آخـــر ما حـــرر

سوريون أحرار يرسلون رسالتهم إلى بايدن

 



رأي المحرر:

أخطاء كبيرة وقعت فيها نخب الثورة السورية في تعاطيها مع الدول المؤثرة في الشأن السوري، وأبرزها:

• تكرار الحديث عن رفض التدخل الأجنبي في القضية السورية وكأنهم يرسلون رسالة إلى العالم بأسره أن الصراع في سوريا هو صراع البيت الداخلي وهو مجرد صدامات الإخوة فيما بينهم «مصارين البطن بتتقاتل».

• في مقابل هذا الموقف برز موقف معاكس تماماً يقبل بالدولتين العدوتين لثورة الشعب السوري «روسيا وإيران» بالتدخل في الشأن السوري كوسطاء تسوية للصراع في الوقت الذي تعملان على حرق سوريا بشعبها ومقدراتها.

• تم تداول أسوأ الأفكار بين النخب السورية لجهة التخفيف عن روسيا وإيران انخراطهما في الجريمة المركبة ضد الشعب السوري ومن هذه الأفكار القول بأن كلاً من روسيا وايران يأتمران بالأوامر الأمريكية والإسرائيلية، وهذا يخفِّف التهمة عنهما كمجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية.. ومنها كذلك تجنب نسبة «داعش» لإيران مثلاً واعتبار داعش منتجاً غربياً أو إسرائيلياً أو حتى شعبياً.. مما يعفي إيران من تهمة صناعة الإراهب ورعايته.. ومن الأفكار المتداولة أن »السعودية والإمارات» تمولان الحملة العسكرية الروسية ضد شعبنا المكلوم، وهذا أيضاً تخفيف من أحمال الاتهام ضد روسيا وكأنهم يقولون : لا تلوموا الروس بقدر ما يجب أن تلوموا العرب.

بالمحصلة:

فإن الأفكار المطروحة من قبل النخبة السورية تضع السوريين في مسار حتمي يجبرهم على القبول بروسيا وإيران في الحلول السياسية.. وتبعدهم عن التوجه نحو أمريكا لتنسيق الشراكات السياسية المنتجة.. وهذا ما تقوم به النخبة الواعية من الجالية السورية في أمريكا.

وفي الخبر:

أرسل المجلس السوري- الأمريكي مع 11 منظمة سورية في الولايات المتحدة، رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دعته فيها إلى تحديد ملامح خطته السياسية تجاه سوريا.

وجاء في الرسالة، التي أرسلت في 26 من آذار “نتقدم إلى الرئيس بايدن كأمريكيين سوريين لتتشاور الحكومة الأمريكية مع السوريين، الذي تأثروا مباشرة خلال السنوات العشرة الماضية”.

وذكَّرت الرسالة بايدن بوعوده في أثناء حملته الانتخابية التي “قطعت وعدًا على الأمريكيين لإنهاء الحروب الأبدية، على اعتبار الصراع في سوريا حربًا لانهاية لها”.

كما لفتت الرسالة إلى الهجمات الكيماوية والغارات الجوية وكل ما مارسه النظام السوري من انتهاكات ضد الشعب السوري من تهجير وتجويع وتعذيب ضد المدنيين مع حلفائه روسيا وإيران.

وطالبت الجهات المرسلة الرئيس بايدن بالاستماع لهم مباشرة، كأعضاء في الجالية الأمريكية- السورية، والاستماع إلى سبب ضرورة تحميل كل من النظام السوري وروسيا وإيران مسؤولية “الفظائع المرتكبة”.

ووقع على الرسالة 24 فردًا من المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، إلى جانب المنظمات الـ 12.

قال رئيس المجلس السوري الأمريكي، زكي اللبابيدي: إنه في الوقت الذي تشكل فيه الإدارة الأمريكية سياستها تجاه الملف السوري، يخاطب السوريون الأمريكيون الحكومة الأمريكية، قبل اتخاذها أي قرار بخصوص سياستها تجاه سوريا، لتأثر السوريين أولًا بهذه السياسة، وعليه يجب أن تؤخذ وجهة نظرهم بعين الاعتبار.

وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، في 11 من شباط الماضي، ناقش وزير الخارجية الأمريكي، «أنتوني بلينكن» الأوضاع في سوريا ضمن أول مكالمة مع الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش».

وأكد الجانبان التزامهما بالعملية السياسية في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”.

وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، قدمت مشروع قرار بالتزامن مع الذكرى العاشرة للثورة السورية، لتحديد سياسة الولايات المتحدة في سوريا، بما فيها إدانة “الفظائع” التي يرتكبها النظام السوري ومواصلة الجهود لمحاسبته وداعميه، روسيا وإيران.

وقال رئيس اللجنة، السيناتور عن الحزب “الديمقراطي” «بوب مينينديز» في 9 من آذار، “لقد عانى الشعب السوري لفترة طويلة جدًا على يد جزار لا يزال رعاته في طهران وموسكو يرعون حكمه الإرهابي الذي لا يلين”.

وكانت عدة شخصيات سياسية ورجال دين مسيحيون قد أرسلوا رسائل إلى واشنطن وحكومات أوروبية، في 21 من كانون الثاني الماضي، استجدت فيها رفع العقوبات المفروضة على النظام السوري، بحجة ضغط العقوبات على الشعب السوري، وحرمانه من المساعدات الإنسانية، التي لا تندرج ضمن قائمة العقوبات المفروضة على النظام.

وقوبلت هذه الرسائل بتحرك مضاد اعتبر “موقف رجال الدين المسيحيين الذين حاولوا استجداء الحكومات الغربية، موقفًا تضليليًا لا يصب في مصلحة الشعب السوري، لأن العقوبات لا تشمل الغذاء والأدوية”.

وقال الإعلامي والمعارض السوري «أيمن عبد النور» وهو من بين الموقعين على الرسالة المناهضة: لوحظ في رسالة تخفيف العقوبات غياب تواقيع رجال الدين ممن هم خارج ضغوط النظام السوري، رغم أنهم يمثلون أكبر الطوائف، بينما وردت أسماء بعض الموقعين دون موافقتهم على نص الرسالة، ما يوحي بأن العديد من التواقيع الواردة ضمن الرسالة جرت تحت الضغط.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عددًا من العقوبات الاقتصادية خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق، «دونالد ترامب» شملت عدة جهات عسكرية ومدنية مقربة من حكومة النظام السوري، من بينها زوجة رئيس النظام السوري، «أسماء الأسد» وعائلتها.

ليست هناك تعليقات