آخـــر ما حـــرر

شعارات إسقاط الأسد وشتمه.. في الإعلام الروسي



الذي يحدث بالضبط هذه الأيام أن موسكو تقوم بنقل الرسالة الأمريكية إلى الأطراف المتدخلة في الشأن السوري وشؤون المنطقة..

رسالة مفادها أن الأمور انتهت ويجب الذهاب إلى التسويات السياسية وفقاً للرؤية الأمريكية.

لكنني سأركز هنا على رسالة أمريكا إلى «الدوحة» تحديداً التي تبلغتها «قطر» من الروس والأمريكان بأن الأمور في سوريا «انتهت» وعليكم أن تتجهزوا للمرحلة القادمة التي يغيب فيها الأسد لينتظر محاكمته لاحقاً.. والتجهيز يعني التحضير لعدة مستحقات «كالدستور والانتخابات والمجلس العسكري وهيئة الحكم الانتقالية..».

وما يترتب على ذلك من عودة اللاجئين وإعادة الإعمار ومعالجة «ملفات الجبر» و«العدالة الانتقالية» وضبط السلاح وإخراج الميليشيات وإزالة آثار «التغيير الديمغرافي» وعمليات التجنيس الباطلة.

فهمت «قطر» الرسالة جيداً فكانت حاضرة في الذكرى العاشرة للثورة السورية، لجهة الدفع بالدكتور «رياض حجاب» إلى الواجهة، وزيادة اهتمام «إعلام الجزيرة» بالثورة، وتوجيه كوادر «الإخوان المسلمين» للمشاركة اللافتة في احتفالات الذكرى المباركة. وكل ذلك استعداداً للإمساك بمرحلة ما بعد الأسد. لأن «جماعة الإسلام المسيس» وبرعاية قطرية لا يمكن أن يفوتوا تلك الفرصة، التي تتيح لهم قضاء «شهوة الحكم» لمدة محدودة قبل أن ينقلبوا على أنفسهم بحكم أنهم يحملون بذور فشلهم في حقائبهم.

ومن تباشير المرحلة القادمة أن نرى الاحتفالات الشعبية بذكرى اندلاع ثورة السوريين حاضرة في الإعلام الروسي الذي كان- لأمد قريب- يصف الثورة والثوار بالتمرد الإرهابي ضد «شرعية الأسد».

وفي الخبر الذي نشره موقع أورينت نت     

نقل الإعلام الروسي الرسمي المظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الأسد من داخل مدينة إدلب المحررة شمال سوريا، في خطوة روسية هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية قبل عشرة أعوام، ما يشكل صفعة لافتة لنظام الأسد الذي مازال ينكر الحراك الثوري ويعمل على تشويهه عبر إعلامه الموجه.

ونشرت وكالة " Ruptly" التابعة لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية الحكومية، تسجيلا مصورا يغطي مظاهرات شعبية حاشدة تشتم الأسد وتطالب بإسقاط نظامه في ساحة السبع بحرات وسط مدينة إدلب، قبل يومين، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية المطالبة بإسقاط النظام.

ويوضح التسجيل المصور هتافات المتظاهرين السوريين في إدلب المناهضة للنظام وميليشياته والتي كان أبرزها «الشعب يريد إسقاط النظام» و«عاشت سوريا حرة وتسقط عصابة الأسد» وأنشودة «جنة جنة جنة.. جنة ياوطنا» وهتافات أخرى تشتم الأسد وميليشياته، إلى جانب أعلام الثورة واللافتات الثورية التي حملها المتظاهرون.

وتخلل الفيديو الذي نشرته الوكالة الروسية، لقاءات مع بعض الناشطين والمتظاهرين في المدينة، حيث تحدثت إحدى الناشطات باللغة الإنكليزية لنقل واقع الثورة ومطالب المتظاهرين إلى العالم الخارجي، فيما أكد المتظاهرين على التمسك بمطالب الثورة السورية وأولها رحيل أسد ونظامه وإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام.

الخطوة الروسية تعتبر الأولى من نوعها منذ انطلاق ثورة الحرية والكرامة ضد نظام الأسد في آذار عام 2011، والتي أنكر النظام خلال السنوات العشر الماضية وجود أي حراك ثوري سلمي، وعمل على تشويه الحقيقة بشتى الوسائل من خلال إعلامه الموجه، إلى جانب التصدي للمظاهرات التي عمت سوريا بكل القوة العسكرية التي يمتكلها مع حلفائه الإيرانيين.

غير أن نقل المظاهرات الثورية في عامها العاشر من الشمال السوري المحرر عبر الإعلام الروسي الرسمي التابع لحكومة موسكو، يشكل منعطفا لافتا في مجرى تعامل الروس مع قضية الشعب السوري المحقة، خاصة من خلال نقلها إلى الشعب الروسي بلا تشويه للحقيقة، وسط توقعات من بعض المحللين بتغيير الموقف الروسي تجاه أسد ونظامه بسبب الضغوط الدولية وبعد فشل موسكو بإنقاذ الأسد وإعادة تأهيله.

وشهدت مدينة إدلب ومناطق أخرى بريفي حلب والرقة مظاهرات حاشدة الإثنين الماضي، وذلك إحياء للذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد، بالتزامن مع حراك مماثل للجالية السورية في بعض الدول الأوروبية، ورافق ذلك حراك دولي مكثف يؤكد على حق السوريين بالتغيير ويطالب أسد ونظامه بالامتثال للقرارات الدولية.

وتعتبر روسيا الداعم الأكبر لأسد وميليشياته على الصعيد العسكري والسياسي، حيث تدخلت عسكريا بشكل رسمي في أيلول عام 2015، وساهمت بإعادة معظم الأراضي السورية لسيطرة ميليشيا الأسد بعد إخراج فصائل المعارضة منها تحت وطأة القصف الجوي الروسي المكثف، إلى جانب دعم سياسي ودبلوماسي للتغطية على جرائم الميليشيا من خلال استخدام حق النقض «فيتو» عشرات المرات في مجلس الأمن الدولي.

ويواكب الإعلام الروسي الرسمي والخاص، الأحداث في سوريا وخاصة مناطق سيطرة ميليشيا أسد عبر عدة وكالات وقنوات لنقل الواقع من وجهة نظر موسكو، وأبرز تلك الوسائل هي وكالة «سبوتنيك» وقناة «روسيا اليوم» ووكالة  «Ruptly» المتخصصة بالفيديو، وجميعها تتبع رسميا لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية الحكومية.

ليست هناك تعليقات