من ينتصر الروسي أم الأمريكي؟.

 


رأي المحرر

مع انتهاء التصريح الصادر عن الأمم المتحدة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر «باب الهوى» الوحيد في شهر يوليو/تموز القادم، يشتد النقاش حول إمكانية نجاح الولايات المتحدة في تمديد التصريح الأممي أم سيكون لروسيا رأي آخر؟.

بالتأكير لروسيا رأي آخر!. فروسيا التي بذلت الجهود الجبارة لإبقاء حليفها «بشار الأسد» في السلطة تعلم تماماً بأن معظم مقومات استمرار الأسد باتت مدمرة.. فهو معزول سياسيا محاصر اقتصاديا قلق أمنيا مرفوض شعبيا.

لكن روسيا- وبفكرها المتخلف- لا تمانع في تنصيب الأسد على سوريا المدمرة والفاقدة لنصف سكانها الشرعيين، فقد تماهت مع مماطلة رأس النظام في مداولات «اللجنة الدستورية» ريثما يأتي موعد الانتخابات الهزلية نهاية الشهر.. والتي ستجري في ظل اقتصاد صفري، تريد روسيا بث الروح فيه بالاستفادة من المعابر.. فالذي تريده روسيا بالضبط هو حصر المساعدات الإنسانية بنظام الأسد ليحول الجزء الأكبر منها إلى عامل داعم لاقتصاده، ويبقي مناطق الشعب الثائر في حالة من الحصار الذي يكتب على الناس الموت البطيء.

ومن هنا يتحتم على المعارضة السورية والقوى الثورية المسارعة إلى رفض السياسات الروسية، والحفاظ على دخول المساعدات لأكثر من خمسة ملايين سوري معرضين للخطر.

وفي الخبر

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمواجهة مع روسيا بشأن تسليم مساعدات الأمم المتحدة لملايين السوريين خارج سيطرة النظام السوري.

حيث اعتبر باحثون أنّ روسيا تهدف إلى تعزيز سلطة الأسد، والضغط على المعارضة السورية، وربما انتزاع تنازلات بشأن السياسة السورية من إدارة بايدن.

إذ أنّه عام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات من أربع نقاط حدودية سورية مع تركيا والعراق والأردن، للوصول إلى المدنيين على جانبي خطوط القتال، وتوصيل المساعدات، غير أن الحال تغيّر في يوليو/ تموز المنصرم، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا التي لا تتطلب موافقة دمشق، إلى نقطة واحدة.

هذه النقطة تقع عند الحدود التركية، في باب الهوى، وتتيح إمداد شمال غرب سوريا ومحافظة إدلب التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام السوري. وينتهي تصريح الأمم المتحدة لاستخدامه في يوليو.

بهذا الصّدد، نقل موقع الحرّة عن الكاتب السوري المقيم في موسكو، محمود الحمزة، قوله إن “روسيا سابقا عارضت أن تكون هناك أي معابر إلا أن تكون تحت إشراف النظام السوري، والآن تصوت ضد فتح المعابر بحيث تساعد في إحكام سيطرة النظام على المناطق المختلفة”، واصفاً المحاولة الروسية بـ”المهزلة الحقيقية” لأن النظام لا يسيطر إلا على 17 في المئة فقط من الحدود السورية، “فكيف يتم تسليم المعابر لهذا النظام، هذا مستحيل”.

غويتريش: أكثر من مليون سوري يتلقون المساعدات عبر الحدود شهرياً

فيما اعتبر الباحث السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، في حديث مع موقع “الحرة” أن روسيا تقوم بعملية “ابتزاز سياسي”، وسبق أن وضعت حق الفيتو هي والصين ضد القرار السابق الذي سمح بدخول المساعدات في السابق دون مرورها عبر النظام. لافتاً إلى أنّه “منذ عدة أشهر قامت روسيا بسحب هذا القرار وهي تحاول تكريس أمر واقع عبر دورها بالفيتو في مجلس الأمن”، مشيرا إلى أن القصف الروسي طال المساعدات الإنسانية التي تنقلها الأمم المتحدة بشعارها.

ويوضح أن “الروس كانوا يحاولون أن يفرضوا إعادة سيطرة النظام على المعابر الأساسية وخاصة باب الهوى في الوقت الذي لا تستطيع فيه قوات النظام أن تصل إلى هذه المنطقة لأنها تحت هيمنة المعارضة، ولذلك يتاجرون بهذه القصة بهدف تحقيق شيء من النصر المعنوي خاصة قبل الانتخابات”.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال خطاب تناول فيه الوضع المأساوي في سوريا بعد حرب مستمرة منذ عشر سنوات إنّ “الفشل في تمديد تصريح الأمم المتحدة، سينهي خطط الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لملايين السكان في شمال غرب سوريا، ويقلل إلى حد كبير من العمليات الإنسانية الأساسية”، مشيراً إلى أنّ “شحنات الأغذية والمساعدات الإنسانية الأخرى للأمم المتحدة ستتوقف فورا. أغذية أقل تعني معاناة أكثر ونزاع أكثر”.

وحول هذه الأسئلة، قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي ترأس جلسة شهرية لمجلس الأمن الدولي حول الشق الإنساني في الملف السوري، في مارس/ آذار الماضي: “كيف يعقل ألا نجد في قلوبنا، حسا إنسانيا مشتركا لاتخاذ إجراءات مهمة؟”.

كما توجه وزير الخارجية الأميركي إلى أعضاء مجلس الأمن بالقول: “أنظروا في قلوبكم” داعيا إلى العمل للتوصل إلى تحسين الوضع الإنساني في سوريا وهو موضوع اجتماع للمانحين يعقد في بروكسل في مطلع الأسبوع الحالي، مضيفاً: “علينا أن نجد طريقة لفعل شيء ما، أن نتحرك لمساعدة الناس. إنها مسؤوليتنا. وعار علينا اذا لم نقم بذلك”.

إلى ذلك، قال بلينكن: “دعونا نمنح أنفسنا عددا أكبر من المعابر وليس أقل لتوفير الغذاء والدواء للشعب السوري”.

ليست هناك تعليقات