آخـــر ما حـــرر

خبير إسرائيلي: النظام العلوي في سوريا فقد زمام السلطة


 

رأي المحرر

كان الموقف الإسرائيلي يميل إلى الصمت في معظم سنوات الثورة السورية.. لكن هذا لا يعني غياب الدور الإسرائيلي تجاه الأحداث المعقدة في سوريا.. لكن الفكرة المرفوضة قطعاً والسائدة كثيرا هي أن إسرائيل هي صاحبة الكلمة العليا في بقاء الأسد في السلطة لقتل السوريين وإضعاف سوريا المجاورة لإسرائيل.

وكان هناك تعمد ملحوظ لنشر هذه الفكرة لتصبح إحدى المسلمات، مع أن الأمور ليست كذلك..

أرباب هذا الادعاء الفارغ استندوا إلى حقيقة لا يمكن نكرانها ألا وهي التزام نظام الأسد «الأب والابن» بحماية الحدود الإسرائيلية من الجانب السوري.. لكن هذا التفسير ينطوي على كثير من التسطيح والتبسيط للأشياء فأي نظام في موقع نظام الأسد سيقوم بدور مماثل باستثناء قضية «التنازل عن الجولان».

لكن الحقيقة تقول: لو خيرت إسرائيل بين نظام يلتزم بأمن الحدود ومنتخب من الشعب ونظام يلتزم بأمن الحدود لكنه دموي قاتل لاختارت إسرائيل الأول.

ولو خيرت إسرائيل بين نظام «ممانع» دجَّال في ممانعته ونظام «ممانع» جادّ في الممانعة لاختارت الأول.

وهو الأمر الذي لم تدركه كثير من نخب الثورة والمعارضة وظلت عاكفة على مقولات «معلَّبة» بعيدة عن الواقع.. ومعظمها قادم من «إيران» التي أرادت لقوى الثورة أن تفكر بهذه الطريقة.

ويمكن تحديد السياسة الإسرائيلية تجاه القضية السورية بما قاله أحد المسؤولين الإسرائليين عام 2015:

"إن إسرائيل إذا لم تستطع إسقاط نظام بشار الأسد فلا يمكن أن تدعمه.. وإذا لم تستطع دعم الثورة السورية فلا يمكن أن تؤذي الشعب السوري".

واليوم يأتي تصريح من خبيرعسكري إسرائيلي يوضح بعض النقاط الهامة:

اعتبر «رون بن يشاي» الخبير العسكري الإسرائيلي أنه سواء إمكانية الإطاحة بالأسد عبر إجراء اتصالات مع عناصر محلية، أو تنفيذ نشاطات هجومية من أجل منع التواجد العسكري الإيراني سيؤدي لنفس النتيجة.

وأوضح الخبير أن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه سوريا كانت واضحة، لكنها فشلت في تحقيق كل أهدافها التي رسمت.. لافتاً إلى أن وزيراً إسرائيلياً رفيعاً أبلغه أن «إسرائيل أخطأت بعدم اتخاذ إجراءات للإطاحة بالأسد ونظامه حين كان ذلك ممكنا».

وقال: إنه وفي السنوات الخمس الأولى من الحرب كان يمكن التسبب في فقدان النظام العلوي بقيادة الأسد لزمام السلطة، وبتر ذراعه المركزي وقطع الأكسجين التشغيلي واللوجستي للأخطبوط الإيراني وأتباعه.. وأكد أن الإطاحة بالأسد كانت ستنشئ نظامًا جديدًا مدعومًا من الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة.. وحينها يمكن توقيع اتفاق سلام معه، مع وجود محاولات إسرائيلية لإقناع المستوى السياسي الإسرائيلي بالتدخل في الوقت الفعلي.. خاصة في المرحلة الأولى من الحرب، لا سيما وأن «هيئة أركان الجيش الإسرائيلي توفر لديها تيار كبير من كبار المسؤولين المؤيدين لمبادرة الإطاحة بالأسد ونظامه».

وأوضح أنه في المقابل، نشأ هناك تيار إسرائيلي آخر، وأقل إثارة للإعجاب، عارض خطوة الإطاحة بالأسد.. وبدا أن حجج أولئك المعارضين لأي تحرك إسرائيلي مباشر للإطاحة بالأسد والرافضين تقديم مساعدات ضخمة لمعارضيه لترحيل النظام أنها حجج قوية ومقنعة.. فهم يجادلون بأن أي إسرائيلي لا يضمن أن تحالف المنظمات والكيانات السياسية التي ستصل السلطة بدلا من الأسد ستكون أقل عداءً وخطورةً على إسرائيل من إيران.

وأكد أنه في عامي 2012-2013، عندما كانت الانتفاضة في سوريا في مهدها، بدت الفرصة متاحة للإطاحة بالنظام في دمشق والنافذة مفتوحة على مصراعيها.. لكن حتى في ذلك الوقت، امتلأت الساحة السورية بمئات التنظيمات السنيَّة المتشددة، ويعمل بعضها بالتعاون مع «الجيش السوري الحر»، وسرعان ما تولى الجهاديون زمام الأمور، ودفعوا جانباً بذلك الجيش «المعتدل»، وأخذوا زمام المبادرة في الميدان.

وأشار إلى أن إسرائيل راقبت الوضع السوري ورأت ذلك الانقسام في المعارضة وعدم وجود قيادة واضحة بين الثوار.. وهو أمر يعِدُ بشيء خطير في حال سقوط النظام، وهو الفوضى المزمنة، وغياب الدولة الذي سيستمر لسنوات بعد انتهاء الثورة، وانتشار الثأر بين الثوار أنفسهم، ومع العلويين، وكان يمكن أن يتضاءل خطر التهديد الإيراني لكن هذا الوضع يجذب عناصر قاتلة تزدهر في ظل ظروف انعدام السلطة والأمن.

ليست هناك تعليقات